ولم يفصح بري عن مضمون “الورقة اللبنانية”، التي تم تقديمها خلال المباحثات مع مساعد وزير الخارجية الأميركية، المكلف بحل هذا الملف الخلافي. إلا أن لبنان يقترح تشكيل لجنة ثلاثية، تضم ممثلين عن لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة، بمتابعة أميركية، في محاولة لبلوغ اتفاق نهائي على ترسيم الحدود. وتتحدث أنباء على أن إسرائيل لا تزال ترفض أي تدخل أممي في هذا الملف، وأن أقصى ما يمكن قبوله بالنسبة لها هو عقد مشاورات مباشرة بينها ولبنان برعاية أميركية في مقر الأمم المتحدة، فيما تبدي ليونة حيال معالجة الخلاف البري والبحري في نفس الوقت. والاثنين، قالت صحيفة “النهار” اللبنانية، إنه يبدو أن “التمسك باللجنة الثلاثية، وبمشاركة الوسيط الأميركي لا تراجع عنه في بيروت، وقبول تل أبيب بتلك الآلية سيعتبر مكسبا للبنان في ملف الترسيم”. ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون الأسبوع الماضي، الولايات المتحدة إلى مساعدة لبنان في ترسيم حدودها الجنوبية، مشددا على التمسك بسيادة بلده. ويدور صراع بين إسرائيل ولبنان منذ سنوات على منطقة في شكل مثلث على الحدود البحرية تصل مساحتها إلى 854 كيلومترا مربعا تقع ضمن حقل غاز ضخم اكتشف شرق المتوسط في العام 2009، وتقدر مساحته بـ83 ألف كيلومتر مربع. وتدعي إسرائيل أحقيتها في هذا المثلث الذي تم تقسيمه إلى عشر مناطق أو بلوكات، الأمر الذي يرفضه لبنان بشكل مطلق معتبرا أنه يقع في المنطقة الاقتصادية الخاصة التابعة له. وتبذل واشنطن حاليا، عبر ساترفيلد، جهود وساطة بين لبنان وإسرائيل، في ملفي الحدود البحرية والبرية. ورفض لبنان مقترحا أميركيا في 2012، يقوم على منح 360 كيلومترا مربعا من مياهه لإسرائيل، مقابل حصوله على ثلثي المنطقة الاقتصادية. ويرى مراقبون أن وجود حالة من التفاؤل بإمكانية حدوث اختراق في الملف لا يعني أن الأمور ستسير نحو خواتيم سعيدة، فهناك جملة من العراقيل من بينها على سبيل المثال رفض إسرائيل الإقرار بلبنانية مزارع شبعا وكفرشوبا، مع مماطلة النظام السوري في تقديم أدلة تثبت ذلك، كما أن حكومة نتنياهو متمسكة برفض أي دور أممي في حل الخلاف.
مشاركة :