خلال تصريحات بثتها محطات التلفزيون المحلية الإيرانية في 14 الجاري، وصف المرشد الأعلى علي خامنئي فكرة إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها «سمّ»، لكنه في الوقت نفسه طمأن المشاهدين بأنه «لا نحن ولا هم يسعون إلى الحرب، إنهم يعلمون أن ذلك لا يصب في مصلحتهم». وتُعد صيغة «لا حرب ولا تفاوض» جزءاً لا يتجزأ من إستراتيجية «المقاومة الرشيدة» التي يعتمدها خامنئي، التي تنص على عدم إثارة المواجهة العسكرية، لكن في الوقت نفسه رفض القيام بأي تنازلات. المقاومة والصمود من وجهة نظر خامنئي، تُعتبر المقاومة عاملاً رئيسياً في صمود إيران على مدى أربعين عاماً، والركائز الدينية التي يقوم عليها النظام الإيراني تجعل «الجمهورية الإسلامية» أكثر عزماً على «تصدير الثورة» والقضاء على الأعداء الأيديولوجيين مثل إسرائيل، ومنح المرشد الأعلى ألقابا معظّمة مثل «زعيم العالم الإسلامي». وتخدم العقيدة العسكرية الرئيسية التي تتبعها طهران، المرتكزة على الحرب غير المتناسقة، هذا الموقف التوسّعي، ويدرك خامنئي الفوائد العملية لهذه الإستراتيجية، من حيث المحافظة على استمرارية النظام وتوسيع عمق إيران الإستراتيجي حتى حدود إسرائيل وشواطئ البحر المتوسط، ويعتقد اعتقاداً راسخاً بأن سياسة المقاومة منحت إيران نفوذاً متزايداً، ومن هذا المنظور، سيقضي التخلي عن سياسة طهران الإقليمية المتحدّية على طبيعة النظام ذاتها. تجنّب خيار الحرب وفي الوقت نفسه، يكون خامنئي صادقاً عندما يعلن أن إيران ليست مهتمة بالتصعيد العسكري. والسبب غير المعلن هو عدم استطاعة إيران تحمّل مواجهة مسلحة تقليدية مباشرة مع أي دولة، لا سيما الولايات المتحدة أو إسرائيل. ولهذا السبب، يعتمد النظام إلى حد كبير على الحرب غير المتناسقة، والإرهاب، والحرب بالوكالة، وغيرها من التكتيكات التي يمكن تنفيذها، مع هامش من إمكانية إنكارها، حتى لو كان هذا الهامش صغيراً. وتتمثل الفكرة في بقاء إيران قوة تهديد مخيفة مع تجنب الحرب التقليدية المباشرة. لكن لكل مقاومة نقطة انهيار، إذا رأى خامنئي أن التهديد العسكري الأميركي حقيقي، وباهظ التكلفة إلى درجة لا يمكن تحمّلها، والأهم من ذلك، إذا كان يعتقد أنه يأتي لزيادة العبء. وإذا قرر خامنئي الدخول في مفاوضات فعليه – على الأرجح – تغيير تركيبة فريق التفاوض، واتخاذ خطوات أخرى لإعادة هيكلة مقاربة إيران. وقد يعني ذلك نقل المسؤولية عن المحادثات من وزارة الخارجية إلى «المجلس الأعلى للأمن القومي»، وكذلك تعيين مفاوضين جدد يمثّلون الحرس الثوري أكثر من تمثيلهم للرئيس. وستحصل هذه التغييرات على وجه الخصوص إذا توسّع نطاق المفاوضات ليشمل برنامج إيران الصاروخي والسياسة الإقليمية، حيث لا يتمتع الرئيس حسن روحاني ولا وزارة الخارجية بالسلطة الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارات نيابة عن خامنئي والقيادة العسكرية العليا. سيناريوهات التحرك الإيراني – يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدّة لأي سيناريو ممكن في الأسابيع المقبلة. فقد تخطط طهران لتخريب المزيد من أهداف الحلفاء والولايات المتحدة في المنطقة، وتهديدها، بينما تسعى إلى التهرّب من المسؤولية عن هذه العمليات. – يجدر بواشنطن ألا تستبعد احتمال موافقة خامنئي – على مضض – على التفاوض، في المدى القريب، بسبب الضغوط الاقتصادية الهائلة، والعزلة الدولية، وإبداء رغبة أميركية عامة في التفاوض وتوفير «رقم هاتف» غير كافيين، بل يجب على إدارة ترامب أن تبحث في شكل عاجل عن وسطاء دوليين يمكنهم مساعدتها على التواصل مع المسؤولين الإيرانيين. – إذا كانت إدارة ترامب تفضّل التفاوض على المواجهة، فعليها تعديل خطابها العدائي والتحقيري وتحويله إلى لهجة أكثر دبلوماسية واحتراماً. فالخطاب الوحيد الذي يمكن أن يزيد من إمكانية عقد المفاوضات هو ذلك الذي يسمح لخامنئي بتصوير هذا التغيير الجذري في موقفه على أنه ليس هزيمة مخزية للنظام، بل تسوية حكيمة تُتخذ لمصلحة بلاده. وخلاف ذلك، لن يكون لديه أي حافز للتخلي عن نهج «المقاومة». (معهد واشنطن) حرب التصريحات الأميركية – الإيرانية ¶ المرشد علي خامنئي: زوال أعداء البشریة، أي الحضارة الأميركیة المنحطة والكیان الصهیوني، أمر محتوم ¶ الرئيس حسن روحاني: ترامب تراجع عن تهديداته لطهران، بعدما حذره مساعدون عسكريون من خوض الحرب مع إيران ¶ وزير الخارجية محمد جواد ظريف: الإيرانيون بقوا واقفين لآلاف السنين، بينما رحل كل المعتدين. الإرهاب الاقتصادي والتبجّحات عن الإبادة لن تقضي على إيران. وخاطب ترامب: «لا تهددوا إيرانياً أبداً جرّبوا الاحترام» ¶ الجنرال يحيى صفوي: لا قوة في العالم تستطيع أن توقف قافلتنا السائرة نحو النصر ¶ وزير الدفاع أمير حاتمي: إيران ستهزم التحالف الأميركي – الإسرائيلي.. إيران لديها أعلى مستويات الاستعداد العسكري الدفاعي لمواجهة أي نوع من التهديد والمطالب المبالغ فيها ¶ نائب قائد الحرس علي فدوي: إيران تسيطر سيطرة تامة على شمال مضيق هرمز.. السفن الأميركية بالخليج تحت السيطرة الكاملة للجيش الإيراني والحرس ¶ الرئيس دونالد ترامب: إذا كانت إيران تريد أن تحارب فستكون هذه نهايتها الرسمية. إياكم وتهديد الولايات المتحدة مرة أخرى ¶ القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان: الهجمات المحتملة من جانب إيران أوقفت بفضل إجراءات أميركية مضادة ¶ وزير الخارجية مايك بومبيو: واشنطن ستردع إيران حال استهداف الولايات المتحدة أو حلفائها، وعليها تغيير سلوكها في المنطقة فوراً ¶ رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد: إرسال حاملة الطائرات إبراهام لينكولن إلى الخليج يهدف لمواجهة التهديدات الإيرانية للقوات الأميركية.. القرار جاء لتأكيد استعداد أميركا للرد على أي تهديد ضد شعبها أو شركائها في المنطقة». (أ.ف.ب، رويترز)
مشاركة :