كشفت وكالة الطاقة الدولية أمس أن الولايات المتحدة ستصبح العام المقبل أكبر منتج للنفط في العالم، متفوقة على روسيا بفضل ازدهار إنتاجها من النفط الصخري الذي غير المشهد العالمي للطاقة. وتأتي هذه التوقعات بعد أيام من تقديرات للحكومة الأمريكية أظهرت أن الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم تراجعت من مركزها كأكبر مستورد للنفط في العالم لتحل محلها الصين بفضل طفرة النفط الصخري التي قلصت احتياجاتها من الواردات. ووفقاً لـ "رويترز"، فقد أفادت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أن تولي الولايات المتحدة قيادة النمو هو عودة إلى حالها قبل عقود مضت. ويعيد انتعاش إنتاج النفط الأمريكي بالفعل ترتيب أوراق اللعبة في دبلوماسية الطاقة العالمية وهو ما يدعم واشنطن في علاقاتها مع منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك". وذكرت الوكالة أنه مع تجاوز الإنتاج الأمريكي عشرة ملايين برميل يوميا خلال الربعين الماضيين وهو أعلى معدلاته في عقود تتجه الدولة لأن تصبح أكبر منتج لسوائل النفط خارج "أوبك" بحلول الربع الثاني من عام 2014 لتتفوق على روسيا. ورفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب العالمي على النفط للعامين 2013 و2014 بسبب الانتعاش الاقتصادي في أوروبا بينما يواصل إنتاج هذه المادة خارج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ارتفاعه. وفي تقريرها الشهري عن السوق النفطية، قدرت الوكالة حجم الاستهلاك النفطي العالمي بـ 92 مليون برميل يوميا هذه السنة، بزيادة نحو مليون برميل أو 1.1 في المائة، وكانت المنظمة تقدر في أيلول (سبتمبر) حجم هذا الاستهلاك بـ 90.9 مليون برميل. فيما تقدر المنظمة حجم الطلب بـ 92.1 مليون برميل يوميا، مقابل 92 مليونا في تقديرات سابقة، ما يعني طلبا إضافيا يبلغ 1.1 مليون برميل أو 1.2 في المائة. وبررت الوكالة المتخصصة في الطاقة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومقرها باريس أن مؤشرات تحسن الاقتصاد الأوروبي تعزز زيادة التقديرات بشأن الطلب، موضحة أن الاستخدام المتزايد للنفط في إنتاج الكهرباء في مناطق أخرى يسهم في ذلك أيضاً، وتأتى المعطيات المتعلقة بالطلب الأوروبي أكبر من التوقعات وسط مؤشرات على خروج من الانكماش لمنطقة اليورو في النصف الثاني وتحسن لثقة أوساط الأعمال، مشيرة إلى أن جزءًا من التفاؤل في الجانب الأوروبي تضرر بالأزمة المالية الأمريكية التي تثير شكوكا اقتصادية. وفي الوقت نفسه عززت مشاكل التزود بالغاز الطبيعي الطلب على النفط لإنتاج الكهرباء في المكسيك وشمال إفريقيا والشرق الأوسط ، بينما في اليابان ارتفع الطلب بسبب توقف محطات نووية وارتفاع درجات الحرارة لأعلى من معدلاتها الطبيعية. وحول العرض العالمي للنفط، ذكرت الوكالة أن إنتاج أوبك تراجع لأقل من ثلاثين مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ سنتين بسبب تراجع الإنتاج الليبي والعراقي. لكن هذه الصعوبات طغت على الارتفاع المستمر للإنتاج النفطي لدول خارج "أوبك" المرتبطة بإنتاج محروقات الغاز الصخري في أمريكا الشمالية وتراجع التوتر بين السودان وجنوب السودان، وفي البداية استخراج النفط من حقل ماشاجان النفطي العملاق في كازاخستان. وتفيد الوكالة بأن الإنتاج النفطي خارج "أوبك" بما في ذلك المحروقات الحيوية ارتفع 1.7 مليون برميل يوميا في الفصل الثالث وهي أكبر زيادة فصلية تسجل منذ عشر سنوات، وأضافت أن الإنتاج خارج "أوبك" سيرتفع 1.7 مليون برميل وسطيا العام المقبل و1.9 مليون برميل في الربع الثاني من 2014 ما يبقى أكبر زيادة تسجل منذ السبعينيات. وسجل الإنتاج الأمريكي خصوصا ارتفاعا كبيرا إلى مستويات لم تسجل من قبل منذ عقود، وبلغ إنتاج النفط الخام في هذا البلد 7.56 مليون برميل يوميا، حسب الوكالة بزيادة 1.2 مليون برميل عن الإنتاج من قبل. وبحسب الوكالة فإن الإنتاج الإيراني الذي ما زالت تعوقه العقوبات الدولية، تراجع 0.1 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر) إلى 2.58 مليون برميل، مضيفة أن قلة يتوقعون أن تؤدي بداية الانفراج في العلاقات بين واشنطن وطهران إلى تخفيف العقوبات في الأمد القصير أو المتوسط.
مشاركة :