أظهر تقرير للاحتياطي الفيدرالي أن البنك يعتزم الحفاظ على نهج صبور تجاه السياسة النقدية، لكنه يرى أن مستويات التضخم أخف من المتوقع وكانت مؤقتة.واتفق مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) خلال اجتماعهم الأخير على أن نهجهم الحالي في التحلي بالصبر بخصوص السياسة النقدية قد يظل مستمراً «بعض الوقت»، في علامة جديدة على أن صناع السياسات لا يرون ضرورة تذكر لتعديل أسعار الفائدة صعوداً أو هبوطاً. ووفقاً لمحضر الاجتماع الذي عقده مجلس الاحتياطي يومي 30 أبريل/نيسان، والأول من مايو/أيار، فقد بحث المسؤولون باستفاضة الآليات التي تمكنهم من هيكلة حيازاتهم من الأوراق المالية التي تقدر بتريليونات الدولارات بالطريقة المثلى لمواجهة أي تباطؤ اقتصادي في المستقبل.وعقد مجلس الاحتياطي اجتماعه الأخير قبل أن تزيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم على سلع صينية وتشتد حدة التوترات التجارية العالمية، مع فرض قيود على شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي.وفي ذلك الوقت، ومع استمرار النمو الأمريكي وبقاء التضخم «مكبوحاً»، وما يبدو من انحسار بعض المخاطر العالمية، رأى أعضاء لجنة السياسة النقدية «أن نهج التحلي بالصبر، سيظل مناسباً على الأرجح لبعض الوقت، حتى وإن واصلت الظروف الاقتصادية والمالية العالمية التحسن».وبينما حذرت «قلة» من المشاركين في الاجتماع من مخاطر التضخم والحاجة المحتملة لرفع أسعار الفائدة، وحذر عدة مشاركين من أن التضخم قد يتراجع، أظهر محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية أن اللجنة تتجه للتريث والترقب حتى يطرأ تغير مقنع على البيانات الاقتصادية في أحد الاتجاهين.وأبقت اللجنة على سعر الفائدة المستهدف دون تغيير في ذلك الاجتماع، ليظل في نطاق بين 2.25 و2.5 بالمئة. وقال مايك لووينجارت نائب رئيس استراتيجية الاستثمار في «إتريد»: «اللغة غامضة بدرجة كافية بحيث من المرجح أن يسمع مراقبو السوق ما يريدون سماعه، لكن التحليل الرصين هو أننا لن نرى أي تخفيضات في الأسعار قريباً».وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول طالب بوضع «سياسات عامة سليمة» لمساعدة مزيد من الأمريكيين على الانتماء إلى الطبقة الوسطى التي تتراجع باطراد.كلام باول جاء بعد الاجتماع الذي أذيع محضره بالأمس، وقد أشار باول إلى أن «معدل دخل أُسر الطبقة المتوسطة، نما بشكل أبطأ منذ سبعينات القرن الماضي مقارنة بذوي الدخل المرتفع، ما أدى إلى عدم مساواة أكبر في مستوى الدخل».وقال باول في خطاب أمام مؤتمر حول أبحاث التنمية، إن أكثر من 80 بالمئة من أبناء الطبقة الوسطى في الخمسينات كانوا قادرين على جني أموال أكثر من آبائهم، بينما يُحقّق ذلك الآن نصفهم فقط.وهذا يعني أن الأسر ذات الدخل المنخفض لديها فرصة أقل للانتماء إلى الطبقة الوسطى لتحقيق «مستوى أساسي من الأمن الاقتصادي».وأرجَع باول تقهقر الطبقة الوسطى وازدياد التفاوت في الدخل، إلى تباطؤ الإنتاجية واختلاف فرص العمل بالاستناد إلى التعليم والمكان والعرق.وقال: «هذه القضايا حيوية، السياسات العامة السليمة يمكن أن تدعم العائلات والأعمال، وأن تساعد المزيد من الأمريكيين على بلوغ الطبقة الوسطى والبقاء فيها». وأضاف: «أعتقد أنّه بإمكاننا الاتّفاق على أن تحقيق مستوى أساسي من الأمن الاقتصادي يُعد أمراً جوهرياً». (وكالات)
مشاركة :