الناتو متأهب لحماية الانتخابات الأوروبية من هجمات إلكترونية روسية

  • 5/24/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أمين عام الحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس أن الحلف جاهز لمواجهة هجمات روسيا الإلكترونية عبر استخدام كل الوسائل المتاحة. وجاءت تحذيرات ستولتنبرغ وسط تأهب دول الحلف لمواجهة أي محاولة من روسيا للتدخل في انتخابات البرلمان الأوروبي التي بدأت في بريطانيا وهولندا الخميس. وتتهم الدول الغربية روسيا بمحاولة التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016 واستخدام تكنولوجيا المعلوماتية لشل البنى التحتية لأوكرانيا، وهو ما تنفيه روسيا تماما. وصرح ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت “لكي يأخذ الردع تأثيره الكامل يجب أن يعلم المهاجمون المحتملون أننا لسنا محصورين بالرد في الفضاء الإلكتروني عندما تتم مهاجمتنا في ذلك الفضاء”. وأضاف أمين عام الحلف “نستطيع أن نستخدم وسنستخدم مجموعة كاملة من القدرات المتاحة لنا”، فيما قال هانت إن المركز البريطاني الوطني لأمن المعلوماتية قدم تفاصيل عن نشاطات روسية خبيثة في 16 من دول الناتو الـ29 خلال الأشهر الـ18 الماضية. واتهم وزير الخارجية البريطاني “وكلاء” روس بمحاولة التلاعب بنظام التصويت في 2014 وتأخير النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة في أوكرانيا التي تلت الإطاحة بالرئيس المدعوم من روسيا. ورفض كلّ من ستولتنبرغ وهانت الكشف عن الخطوات التي يمكن أن يتخذها الحلف الذي تأسس خلال الحرب الباردة ولا تزال روسيا تعتبره تهديدا رئيسيا لأمنه القومي. وأعلنت الحكومة الألمانية في وقت سابق أن المئات من السياسيين الألمان، بمن فيهم المستشارة أنجيلا ميركل، وقعوا ضحية عملية تسريب واسعة لمعلومات خاصة، فيما يعتقد أن المجموعة التي تستهدف وزارات خارجية وسفارات حول العالم، وتعرف باسمي “تورلا” أو “أوروبوروس”، مرتبطة بالاستخبارات الروسية. وقالت الناطقة باسم الحكومة مارتينا فيتز للصحافيين إنه “تم نشر معلومات شخصية ووثائق تابعة للمئات من السياسيين والشخصيات العامة على الإنترنت”، مضيفة “الحكومة تأخذ هذه الحادثة بجدية بالغة”. وفي مارس 2018، تعرّضت شبكات كمبيوتر تابعة للحكومة الألمانية إلى هجمات، حيث تمت سرقة بيانات لموظفين من وزارة الخارجية، فيما نفت الحكومة الروسية آنذاك تورط أي قراصنة إلكترونيين روس في العملية. وألقى مسؤولو الأمن باللائمة في معظم الهجمات السابقة على جماعة تسلل روسية تعرف باسم (إيه.بي.تي) يقول خبراء إنها على صلة وثيقة بجهاز الاستخبارات روسي، فيما حمّل خبراء أمنيون نفس الجماعة مسؤولية هجوم قبل انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. وكان رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، السابق هانز جورج ماسن حذّر في وقت سابق من احتمال تعرّض ألمانيا لهجمات قرصنة مكثفة من روسيا وإيران والصين. ونقلت صحيفة دي فيلت الألمانية، واسعة الانتشار، عن ماسن قوله “في عام 2018 تزداد هجمات القرصنة التي تقف ورائها أجهزة استخبارات، من حيث الكمّ والنوعية”، مضيفا “أجهزة الاستخبارات والأمن في روسيا وجمهورية الصين الشعبية وإيران نشطة بشكل مكثّف في هذا الإطار، بما في ذلك ضد ألمانيا”. ومضى قائلًا “لهذا السبب، يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن أمننا في الفضاء السيبراني”، مشيرا أن “ديمقراطيتنا لا تنتهي في العالم الواقعي، ولكننا يجب أيضا أن ندافع عنها في الفضاء السيبراني”. وتتزايد المخاوف بشأن حدوث تدخل خارجي في الشؤون الألمانية، مع وجود تقارير تتهم الحكومة الروسية بتنفيذ أنشطة قرصنة إلكترونية أثرت على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت في الثامن من نوفمبر 2016.

مشاركة :