تدق ساعة الحقيقة أمام منتخبات مصر وتونس والجزائر الممثلة الوحيدة لعرب إفريقيا في تصفيات القارة السمراء المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، عندما تخوض ذهاب الدور الحاسم في الأيام الأربعة المقبلة. وتمني المنتخبات العربية النفس بوضع قدم في البرازيل من خلال تحقيق نتائج جيدة في مباريات الذهاب حتى تخوض لقاءات الإياب بارتياح كبير وخاصة أنها الأمل الوحيد لعرب القارة السمراء بالتواجد في العرس العالمي، لكنها تدرك جيدا أن المهمة لن تكون سهلة بالنظر إلى المنتخبات المنافسة والتي تعتبر من العيار الثقيل. وتحل الجزائر ضيفة على بوركينا فاسو اليوم في واجادوجو، فيما تلتقي تونس مع ضيفتها الكاميرون على ملعب رادس في العاصمة غدا، على أن تحل مصر ضيفة على غانا الثلاثاء المقبل في كوماسي. واذا كان "محاربو الصحراء" و"الفراعنة" يطمحون إلى العودة بأقل الخسائر من خارج القواعد، فان "نسور قرطاج" مطالبون باستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة مطمئنة أمام زملاء مهاجم تشلسي الإنجليزي صامويل إيتو العائد عن اعتزاله اللعب دوليا. وما يزيد الضغوط على تونس الباحثة عن التواجد في المونديال للمرة الخامسة في تاريخها والأولى منذ عام 2006 بعدما غابت عن النسخة الأخيرة في جنوب إفريقيا، كونها خسرت المباراة الأخيرة لها في تصفيات الدور الثاني على أرضها أمام الرأس الأخضر 0/2 وكادت تخرج خالية الوفاض لولا قرار الاتحاد الدولي معاقبة رأس الأخضر واعتبارها خاسرة 0/3 لإشراكها لاعبا غير مؤهل. وأدت الخسارة امام الرأس الأخضر إلى استقالة مدرب تونس نبيل معلول وتعاقد الاتحاد التونسي مع المدرب الهولندي رود كرول لمدة شهرين وهي المدة التي ينتهي فيها الدور الحاسم. في المقابل، استعدت الكاميرون جيدا لمواجهة تونس وذلك بمعسكر تدريبي في مدينة نيس الفرنسية بقيادة المدرب الألماني فولكر فينكه. وتبقى عودة إيتو عن اعتزاله اللعب دوليا أبرز حدث في صفوف الكاميرون. وتقام مباراة الإياب في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وفي الثانية، يحل الفراعنة ضيوفا على منتخب النجوم السوداء في قمة من العيار الثقيل نظرا إلى وزن وسمعة المنتخبين في القارة السمراء حيث نالت مصر اللقب القاري سبع مرات مقابل أربع لغانا. وسيعود المصري، بالذاكرة إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية عام 2010 في أنجولا حين تغلب على نظيره الغاني بهدف وحيد سجله محمد ناجي "جدو". ومن المؤكد أن مهمة "الفراعنة" لن تكون سهلة في مواجهته الأولى مع نظيره الغاني في تصفيات المونديال والرابعة في المجمل بعد أن التقاه أيضا في الدور الأول من كأس الأمم الإفريقية عامي 1970 _ 1/1 و1992 - 0/1، إذ يبحث منتخب "النجوم السوداء" عن مشاركته المونديالية الثالثة على التوالي بعد أن بلغ ثمن النهائي عام 2006 في ألمانيا وخطف الأنظار في جنوب إفريقيا 2010. وبدأت غانا "حربها التكتيكية" مع الفراعنة عندما طالبت "فيفا" بنقل مباراة الإياب المقررة في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل إلى "ملعب آمن" خارج مصر. وفي الثالثة، لا تختلف حال الجزائر الساعية إلى المونديال الثاني على التوالي والرابع في تاريخها، عن تونس ومصر ناحية صعوبة المهمة وإن كانت سمعة المنتخب البوركيني أقل بكثير من الكاميرون وغانا، بيد أن بلوغه المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا الأخيرة في جنوب إفريقيا وخسارته بصعوبة أمام نيجيريا 0/1، جعلت منه منتخبا يجب أن يحسب له ألف حساب وخاصة أن معنوياته عالية ويمني النفس ببلوغ العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخه.
مشاركة :