فجع الوسط الثقافي والإعلامي والدبلوماسي، بوفاة فقيد الوطن معالي الأستاذ علي بن حسن الشاعر، وزير الثقافة والإعلام الأسبق، يوم الأربعاء الماضي عن عمر ناهز 88 عاماً، تاركاً تاريخاً من العمل الدبلوماسي والعسكري والإداري. (اليمامة) رصدت مشاعر الفقد لدى بعض محبي الشاعر، وخرجت بهذه المحصلة... ----------- بكلمات يكللها شعور الفقد، استحضر معالي الأستاذ إياد مدني، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، شخصية علي الشاعر، بصفاته وسماته التي ميزته إنساناً ومسؤولاً، قائلاً: رحم الله الشيخ علي الشاعر، وتغمده بواسع مغفرته ورضوانه كان معالي الأستاذ علي الشاعر حقاً شخصية متميزة، حافظاً لكتاب الله، عميق المعرفة بالتراث، جمع بين صرامة العسكري وحنكة الإداري، ودراية السياسي وبشاشة رجل المجتمع. وبعاطفة هزها الفقد عبر معالي د. نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية سابقاً، عن واقع ألمه، برحيل معالي الأستاذ علي الشاعر إلى رحمة الله تعالى، وقال: أجد صعوبة بالغة في حصر مناقب وسجايا وصفات شخصية المرحوم - غفر الله له وأسكنه فسيح جناته -، فقد نشأ وترعرع في بيت علم ودين، وفِي كنف أسرة عريقة من أسر المدينة المنورة. أكسبته خدمته العسكرية، الانضباط والدقة في الأداء والعمل. كما أضفت عليه الوظيفة الدبلوماسية، الكياسة والمرونة وحسن التعامل. لقد حقق له المنصب الوزاري، الشهرة والانتشار على الصعيد الوطني والعربي والإسلامي. وبعد هذا وذاك، فلقد كان ذَا شخصية محببة للنفس، وكان حديثه طلياً شجياً مؤنساً لا تريده أن يتوقف أو ينتهي. رحمه الله رحمة واسعة، وأَسْبَغ عليه شآبيب مغفرته ورضوانه. من جهته قال الدكتور عبدالله بن صادق دحلان، عضو مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية: كان معالي الوزير الفريق الأديب علي الشاعر - رحمه الله-، وزيراً متميزاً بخلقه وأدبه وعلمه، فهو من حفظة القرآن منذ سن مبكرة من حياته. تعلم وتثقف وقرأ القرآن على يد والده الشيخ حسن الشاعر، الذي كان أستاذاً في الحرم النبوي، في كل يوم له حلقات درس. معالي الشيخ علي الشاعر - رحمه الله، كان رمزاً من رموز الدولة، وعضواً حكيماً له مواقف مشرفة لخدمة وطنه وبلاده. وكان سفيراً من أشهر السفراء السعوديين. في لبنان كان له دور كبير في فكرة صعبة من تاريخ لبنان، حيث الخلافات والحرب الأهلية، فكان أحد المهندسين الذين أسهموا في اتفاق الطائف لإحلال السلام في لبنان. كان رحمه الله، حكيماً، له آراء سديدة، وكان معظم دوامه يقضيه في الديوان الملكي؛ لقربه من الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله-؛ لرأيه السديد في كثير من القضايا الإعلامية في ذلك الوقت. معالي الشيخ علي الشاعر، ترك بصمة في تاريخ الإعلام السعودي، وله من المواقف الجميلة والرائعة ما تسجل له. ترك أبناء نفخر بهم، في مجالات متعددة في القطاع الخاص، وعلى رأسهم الدكتور طلال الشاعر، صاحب المشاريع الكبرى، والإسهام الكبير في خدمة الاقتصاد السعودي. عرفنا هذه العائلة، عائلة علم وخلق عظيم من جدهم الشيخ حسن الشاعر إلى والدهم معالي الشيخ علي الشاعر. لقد فقدت المملكة العربية السعودية أحد رجالاتها المخلصين في المجال العسكري، وفي المجال الإعلامي، فقد تقلد مناصب عديدة، وكان مثالاً للمواطن الصالح، والمسؤول المتمكن. أسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى في الجنة، وأن يسبغ على أبنائه الصبر والسلوان. كما تحدث الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة، لـ «اليمامة»عن فقيد الوطن، قائلاً: لاشك أن رحيل معالي الأستاذ علي الشاعر يمثل خطباً جللاً، فهو رجل كان يجمع بين الديبلوماسية والإعلام والثقافة والفكر والقراءات، ولا غرو في ذلك، فقد كان مجموعة إنسان حد وصف أمير الشعر والكلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لإحدى روائعه الشعرية. شخصية معالي الأستاذ علي الشاعر، ما زالت تتشكل أمامنا وهو يقرأ على مسامعنا عند بداية دخول شهر رمضان المبارك، كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله-، موجهاً إياها إلى إخوانه وأبنائه المواطنين، وكذلك عند دخول عيد الفطر المبارك. كان رحمة الله عليه، فصيح اللسان، رابط الجأش، قوي الأداء، شخصيته تنم عن بعد نظر، وغزارة ثقافة، وعمق فكر ووعي وإدراك، ولا سيما أنه مارس الديبلوماسية والإعلام وزيراً، ويمكن اعتبار المرحلة التي عاشها، من مراحل التحول في إعلامنا المعاصر، ولا شك أن الكل يذكره، ويشكره، ويثني عليه. أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يشمله بواسع رحمته ورضوانه. أما محمد علي قدس، الأديب والقاص والكاتب الإعلامي، فجاء حديثه من واقع تجربته التي جمعته بالفقيد، قائلاً: معالي الأستاذ علي الشاعر من الشخصيات التي كان تأثيرها على الإعلام قوياً ومؤثراً، فهو رجل صاحب تجربة عسكرية ودبلوماسية وإدارية.. وإن كنا نظن أنه لم تنجز في عهده مشاريع أو إنجازات غيرت من مسيرة الإعلام، الذي كان قد أرسى أسسه وزراء سابقون، ومع ذلك كان لخبرته العسكرية والدبلوماسية أثر كبير على إدارة منظومة الإعلام عموماً. في عهده - رحمه الله-، تحصلنا على إذن إصدار مجلة خاصة بالطيران والفضاء خلال عملي في هيئة الطيران المدني، وقد صدر الأمر السامي بأن أكون رئيس تحرير المجلة.. ورغم مشاغل معالي الوزير الأستاذ الشاعر، إلا أنه تابع مسيرة المجلة، وقد استدعاني مدير مكتبه الأستاذ الصباغ؛ للقاء معاليه ذات مرة، وقد سعدت بإشادته بما صدر من أعداد، وأبدى إعجابه الشديد بعددين صدرا عن مشروعي توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ورغب في تزويد الوزارة بنسخ منها، وقد نسي أو غاب عنه، أن المجلة توزع مجاناً، ويقوم قسم العلاقات العامة بالطيران المدني بتزويد الوزارة أولاً بأول بأعداد المجلة فور صدورها. رحم الله معالي الشيخ علي بن حسن الشاعر، وغفر له.
مشاركة :