الصين تنتقد الضغوط الأميركية على "هواوي"

  • 5/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

انتقدت الصين، أمس، الولايات المتحدة بشدة، بسبب طريقة تعاطيها مع شركة هواوي للاتصالات، فيما انضمت شركة باناسونيك إلى مجموعة الشركات الأجنبية، التي أعادت النظر في علاقاتها مع الشركة الصينية العملاقة، بعد الحظر الأميركي على التعامل معها بسبب مخاوف أمنية. وقالت الصين إنه على الولايات المتحدة أن تظهر «الصدق» إذا أرادت استمرار المحادثات بين القوتين الاقتصاديتين بعد التوترات بين البلدين، التي أثارتها الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد «هواوي». وقال المتحدث باسم وزارة التجارة، غاو فنغ، في مؤتمر صحفي: إن الصين تقدمت بـ«احتجاج شديد» لواشنطن محذرةً من أن الحكومة الصينية لديها «الثقة والقدرة على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية». وصرح وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أمس الأول، بأن «الولايات المتحدة تستخدم قوة الدولة لتضع الضغوط بشكل تعسفي على شركات صينية، خاصةً مثل هواوي في استقواء اقتصادي». وحذر وانغ من أن بكين مستعدة «للقتال حتى النهاية» في حربها التجارية مع واشنطن. وتلقت «هواوي» صفعة جديدة، بعد أن أعلنت شركة باناسونيك اليابانية أنها ستوقف تزويد الشركة ببعض مكونات الشركة الصينية. وفي بيان رسمي، أرسلته الشركة إلى وكالة فرانس برس، قالت باناسونيك: إنها أعلنت في «مذكرة داخلية أنها ستعلق التعاملات مع هواوي وفروعها البالغ عددها 68 فرعاً المشمولة بالحظر الحكومي الأميركي». ورفضت الشركة التعليق على «التعاملات الأخرى غير المشمولة بالحظر الأميركي». وعند الطلب من هواوي الرد على ذلك أشارت الشركة إلى بيان على موقع باناسونيك الصيني جاء فيه أن الشركة تزود هواوي «كالمعتاد» وتلتزم بـ«القوانين والتنظيمات المعنية للدول والمناطق التي تتواجد فيها باناسونيك». كما أعلنت شركة توشيبا اليابانية تعليقها المؤقت لشحناتها لشركة هواوي، للتأكد مما كانت القطع المصنعة في الولايات المتحدة خاضعة للحظر. وفي وقت لاحق، أعلنت الشركة استئناف شحناتها لبعض المنتجات، بعد أن أكدت أنها لا تستخدم قطعاً أميركية، بينما تواصل التأكد من مطابقة شحنات أخرى. وتأتي هذه الخطوات، بعد يوم من إعلان عدة مجموعات اتصالات ومشغلين في اليابان وبريطانيا الاضطرار إلى التخلي في الوقت الراهن عن العملاق الصيني للهواتف الذكية. ويطال الحظر الأميركي المنتجات المصنوعة بشكل كامل أو جزئي في الولايات المتحدة، حيث تصنع باناسونيك بعض قطعها. والأسبوع الماضي قرر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منع صادرات المنتجات التكنولوجية الأميركية إلى شركات تمثّل «خطراً»، في استهداف لهواوي المتهمة من قبل واشنطن بالمساهمة في أنشطة الصين للتجسس. كما أعلنت وزارة التجارة حظراً فعالاً على الشركات الأميركية التي تبيع أو تنقل التكنولوجيا الأميركية إلى هواوي، رغم أنها أصدرت لاحقاً مهلةً مدتها 90 يوماً. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت شركة جوجل قطع علاقة نظامها التشغيلي أندرويد بمجموعة هواوي. وجاءت خطوات ترامب بعد أيام من زيادته الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، ما دفع بكين إلى رفع رسومها على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار. وجرت مفاوضات تجارية بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة والصين في وقت سابق هذا الشهر، وانتهت بتصريح الجانب الصيني أن مزيداً من المفاوضات سيجري في بكين، إلا أنه لم يتم تحديد موعد لها، ومنذ ذلك الوقت بدأت اللهجة تتصاعد بين البلدين. وصرح غاو، أمس، إذا أرادت الولايات المتحدة مواصلة المحادثات يجب أن تظهر الصدق وتصلح تحركاتها الخاطئة، لافتاً إلى أنه لا يمكن أن تكون أمام المفاوضات فرصة للاستمرار إلا على أساس المساواة والاحترام. وحذر من أنه «إذا اختارت الولايات المتحدة سياسة الضغوط القصوى، فستواجهها الصين وتقاتل حتى النهاية». وتفاقم النزاع التجاري وتحول إلى حرب تكنولوجية على التفوق في التكنولوجيا التي ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي، مثل شبكات الجيل الخامس، التي تعتبر شركة هواوي رائدة عالمية فيها. وفي بريطانيا، كان من المقرر أن تستورد شركات «اي اي» التي تملكها شركة الاتصالات البريطانية «بي تي» أول هواتف تعمل بالجيل الخامس وهي هواتف «هواوي مايت 20×»، وتطرحها في بريطانيا، إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة مارك الرا قال، أمس الأول، إن الشركة «علقت» طرح هذه الهواتف. وذكرت المجموعة أنها ستنهي تدريجياً استخدام معدات هواوي في العناصر«الأساسية» الأكثر حساسية في شبكتها من البنى التحتية. وتلا ذلك، إعلان فودافون عن التعليق المؤقت لطلباتها من هواتف هواوي. وفي اليابان أعلنت شركتا «كاي دي دي آي» «وسوفت بنك» تأخير إطلاق هواتف هواوي. كما ذكرت البي بي سي أن شركة «ايه آرام» البريطانية التي تصمم المعالجات المستخدمة في معظم الأجهزة المحمولة ستقطع علاقاتها مع هواوي. وصرحت هواوي، أمس الأول، بأنها تدرك «الضغط» الذي تتعرض له الشركات الموردة، معربةً عن «ثقتنا بأنه سيتم حل هذا الوضع المؤسف». «آي فلاي تك» تستبعد حدوث ضرر كبير جراء العقوبات الأميركية قلل مسؤول في شركة تطوير تطبيقات وتقنيات التعرف الصوتي الصينية «آي فلاي تك» من تداعيات أي حظر أميركي محتمل على أنشطتها، مشيراً إلى أن الأعمال الخارجية لا تمثل جزءاً كبيراً من أنشطة الشركة. ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن «جيانج تاو» سكرتير مجلس إدارة «آي فلاي تك» القول: «لم نتسلم أي إخطار من السلطات الأميركية، ونأمل في الحصول على معاملة نزيهة وعادلة» من الولايات المتحدة. وقال «جيانج»: إن «آي فلاي تك» تمتلك براءات اختراع مستقلة في مجال الذكاء الصناعي، مضيفاً أنها لديها إجراءات طوارئ وبدائل للمكونات الأميركية التي تستخدمها في بعض منتجاتها. وأوضح المسؤول: أنه إذا صحت التقارير عن اعتزام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حظر على شركة «آي فلاي تك» ضمن عدد آخر من الشركات الصينية على غرار ما فعلته الإدارة الأميركية مع عملاق أجهزة الاتصالات والإلكترونيات الصينية «هواوي تكنولوجيز»، فلن يكون تأثير مثل هذه الخطوة كبيراً. وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت، الأربعاء، أن الإدارة الأميركية تدرس وقف تدفق التكنولوجيا الأميركية الحيوية إلى ما يصل لخمس شركات صينية، بينها «هانجتشو هيكفيجن ديجيتال تكنولوجي»، بالإضافة إلى توسيع نطاق الحظر الأميركي ليتجاوز شركة صناعة معدات الاتصالات والإلكترونيات الصينية العملاقة «هواوي».

مشاركة :