أوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أمس الخميس، أن سماء مكة المكرمة ستشهد يوم الثلاثاء المقبل الموافق 23 رمضان 1440هـ، وقوع الشمس مباشرة فوق الكعبة المشرفة في ظاهرة تسمى «التعامد»، وهو الأول من اثنين يحدثان خلال هذه السنة. وقال رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبو زاهرة، عبر صفحة الجمعية بموقع التواصل فيسبوك، إنه في هذا اليوم، وقت الظهر بالمسجد الحرام، وتحديدًا في الساعة (12:18 ظهرًا بالتوقيت المحلي)، تقترب الشمس من سمت مكة ظاهريًّا، عندها يختفي ظل الكعبة المشرفة تمامًا ويصبح ظل الزوال صفرًا. وأضاف المهندس أبو زاهرة، أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث نتيجة لموقع الكعبة المشرفة ما بين خط الاستواء ومدار السرطان، فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر قبة السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وعند عودة الشمس جنوبًا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو المقبل. وأوضحت فلكية جدة «لذلك فالمناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا وجنوبًا كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن قليلة من الكرة الأرضية، وهي المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي». وأضاف رئيس فلكية جدة، أن ظاهرة التعامد تعتبر من الطرق الفلكية القديمة التي استخدمت في تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة، لا تقل في دقتها عن تطبيقات الهواتف الذكية. وتابع قائلًا «إنه يمكن اختبار طريقة التعامد لتحديد اتجاه القبلة لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في السعودية والدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا، فعلى سبيل المثال عند وضع قطعة من الخشب منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد، فإن الاتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة». وأضاف أبو زاهرة، أن ظاهرة التعامد تستخدم أيضًا في حساب محيط الكرة الأرضية بدون أي مساعدة من التكنولوجيا الحديثة، وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة، فمن خلال قياس زاوية ظل قطعة مغروسة بشكل عمودي في الأرض وقت التعامد في أي مدينة وبمعرفة المسافة بين مكة المكرمة وتلك المدينة، وبعملية حسابية بسيطة سنحصل على محيط الأرض، وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2.200 سنة وهي تدل أيضًا على كروية الأرض.
مشاركة :