أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء مكة المكرمة ستشهد يوم الثلاثاء المقبل، تعامد الشمس الثاني والأخير على الكعبة المشرفة العام الجاري. وأوضحت الجمعية، في بيان عبر حسابها في "فيسبوك"، أن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس «ظاهريًّا» قادمة من مدار السرطان متجهه جنوبًا إلى خط الاستواء، لتتوسط خط الزوال وتصبح على استقامة واحدة مع الكعبة المشرفة التي يختفي ظلها وقت أذان الظهر في المسجد الحرام عند الساعة 12:27 ظهرًا بالتوقيت المحلي (9:27 صباحًا بتوقيت جرينتش). وأشارت الجمعية إلى أن سبب تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة يعود إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة، ما يؤدي إلى انتقال الشمس «ظاهريًّا» بين مداري السرطان شمالًا والجدي جنوبًا، مرورًا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة. وأكدت الجمعية أن المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا أو جنوبًا، كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن من الكرة الأرضية وهي المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي. وأضافت الجمعية أن أبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه الصحيح نحو القبلة، خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية وكل المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبتة بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد، فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية. وأيضًا تستخدم ظاهرة التعامد في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة، وهي تدلّ أيضًا على كروية كوكبنا. يشار إلى أن تعامد الشمس الأول حدث هذه السنه 2019 أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي، وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو 2020.
مشاركة :