الإمارات تتصدر صناعة الإعلام الحديث في المنطقة

  • 5/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي:حمدي سعد أكد ماجد السويدي المدير العام لمدن «دبي للإعلام والاستوديوهات والإنتاج» أن دولة الإمارات تتصدر مشهد صناعة الإعلام في المنطقة وباتت مركزاً إقليمياً لأهم المؤسسات الإعلامية العالمية، مشيراً إلى أن الحكومة ما زالت تتبنى مبادرات لتطوير القطاع الإعلامي على الأصعدة كافة.وقال السويدي في حوار مع «الخليج» بمناسبة الدورة الخامسة لمنتدى الإعلام الإماراتي المقرر أن ينعقد اليوم السبت في دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن قطاع الإعلام في الإمارات أصبح مساهماً كبيراً في تنويع الاقتصاد غير النفطي، وشريكاً في التنمية المستدامة بفضل الدعم الحكومي الكبير لتطوير بنية تحتية توفر منصة قوية للنهوض بقطاع الإعلام، ضمن مناخ تشريعي مرن وداعم، ومبادرات أسفرت عن إيجاد مناطق حرة وحاضنات أسهمت في تطور الصناعة.في بداية 2001 شهدت المنظومة الإعلامية في دبي، ميلاد مدينة دبي للإعلام، التي أسهمت بفعالية في تغيير شكل القطاع، وتعزيز مكانة الإمارة كوجهة مؤثرة في مجال صناعة الإعلام، لتبدأ المؤسسات الإعلامية الكبرى بتأسيس فروع ومقار إقليمية لها، واليوم تضم «مدينة دبي للإعلام» و«مدينة دبي للاستوديو هات» و«مدينة دبي للإنتاج» 2100 مؤسسة إعلامية، بعضها من أبرز المؤسسات الإعلامية العالمية وأشهرها، ويعمل فيها 34500 شخص.وعن كيفية تأثير نماذج الأعمال الجديدة في صناعة الإعلام يقول ماجد السويدي: في خضم النمو الرقمي الكبير الذي نعيشه، تبرز توجهات جديدة من الضروري أن يخطط الإعلام العربي لتبنيها، ومسايرة ما يحدث عالميا من انتقال نحو الوسائط الرقمية والمتنقلة وتبني أبحاث الذكاء الاصطناعي. وأضاف: نحن نشارك في مبادرات لتعزيز القطاع الإعلامي ليواجه في السنوات المقبلة تحديات لما تختبرها المنظومة الإعلامية الحالية، مثل ضغط اللحاق بالتطورات التقنية المتسارعة التي تؤدي إلى تغيير عادات القراءة لدى الناس، وهيمنة شركات الإنترنت الكبرى على سوق الإعلانات الرقمية، وهذا الأمر يهدد حتى الإعلام التقليدي القوي اليوم. يقول السويدي: أدركت الصحف إمكانات الإعلام الرقمي، وأصبح لكثير منها الآن وجود على شبكة الإنترنت، وهي بحاجة إلى الاستفادة من أفكار ونماذج تجارية تطرحها شركات التكنولوجيا المتفوقة في مجالات التوزيع الرقمي.وبعد أن أصبح عسيراً على الناشرين لبناء قاعدة وثيقة من القراء، وبيع إعلانات تجذب اهتمامهم، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي تجني الأرباح بعد نجاحها في جذب اهتمام المستخدم، فإن المعلنين يراجعون استراتيجياتهم، حيث أخذوا يدركون أن قارئ وسائل التواصل لا يركز على المحتوى، ولذلك فإن الإعلان عبر وسائل الإعلام التقليدية أكثر فائدة، فالمعلن لم يعد ينخدع بعدد المشاهدات، وإنما أصبح يهتم بنوعيتها ومدة المشاهدة.وإذا رغب الناشرون في نماذج جديدة تتحدى التحولات، فعليهم بناء شبكات خاصة تواكب التجزئة الرقمية، ليستعيدوا السلطة من الشبكات الاجتماعية، ولربما كانت الطريقة لتحقيق ذلك تقنية بلوك تشين، التي قد تمكن الناشرين من جني بعض المنافع من الأسلوب الشخصي للوصول للأخبار والذي يجعل الإنترنت أداة قوية لتحصيل المعلومات. وحول كيفية تعزيز انخراط الشباب الإماراتي بصناعة الإعلام، يقول السويدي: ثمة كثير من المهن الجديدة التي يوجد نقص فيها، وعليها طلب كبير كمحللي وسائل الإعلام الاجتماعي والصحفيين الرقميين وهي مهن تجذب جيل الشباب، ولم تكن مثل هذه الوظائف المرتبطة بالإعلام والتي تتمتع بأعلى إمكانات النمو موجودة قبل عقد من الزمن، وتعمل الحكومات وأنظمة التعليم على مستوى العالم على مواكبة التغيرات والتركيز على زيادة التكامل مع المحترفين من خلال توظيف المواهب في قطاع الإعلام والاستفادة من خبراتها في مجال التدريب والتعليم وتحديث المناهج لتكون مناسبة لتلبية وظائف يطلبها السوق، وفي الإمارات تتعاون جامعات عدة على تحقيق هذا التوجه الجديد، وتمثل كلية «محمد بن راشد للإعلام» مثالا جيدا لتوظيف خيرة المواهب الإعلامية ودمجها في الأوساط الأكاديمية أو كأعضاء لهيئة التدريس، ومازلنا بحاجة لتطوير هذا المجال والاستفادة من تجارب عالمية مثل «تيك سيتي» وهي مبادرة تمولها الحكومة البريطانية لتقديم تعليم يهيئ الطالب للعمل مباشرة من خلال مشاركة نشطة من قطاع الإعلام في العملية التعليمية، ومثل هذا الأمر ضروري على المدى الطويل للتكيف وتمكين الشباب الإماراتي من مواكبة التطور السريع لقطاع الإعلام.وعن مستقبل المحتوى المدفوع في الصحافة المطبوعة، قال السويدي: قد يكون المحتوى المدفوع دافعا لتحسين الصحافة، وعلينا طرح سؤال أساسي، ما الذي يدفع الناس لقراءة الأخبار؟ هناك بطبيعة الحال تحديات كثيرة مثل تسعير الاستخدام الذكي، وخصوصا مع التطبيقات الإلكترونية للصحف والمجلات، ولربما يمكن القول إن التسعير هو الأهم بعد المحتوى وتجربة المستخدم، لكن يجب أن نتنبه إلى أن الأمر لا يتعلق بالانتشار الأفقي، أي زيادة عدد المشتركين في خدمات مدفوعة، بل في نوعية المشتركين، حيث تُظهِرُ دراسة حالة أن إحدى الصحف الأوروبية التي توجهت لتقديم خدمات رقمية عبر المنصات الإلكترونية حققت 50% من عائداتها الرقمية بفضل 5% من القراء ذوي الولاء، وبالتالي ليس من الضروري زيادة قاعدة المشتركين، بمقدار الحاجة لمشتركين ذوي ولاء، وهذا يتطلب إغناء تجربة المستخدم، وليس المحتوى فقط.وبحسب السويدي، فإن تجارب ودراسات عالمية تظهر أن المستقبل سيشهد زيادة العائدات من القراء (الاشتراكات)، مقارنة بالعائدات من الإعلانات، ويجب إيجاد نماذج للمبيعات تقوم على أساس تحديد عدد المواد المتاحة للقراءة أو إتاحة المحتوى كله مقابل مبلغ مادي أكبر. السوق الإذاعي يحتفظ بالنشاط في مشهد إعلاني متغير حول تقييمه للمشهد الإعلاني في الإمارات، قال ماجد السويدي المدير العام لمدن «دبي للإعلام والاستوديوهات والإنتاج» أن هناك ضعفاً ومحدودية في مخاطبة المحتوى المحلي لاهتمامات الجاليات الوافدة، إلا أنه أشار إلى تمتع الإمارات بالسوق الإذاعية الأكثر تطوراً في المنطقة ما يجعلها مؤهلة لتحقيق نمو على أسس راسخة. وبحسب تقرير «نظرة على الإعلام العربي 2016-2018» الصادر عن مدينة دبي للإعلام ونادي دبي للصحافة، فإن معدل النمو السنوي المركب لسوق التلفاز في الإمارات بلغ 6% بين 2014 و2018، ونمت الإعلانات 1% فقط فيما نمت عائدات القنوات المدفوعة 7%، وارتفعت قيمتها إلى 1.52 مليار درهم في 2017، وتشكل الإعلانات 13% منها فيما تشكل عائدات القنوات المدفوعة 87%، وهي النسبة نفسها المقدرة لعام 2018 حيث بلغت قيمة سوق التلفاز 1.6 مليار درهم. وعن تأثر المشهد الإعلاني بظروف اقتصاد المنطقة، قال السويدي: من الملاحظ أنه كثيرا ما يتم الربط بين أسعار النفط وقطاع الإعلام في المنطقة، ولكن هذا تبسيط مبالغ فيه، فإنفاق المستهلك يؤثر مباشرة في نمو قطاع الإعلام المدفوع ولكن تأثيره غير مباشر على سوق الإعلانات، لذا وصل حجم السوق في المنطقة إلى 45.5 مليار درهم عام 2018 مدفوعا بمعدل نمو سنوي مركب 3.1% بين 2016-2018. موجة الإعلام الصوتي هل ستنضم الصحف إلى الإعلام الصوتي المعروف ب«ذا ساوند ويف»؟ يرى ماجد السويدي أن كثيراً من كبريات الصحف تتجه إلى توفير محتواها المقروء بشكل صوتي، ولا يقتصر الإعلام الصوتي على إصدار الأوامر، بل أيضاً على الاستماع إلى نصوص تقوم البرامج بقراءتها، حيث توجد لدى شريحة كبيرة من الناس الرغبة في الاستماع، وليس القراءة.وتشير توقعات إلى تعاظم دور الصوت كواجهة استخدام للهواتف الذكية، والأجهزة المحمولة، وتتنبأ بانتشار سريع للإعلام الصوتي. وتتوقع شركة «جارتنر» للأبحاث استحواذ التصفح بالصوت على 30% من عمليات تصفح الإنترنت بحلول 2020، وقد أدى ذلك إلى بدء انتشار استخدام المساعدات الرقمية الصوتية في الإعلام، مثل أليكسا من أمازون، وسيري من آبل. نمو متوقع للمحتوى التلفزيوني المدفوع يرى ماجد السويدي أن هناك فرص نمو هائلة أمام المحتوى التلفزيوني، لكونه منخفضاً في منطقتنا، حيث لم تتجاوز نسبته 10% العام 2015، وهو أقل بكثير من أسواق أمريكا اللاتينية وآسيا ودول المحيط الهادئ التي تتجاوز النسبة فيها 55%، علماً بأن التقديرات تبين أن النسبة بلغت في دول مجلس التعاون الخليجي 50% في 2018، بينما في أوروبا 70%، وفي أمريكا الشمالية 80%.وتعد السوق الإماراتية سوقاً رئيسية للخدمات التلفزيونية المدفوعة في المنطقة، وهي تحتل المرتبة الثانية من حيث القيمة السوقية بعد المملكة العربية السعودية. ويشهد الإنفاق الإعلاني على «المشاهدة على السطح» (وهو مصطلح يشير إلى مشاهدة المحتوى الإعلامي عبر شبكة الإنترنت نظير مقابل مالي)، نمواً أسرع من نمو الإعلانات التلفزيونية وتبلغ نسبة نموه السنوي المركب 21 %، وهو ما يدعم إجمالي قطاع الإعلانات التلفزيونية، ويضمن لها معدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.3 % وصولاً إلى العام 2018.

مشاركة :