أكد الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» أن الإمارات ستتصدر صناعة البلاستيك في الخليج والشرق الأوسط خلال سنوات قليلة، مشيراً إلى أن الدولة تشهد ضخ استثمارات ضخمة في مشاريع عملاقة ستضعها في الصدارة في هذا المجال قريباً. وأوضح السعدون في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أمس على هامش أعمال المؤتمر الدولي للبلاستيك الذي ينظمه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» بفندق جميرا أبراج الاتحاد في أبوظبي على مدار يومين ويحضره العشرات من قيادات شركات النفط والبتروكيماويات في المنطقة أن لدى الإمارات 3 مشاريع ضخمة يتم تطويرها حاليا أولها مشروع مجمع أبوظبي للبلاستيك في منطقة المصفح، باستثمارات 16.5 مليار درهم (4.5 مليارات دولار) والذي يعد أكبر وحدة إنتاجية متكاملة على مستوى العالم حيث يستهلك حاليا 1.5 مليون طن سنويا من البلاستيك، وبشكل رئيسي البولي إيثيلين والبولي بروبيلين، ومشروع واحة الصجعة الصناعية التي تطوره شركة الشارقة لإدارة الأصول، الذراع الاستثمارية لحكومة الشارقة، والتي من المتوقع أن تكون واحدا من أكبر المشاريع الصناعية في المنطقة، وصناعات البلاستيك الخفيفة والمتوسطة في مدينة خليفة الصناعية «كيزاد». ونوه السعدون بأن الإمارات حققت معدل نمو سنوي في صناعة البلاستيك خلال العقد الماضي بلغ 24.4%، مشيرا إلى أن هذا المعدل هو الأعلى على مستوى المنطقة. وشدد على أن صناعة البلاستيك تعد من أهم الصناعات التحويلية الواعدة في الإمارات ومنطقة الخليج، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية لخامات البلاستيك الخليجية تصل حاليا إلى 27 مليون طن ومن المتوقع أن ترتفع بمقدار 7 ملايين طن خلال السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى 34 مليون طن عام 2022 بمعدل نمو سنوي 3% مقارنة بمعدل نمو عالمي يقدر بـ 2%. وأكد السعدون ضرورة توسع دول مجلس التعاون بشكل أكبر في صناعة البلاستيك، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تصنيع 5 ملايين طن فقط من خامات البلاستيك «البوليمر» داخل دول الخليج أي نسبة 20% من الإنتاج بينما يتم تصدير 80% من هذه الخامات إلى الخارج. وقال «دول الخليج بحاجة إلى زيادة كمية ونوعية لتصنيع خامات البلاستيك خليجيا بسبب عوائدها الكبيرة». ونوه بأن أحدث تقارير جيبكا أكد ارتفاع مبيعات منتجي البلاستيك الخليجيين في العام 2016 إلى 34 مليار دولار مثّلت 4% من عائدات مبيعات القطاع على مستوى العالم، بينما نمت الطاقة الإنتاجية للقطاع 5% لتصل إلى 27.1 مليون طن. واستأثرت السعودية بحصة 2% من عائدات المبيعات العالمية، وحلّت في المرتبة الثامنة على صعيد تصنيع البلاستيك عالمياً. شح الغاز وأكد أن شح الغاز وعدم توفره بكميات مناسبة يعد أكبر تحد يواجه صناعة البتروكيماويات الخليجية بصفة عامة وصناعة البلاستيك بصفة خاصة، مشيرا إلى أن غالبية دول المجلس تنفذ مشاريع عملاقة للغاز مثل حقل غاز شاه في أبوظبي ومشروع دولفين للغاز لكن غالبية إنتاج هذه المشاريع تتجه نحو توليد الكهرباء وتحلية المياه والاستخدام بالمنازل. غاز الإيثان وأضاف أن مشاريع البلاستيك تحتاج إلى غاز الإيثان وهذا النوع من الغاز شحيح للغاية، وتحاول دول المجلس حاليا تعويض هذا النقص بسوائل الغاز وإدخال تقنيات بديلة لكنها تزيد تكلفة الإنتاج بنسب تتراوح بين 15- 20% ونسعى لتطوير بدائل متعددة لإحداث نقلة كبيرة في صناعة البلاستيك في الخليج. وشدد أن التوسع في صناعات البتروكيماويات خاصة البلاستيك ضروري لدول المجلس، مشيرا إلى أن هذه الصناعات قد لا تكون مربحة بشكل كبير لكنها تستوعب أعدادا كبيرة من الشباب بدول المجلس الذي يبلغ عدد سكانه 35 مليون نسمة يشكل الشباب نسبتهم الأكبر. مناقشات أكدت مناقشات اليوم الأول من المؤتمر الدولي للبلاستيك أن صناعة لدائن المطاط البلاستيكية الحرارية ستشهد أكبر كمية إنتاج خلال السنوات القادمة، مستفيدةً من النمو المتوقع في قطاع النقل والسيارات والذي بلغ 15% في 2016 ليصل إلى 2.5 مليون طن. وأشارت المناقشات إلى وجود زيادة في استهلاك الأسواق المحلية الخليجية لخامات البلاستيك بنسبة 4% خلال 2016 ليصل إلى 5 ملايين طن، وحقق قطاع التغليف الصناعي النمو الأسرع كأحد اهم اسواق البلاستيك بالمنطقة، بينما سجل التغليف الاستهلاكي نسبة 44% تلاه قطاع الإنشاءات 26%.