اعتقلت الشرطة الجزائرية، أمس الجمعة، عشرات الأشخاص قرب ساحة البريد المركزي بالعاصمة، حيث تلتقي التظاهرات الأسبوعية منذ 22 فبراير، للمطالبة برحيل رموز نظام بوتفليقة وإلغاء الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو.ورفع المحتجون الذين توافدوا أمس، في الجمعة 14 على التوالي على الساحات الكبرى بالعاصمة بالرغم من إغلاق منفذها الشرقي بشكل شبه كلي بالحواجز الأمنية، شعارات نادت ب«تأجيل الانتخابات وإنشاء مجلس تأسيسي وهيئة مستقلة لتنظيم ومراقبة الانتخابات». وأكد المتظاهرون مقاطعتهم للرئاسيات في حال التمسك بتنظيمها بالشخصيات التي تسيّر الدولة حالياً والتي يعتبرها الجزائريون وجوهاً بارزة للنظام البوتفليقي، كما يسميه المحتجون في البلاد. ويتساءل الجزائريون عن الشخصيات التي ستترشح للرهانات الرئاسية المرفوضة شعبياً، في الوقت الذي سجلت فيه عملية تسليم استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية للراغبين في الترشح، الذين يزيد عددهم على 77 شخصاً، منهم ثلاثة رؤساء أحزاب، في الوقت الذي لم يتأكد بعد العدد الذي تم استيفاء شروطه ليكون مرشحاً رسمياً لاستحقاقات الرابع من يوليو المقبل. وردد المحتجون أنه «حان الوقت للجزائر أن تدخل مرحلة جديدة، بعد العشرية السوداء وعشريتي نظام نخر البلاد بالفساد، ونهب خيراتها لخدمة مصالحه الشخصية»، مرددين «كليتو البلاد يا السراقين» و «أولاش السماح»؛ أي لن نسامح.وعلى الرغم من الانتشار الأمني الكثيف مقارنة بالأسابيع الماضية والاعتقالات، تجمع المحتجون في بداية النهار قرب ساحة البريد، ثم في شوارع وسط المدينة بعد صلاة الجمعة، وقال مهنى عبد السلام أحد المحتجين وهو أستاذ في جامعة باب الزوار بالعاصمة: «لاحظت أن الشرطة تعتقل بشكل منهجي كل من يحمل لافتة»، ولكن لن نتوقف عن التظاهر. واصطفت سيارات الشرطة إضافة إلى طوق أمني شكلته قوات مكافحة الشغب، لمنع المحتجين من الاقتراب من مبنى البريد المركزي.وهتف متظاهرون ضد حكم العسكر والجنرالات وقائد أركان الجيش أحمد قايد صالح الذي بات واقعياً، الرجل القوي في البلاد منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أبريل تحت ضغط مزدوج من الشارع والجيش. وأفاد موقع «كل شيء عن الجزائر» الإخباري صباحاً بأن «الشرطة نفذت اعتقالات مكثفة بين المتظاهرين»، ملاحظاً حضوراً مهماً للشرطيات، للمرة الأولى منذ بدء التظاهرات السلمية في الجزائر.وكتب القيادي في حزب العمال الاشتراكي سمير العربي عبر فيسبوك، أنه برفقة عشرين من المواطنين في عربة المساجين وأرفق التدوينة بصورة.من جهته تحدث نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان سعيد صالحي، في تغريدة عن دوريات تجوب المدينة وتوقف كل من يشتبه بسعيه للانضمام للتظاهرة. ويبدو أن السلطات تريد منع المسيرة. وندد الصحفي حمدي باعلاء في تغريدة ب«مدينة محاصرة من النظام الذي يأمل نهاية التظاهرات». وللأسبوع الرابع عشر على التوالي، يتظاهر الجزائريون للمطالبة بتفكيك «النظام» الحاكم ورحيل رموزه وأولهم الرئيس بالوكالة عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، ورئيس الأركان أحمد قايد صالح، وجميعهم كانوا من المساعدين المقربين من بوتفليقة. كما يطالب المحتجون بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو، معتبرين أن أركان النظام القديم لا يمكنهم ضمان انتخابات حرة ومنصفة. (وكالات)
مشاركة :