وزير خارجية فرنسا يطلق استغاثة فزع: أوروبا مهددة بالتفكك والخروج من التاريخ

  • 5/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وزير خارجية فرنسا يطلق استغاثة فزع: أوروبا مهددة بالتفكك والخروج من التاريخباريس - أطلق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان  صيحة فزع على مصير أوروبا، معتبرا أنها باتت “مهددة بالتفكك والخروج من التاريخ”، في خطوة جدية عن القلق الذي يعتري العواصم الأوروبية جراء تصاعد تيارات سياسية كارهة للاتحاد الأوروبي وداعية إلى العودة إلى الحدود القديمة وقواعد العلاقة السابقة بين الدول الأوروبية.وقال لودريان لإذاعة “آر.تي.أل” إنه قلق على أوروبا بعد أن صارت “مهددة بالانسلاخ والتفكك وبالخروج من التاريخ” مشيرا أيضا إلى “مخاطر التفسخ”، متهما الأميركيين والروس والصينيين بتغذية نزعات التفكك في أوروبا لمنعها من أن تظل “منظمة وقوية بإمكانها الدفاع عن مصالحها”.كما اتهم الشعبوية في بعض الدول الأوروبية، بأنها تساهم في عملية التفكك هذه.وشدد قبل يومين من الانتخابات الأوروبية في غالبية دول الاتحاد الأحد (بعد هولندا والمملكة المتحدة الخميس وتشيكيا وأيرلندا الجمعة)، “نعم الوضع بالغ الخطورة”.وعلى الرغم من أن تصريحات لودريان تأتي داخل سياق الانتخابات الأوروبية الحالية وترويجا للتيارات والأحزاب التي ما زالت مؤمنة بالفكرة الأوروبية، إلا أن الهواجس باتت تتجاوز الاستحقاقات الأوروبية، خصوصا وأن أحزاب اليمين المتطرف والتيارات الأوروبية الشعبوية تقدم بحماس على خوض غمار الانتخابات الأوروبية بغية احتلال مساحة وازنة داخل البرلمان الأوروبي في سعي لتفخيخ الاتحاد من الداخل.وتعتبر تصريحات لودريان رافده لرهان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على “أوروبا قوية”.وقد انتهج ماكرون أثناء حملته الرئاسية التي نجحت في نقله إلى الإليزيه عام 2017 مسارا مضادا للمسار الشعبوي الذي يقوده في ذلك الحين الرئيس الأميركي دونالد ترامب.وفيما كان ترامب يمجد رفع الحدود بين الدول والإطاحة بالتجمعات السياسية والاقتصادية الكبرى والعبث بالاتفاقات التجارية والتشكيك بالمنظمات الحليفة وفي مقدمها حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، دعا ماكرون إلى مواجهة الترامبية وروافدها الأوروبية، التي انتعشت بفضل خطاب ترامب.وفي غمز من قناة التواطؤ الأميركي الروسي الصيني ضد الاتحاد الأوروبي، أوضح لودريان أن “الولايات المتحدة لم تعد تحتمل وجود منظمة قوية (الاتحاد الأوروبي) بإمكانها النهوض والدفاع عن مصالحها الخاصة أمام القوة الأميركية”.وتابع “يحاول الروس بعدة طرق جعل أوروبا تتفسخ وأن يبدأ الانسلاخ ببعض الدول لتعزيز نفوذهم  وتحاول الصين عبر الاستثمارات المختلفة والمتنوعة ضرب تضامن الدول (الأعضاء في الاتحاد) في ما بينها”.وأشار الوزير الفرنسي إلى أن النزعات “الشعبوية في بعض الدول الأوروبية، تحاول المساهمة في عملية التفكك هذه”.وارتفع مستوى القلق الأوروبي بعد أن حققت أحزاب اليمين المتطرف نسبا مرتفعة داخل منظومات السلطة والبرلمان في بعض دول الاتحاد مثل النمسا وإيطاليا وهولندا وبلغاريا وبولندا وألمانيا، ناهيك عن اختراقات محلية تم تسجيلها في عدد من دول الاتحاد الأوروبي.ويتخوّف المؤيدون للاتحاد الأوروبي مما قد تحمله نتائج الانتخابات الأوروبية الحالية، فيما يعوّل الشعبويون على هذه الانتخابات بالذات لتأكيد تنامي حضور اليمين المتطرف داخل المشهد السياسي الأوروبي.ويرى مراقبون للشؤون الأوروبية أن دول الاتحاد استطاعت أن تحافظ على الوحدة كاملة في المفاوضات التي أجرتها مع بريطانيا حول البريكست وأن المركز البريطاني ما زال متينا متحصنا تجاه محاولة زعزعة المنظمة الإقليمية السياسية الأوروبية.ومع ذلك فإن الحفاظ على هذا التماسك بات بحاجة إلى جهود استثنائية جديدة من خلال عملية إصلاحية يدعو إليها ماكرون.ويحذر محللون من مغبة تبسيط الأزمة الحالية واعتبارها عابرة عرضية أو سياسوية. ونبهوا إلى أن التيار القومي يتنامى في العالم، وأن العقيدة القومية بات معمولا بها في أميركا اللاتينية كما في روسيا وإيران والولايات المتحدة على السواء.ولفت هؤلاء إلى أن هذا الأمر قد يعتبر ترفا بالنسبة إلى بعض الدول في العالم، إلا أنه في أوروبا يرتبط بمستقبل السلم والحرب في القارة القديمة.

مشاركة :