أعلنت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية أن 13.1 مليون شخص حول العالم استفادوا من مشاريعها للرعاية الصحية ومكافحة المرض في عام 2018، فيما بلغ إجمالي حجم الإنفاق خلال العام على المبادرات والبرامج والمشاريع الخاصة بهذا المحور نحو 313 مليون درهم. ويعد محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض أحد المحاور الخمسة المنضوية تحت إشراف مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالإضافة إلى نشر التعليم والمعرفة، والمساعدات الإنسانية والإغاثية، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات. وبحسب البيانات الإحصائية لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عن عام 2018، بلغ عدد المرضى الذين حصلوا على جرعات دواء ضد التراخوما (الرمد الحبيبي) 11.7 مليون شخص، فيما تم توفير 1.4 مليون لقاح لعلاج كزاز الأمهات والمواليد، بينما بلغ عدد المرضى الذين تم فحصهم في عيادات العيون المتنقلة خلال العام 12 ألفاً و181 مريضاً، وتم إجراء 32474 عملية جراحية للذين يعانون مرض التراخوما في إثيوبيا، إضافة إلى 1146 عملية جراحية في هذه العيادات، كما تم توفير 7923 نظارة طبية للمحتاجين. وقال سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: «تعزز مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عاماً تلو الآخر دورها في إحداث فرق جوهري في حياة الإنسان من خلال محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض الذي يعد من أهم قطاعات عملها، كما يشكّل دعامةً مركزية في جهودها النوعية، إقليمياً ودولياً، لتحسين نوعية الحياة والتصدّي لأبرز التحديات الصحية التي تعوق عملية التنمية والعمل من أجل خلق بيئات تتوفّر فيها المعطيات الأساسية التي تكفل مجتمعات مستقرة ومزدهرة، وذلك ترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله». وأضاف العطر: أن محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض احتلّ حيّزاً كبيراً من برامج ومشاريع المؤسسة في عام 2018، من خلال العديد من المشاريع والبرامج الصحية والعلاجية الهادفة إلى مكافحة الأمراض الخطيرة والأوبئة والوقاية من الأمراض المعدية في العديد من الدول حول العالم، إلى جانب تقديم خدمات الرعاية الصحية والطبية الأولية في المجتمعات الأقل حظاً. من جانبها، قالت الدكتورة منال عمران تريم، عضو مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي: «تواصل نور دبي جهودها بدعم التنمية المستدامة، حيث ترتبط مبادرات المؤسسة بعدد من أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر ومنها الهدف الثالث: الصحة الجيدة والرفاه كما ترتبط بالهدف الرابع: التعليم الجيد والهدف السادس: المياه النظيفة والنظافة الصحية، عبر مواصلة جهودها في مكافحة مرض التراخوما في منطقة أمهرة في شمال إثيوبيا». وأضافت: أن نور دبي وضعت أهدافاً ومبادرات استراتيجية متماشية مع الاستراتيجية الدولية «الرؤية 2020» الهادفة لمكافحة الإعاقة البصرية التي يمكن الوقاية منها أو علاجها بحلول عام 2020. وتشمل برامج المؤسسات المنضوية تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ضمن محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض، دعم الأبحاث الطبية محلياً وإقليمياً وتقديم كافة أشكال الدعم والتسهيلات للكوادر الطبية والطلبة والباحثين في المجال الطبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، للارتقاء بالخدمات الطبية في الدولة، وتمكين الأجيال الشابة وتزويدهم بالمهارات والخبرات الطبية المتميزة، من خلال المنح الدراسية وبرامج التدريب والبعثات، داخل الدولة وخارجها. وخلال عام 2018، واصلت مؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث الطبية ومؤسسة نور دبي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية ضمن هذا المحور أعمالها، كل ضمن اختصاصها، من خلال برامج ومشاريع مختلفة لمكافحة الأمراض الأكثر شيوعاً كالكزاز والتراخوما، وإجراء العمليات الجراحية الملحة لعلاج أمراض العيون، وتشوّهات القلب لدى الأطفال وتشوّهات الأطراف، بالإضافة إلى توفير برامج التوعية والعلاج. وعقدت المؤسسات، عدداً من الشراكات الاستراتيجية الجديدة، إضافةً إلى تعاونها محلياً مع الجهات والهيئات الحكومية وشركات مؤسسات القطاع الخاص بهدف تعزيز الدور المجتمعي لهذه المؤسسات وتفعيل دور كافة الفئات في المجتمع من أجل الجهود والإمكانات لتحقيق الرسالة الإنسانية النبيلة. ومن أبرز الشراكات العالمية دعم مؤسسة الجليلة لمنظمة اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) في مكافحة مرض الكزاز، وتعاونها مع مؤسسة «الأجنحة الصغيرة»، المتخصصة بعلاج تشوهات العضلات والعظام عند الأطفال، بالإضافة إلى مواصلة نور دبي حملة القضاء على مرض التراخوما في العالم بالتعاون مع «مركز كارتر». وتحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وضمن محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض، برزت نور دبي كواحدة من أهم المؤسسات الإنسانية الطبية الرائدة في المنطقة. وفي ظل الأزمات التي يعيشها العديد من المجتمعات، وتفاقم أمراض العيون وازدياد العوامل المسببة لها، تستمر نور دبي في تسخير مواردها لمكافحة هذه الأمراض عبر تقديم العلاج الضروري لها، خاصة في مناطق الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي إطار مساعيها المستمرة لتخفيف معاناة سكان المناطق النائية في بلدان آسيا وشمال أفريقيا، حيث لا تتوافر إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية المناسبة بسبب عدم وجود بنية تحتية للرعاية الصحية ونقص الموارد، تستمر نور دبي في تسيير عيادات العيون المتنقلة التي تقدم خدمات الفحص والتشخيص والرعاية الصحية وإجراء العمليات الجراحية للأشخاص الذين يعانون أمراض العيون. ونجحت المؤسسة في عام 2018 من خلال مخيماتها العلاجية في بنجلاديش من تشخيص وعلاج ورعاية 6100 مريض. وتحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تترجم مؤسسة الجليلة رسالتها الإنسانية في مجال تقديم الرعاية الصحية ومكافحة المرض من خلال برامجها ومبادراتها التي تسهم في تغيير حياة الملايين حول العالم للأفضل. ودأبت المؤسسة خلال عام 2018 على تقديم الدعم العلاجي الطبي والرعاية الوقائية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها داخل دولة الإمارات وخارجها من خلال إطلاق عدة برامج ومبادرات بالتعاون مع مؤسسات عالمية. واستمرت مؤسسة الجليلة خلال عام 2018 في دعم برنامج اليونيسف للقضاء على مرض الكزاز لدى الأمهات والمواليد الجدد، حيث تم توفير أكثر من 1.4 مليون لقاح للكزاز لإنقاذ حياة الأمهات والأطفال، وذلك ضمن المرحلة الأخيرة من برنامج القضاء على مرض الكزاز حول العالم بحلول العام 2020. ومن الشراكات الجديدة التي عقدتها مؤسسة الجليلة في عام 2018، شراكتها مع مؤسسة «الأجنحة الصغيرة»، التي تهدف إلى تقديم المساعدة الطبية للأطفال الذين يعانون تشوهات العضلات والعظام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتمكينهم من استعادة حركتهم واستقلاليتهم. ومن البرامج الحيوية للمؤسسة، برنامج «تآلف» التدريبي الأول من نوعه في المنطقة الذي يتمحور حول تدريب أولياء الأمور والمعلمين، لتمكين الأطفال من أصحاب الهمم ومساعدتهم للتغلب على التحديات التي تواجههم واكتشاف قدراتهم الكامنة. وتعدّ مبادرة «نبضات» من أهم المشروعات الطبية والإنسانية التي تنفذها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي. تهدف المبادرة إلى علاج أكبر عدد ممكن من الأطفال الذين يعانون من التشوهات الخلقية القلبية، داخل الدولة وفي مناطق مختلفة حول العالم ورفع المعاناة عنهم وعن أسرهم. وتأتي مبادرة «نبضات» أيضاً لسدّ الحاجة من الأطباء والجراحين أصحاب الخبرة في إجراء هذه العمليات المعقدة. وتقوم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بتغطية كافة تكاليف الحملات الخارجية لجميع أعضاء الطاقم الطبي والإداري وتوفير الدعم اللوجستي لإنجاح مهمة الفريق. وخلال عام 2018، نفذت «نبضات» حملة في مصر والهند بتكلفة تخطت 2.9 مليون درهم. وبلغ عدد الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية القلبية الذين تم علاجهم ضمن المبادرة هذا العام 259 طفلاً في كل من مصر والهند والإمارات. سر سعادة الأطباء المتطوعين «نحن لا نعطي السعادة للأطفال بل هم من يمنحونها لنا، عبر إعطائنا الفرصة لعلاجهم وإنقاذ حياتهم»، هكذا وصف الدكتور عبيد الجاسم، الطبيب المتطوع منذ عام 2007، ورئيس قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى دبي مشاعره وهو يتحدث عن مسيرته التطوعية في مختلف دول العالم. وأضاف: «هذا ما ربّاني عليه أهلي وبلدي الإمارات بلد الخير». وبدأ الجاسم مسيرته التطوعية من دبي في علاج الأطفال منذ عام 2007، وهو العام نفسه الذي أطلقت فيه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية مبادرة «نبضات»، كمشروع طبي إنساني يهدف لعلاج أكبر عدد ممكن من الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في القلب داخل الدولة وفي مناطق مختلفة من العالم. وكان الجاسم على رأس الجراحين المتطوعين في المبادرة، حين بدأ مستشفى دبي في استقبال الأطفال المرضى من الدول المجاورة، وتم إجراء العديد من الجراحات الناجحة. وفي أكتوبر 2012، انطلقت الحملات الخارجية للمبادرة مستهدفة الأسر الفقيرة والمتعففة في الدول التي تفتقر للخبرة والكوادر الطبية والإمكانيات اللازمة لتلقي العلاج اللازم. ويهوى الجاسم جمع صور وفيديوهات الأطفال الذين عالجهم، حيث يعود إليها كل فترة ليستذكر لحظات السعادة التي عاشتها أُسرهم، وليدفعه للمزيد من العطاء، مؤكداً بأن أحلى الأوقات التي يستمتع بها هي تلك التي يعود فيها للدول التي سبق له إجراء عمليات جراحية فيها ويرى الأطفال يتمتعون بحياة طبيعية ويذهبون إلى المدرسة وهم بكامل صحتهم وعافيتهم.
مشاركة :