«نحن نقص عليك»| إبراهيم «8».. لقاء «الخليل» وابنه إسماعيل وبناء الكعبة

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر القرآن الكريم بالقصص التى لم تكن مجرد عرض للتسلية وإنما ليزداد المؤمن ثباتًا على الحق وإصرارًا على مواجهة الباطل، من خلال إطلاعه على مواقف الأنبياء والمرسلين وقصصهم. وكان القصص القرآنى له النصيب الأكبر من قبل علماء المسلمين والباحثين والمفكرين، وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض سيرة الرسل والأنبياء حتى تكون عبرة ونهجًا وصراطًا مستقيمًا نسير عليه.{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا، إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ}وبعد المعاناة التى عاناها سيدنا إسماعيل وأمه هاجر، حتى استقر بهم العيش وتفجرت تحت قدميه ينابيع المياه، كبر سيدنا إسماعيل وأصبح يروح ويغدو، وتعلم اللغة العربية من القوم الذين نزلوا إليهم.والتقى سيدنا إسماعيل مع أبيه، وأخذ يعاونه فى شئون الحياة، وفى يوم من الأيام طلب منه سيدنا إبراهيم بأن يعاونه على شيء وقال: «يا إسماعيل إن الله أمرنى بأمر، قال فاصنع ما أمرك ربك، إبراهيم: وتعينين؟، قال: وأُعينك، إبراهيم: فغن الله أمرنى أن أبنى هاهنا بيتًا، وأشار إلى أكمةِ مرتفعة على ما حولها. فعندما ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتى بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر، فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: «ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم» فجعل يبنيان الكعبة، وهما يدوران حول البيت ويرددان نفس الجملة». وتُعدّ الكعبة الشريفة أول بيت وضعه الله تعالى لعبادة الله، فى حين كانت الكثير من الشعوب والأمم القديمة يبنون البيوت لعبادة التماثيل والأصنام، وقد أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يقوم ببناء الكعبة الشريفة فى مكة المكرمة، وأعانه فى ذلك ابنه إسماعيل، لتكون أول بيت يوضع للمسلمين.واستجاب إبراهيم لأمر ربه وقاما ببناء الكعبة دون توان أو كسل أو خوف، وقام كل من الأب وابنه بحفر أساس الكعبة بالمعاول، وتعاونا مع بعضها فى رفع قواعدها، حيث كان إسماعيل يأتى بالحجارة، وإبراهيم يبنى وما إن ضعف إبراهيم عن رفع الحجارة للأعلى قال لابنه إسماعيل: يا بني، أحضر لى حجرًا أضعه تحت قدمى لأتمكّن من إتمام ما بدأت به ذهب إسماعيل باحثًا عن حجر لوالده إلى أن وجد حجرًا أسود اللون، قدمه لوالده، فقام عليه إبراهيم وأخذ يبنى البيت وابنه إسماعيل يناوبه إلى أن أتم الاثنان بناء هذا البيت الحرام والذى جعله الله تعالى مثابة للناس وأمنا، ومن ثمّ وضع الحجر الأسود فى موقعه المعروف. ويقول سبحانة وتعالى «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ».

مشاركة :