لبنان.. الموازنة على مرمى حجر وترسيم الحدود ماضٍ

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى شهر شهد 19 جلسة لمجلس الوزراء اللبناني، انتهى مبدئياً مخاض إقرار موازنة 2019، ولم يتبقَ سوى المحطة الأخيرة التي ستقر فيها رسمياً في قصر بعبدا غداً، قبل سفر رئيس الوزراء سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية، لتمثيل لبنان في القمتين العربية والإسلامية، المخصصتين للنظر في التهديدات الإيرانية والاعتداءات على منشآت المملكة وأراضيها. وما إن انفضّت آخر جلسات مجلس الوزراء اللبناني عن بشرى انتهاء المناقشات وخفض العجز إلى 7.5 في المئة، حتى أصبح المشروع على باب القصر الجمهوري، للبت بصيغته النهائية وإحالته لمجلس النواب لإقرار الموازنة، والتي ستحتاج شهراً وخمسة أيام للانتهاء منها في اللجنة المالية. ولعل ما بدا لافتاً مع انتهاء الحكومة من ملف الموازنة، الحضور الدبلوماسي الأمريكي والفرنسي، والذي من شأنه نقل المتابعة الرسمية والاهتمام السياسي من الأرقام والموازنة إلى أمور أكثر أهمية، تتعلّق بمندرجات تطبيق مؤتمر سيدر، ومفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية، فضلاً عن تطورات الوضع في المنطقة في ضوء التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. وسُجّل وصول المستشار الديبلوماسي المعاون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار أوريليان لو شوفالييه، إلى بيروت، فيما أفادت معلومات بأنّ مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد سيعود إلى بيروت بعد غد، لاستكمال وساطته لحل الخلاف على ترسيم الحدود الجنوبية بين لبنان والأراضي المحتلة. في السياق، كان حضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي أليون إنغل إلى بيروت، في هذا التوقيت بالذات، وهو الذي كان له الدور البارز في صنع القرار الدولي 1559، وقبله في قانون محاسبة سوريا في الكونغرس. ووفق المعلومات الرسمية، فإنّ الرئيس ميشال عون أبلغ السيناتور إنغل أن لبنان بلد محبّ للسلام ويعمل من أجل تحقيقه، لأنّه يضمن بذلك الأمان لشعبه وشعوب المنطقة. كما دعا الولايات المتحدة إلى المساعدة على إعادة النازحين السوريين، والعمل لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين، وأكد التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 بالتعاون بين الجيش اللبناني و«يونيفل»، داعياً إلى المساعدة على مسألة ترسيم الحدود الجنوبية البرية والبحرية. الجلسة 19 وعلى الرغم من الضبابية التي أحاطت بنتيجة ما آلت إليه محصلة الجلسة الــ19 لمجلس الوزراء، بالنسبة إلى مسألة الانتهاء من درس مشروع موازنة العام 2019، أو أنه ما يزال هناك تتمة، فإنّ الثابت أن مشروع الموازنة انتقل رسمياً إلى القصر الجمهوري في بعبدا، في جلسة تقرّر أن تُعقد قبل ظهر غد، من أجل حسم بعض النقاط في الموازنة، قبل سفر رئيس الحكومة إلى مكّة المكرمة للمشاركة في القمة الإسلامية الخميس المقبل. تحدٍّ جديد وفيما يبدو المشهد اللبناني مستغرقاً في مرحلة ترقب سياسي تفرضها التطورات الإقليمية المتسارعة والمتغيرات المقبلة على المنطقة، ولن يكون الملف اللبناني بعيداً من وهجها، يقف لبنان أمام استحقاق المواجهة في المنطقة والقمّة الطارئة التي دعت إليها السعودية أواخر الشهر الجاري، إذ يواجه اختباراً جديداً وطارئاً لسياسته الإقليمية وعلاقاته العربية في القمّة الإسلامية. ووفق تأكيد مصادر رسمية لـ«البيان»، فإنّ لبنان يتفهّم حجم وخطورة الملفات المطروحة على القمّتين الخليجية والعربية، وهو يدرك ‏مخاطرها، ليس على الأمن والسلم في الخليج العربي والمنطقة العربية فقط، فالثروة النفطية مستهدفة وإمداداتها العالمية ‏في خطر جدّي، وما هو متوقع من أحداث، في حال تطوّرها، يشكّل توغلاً متمادياً وسريعاً في تخريب العالم العربي ‏وتكبيده خسائر تفوق ما خسره حتى الآن من ثروات في الحروب الممتدة منذ عقدين من الزمن. وسيحمل الحريري موقفاً جامعاً وموحّداً ينطلق من ‏الرؤية التي سجّلها لبنان في مختلف القمم العربية التي لم يغب عن أيّ منها من أن أسّست جامعة الدول العربية وحتى ‏الآن.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :