ابن زايد وابن سلمان يهددان الوحدة الخليجية بحصار قطر

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - وكالات: وقّعت الدول الخليجيّة الست (قطر، والكويت، وعُمان، والبحرين، والسعودية، والإمارات) على نظام سياسيّ هدفُه تطوير التعاون فيما بينها وتنمية العلاقات، وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها، هكذا انطلق مجلس التعاون الخليجيّ عند تأسيسه، في 25 مايو 1981، قبل 33 عاماً. لم تستمرّ تلك الأهداف المرسومة من قبل المؤسّسين على حالها، بعد نقض كل من الرياض وأبوظبي والمنامة لذلك النظام والبدء بشرخه؛ من خلال الحصار الجائر الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على دولة قطر في 2017، وشنّ حملات إعلامية مضللة عليها، ومحاولة شيطنتها خليجيّاً وعربيّاً ودوليّاً. ويرى مُراقبون أن الخُطوة التي اتخذتها دول الحصار الثلاث تسبّبت بتحطيم أحلام الأسس التي بني عليها مجلس التعاون الخليجي؛ فلا وجود للمشاريع المُشتركة، وبات هناك تهديد للأنظمة الواحدة في الميادين الاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والتشريعية. ويعود الفضل في ولادة وتأسيس مجلس التعاون الخليجي للشّيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت السابق، بعدما اقترح عليه رئيس دولة الإمارات آنذاك، الشّيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إنشاءه لسد النقص الذي خلّفه خروج المملكة المتحدة من المنطقة. وقال موقع الخليج أونلاين إن فكرة زايد باتت مهددة بالانهيار بفعل خطوات أولاده المتهوّرة، إضافة إلى تدخلات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الفجّة في قضايا دول الخليج الأخرى. وأكّد الموقع أنّ الأزمة الخليجية التي بدأت في شهر يونيو 2017 لا تزال تفتك بجسد الشعوب الخليجية، إذ أكّد معالي الشّيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق أن “الخلاف الخليجي يراد له في الوقت الحاضر البقاء دون تصعيد ودون حلّ”. وشدّد معاليه في تصريحات صحفية تزامناً مع الذكرى الأولى لبدء الأزمة عام 2018، على أن “الكيان الخليجي هُدم، وإعادة الثقة تحتاج سنوات عديدة”، موضحاً أنّ “هناك افتعالاً لقضايا وخلط أوراق لأن الأزمة لا أساس لها، ومن افتعلها لا يفقه في السياسة”. كما ذكر معالي الشّيخ حمد بن جاسم أنّ “القرارات الخليجية لا تأخذ بالاعتبار المُواطن الخليجي ومصلحة الوطن”، مُشيراً إلى أنّ الأزمة جعلت العداء قبليّاً تاريخيّاً، “كما أن الأحلام الخليجية انهارت. ولي العهد السعودي كان يستحق أن يكون لديه مستشارون عند مُستوى عالٍ، ينبهونه إلى خطورة القرارات التي اتخذها”. وكان سعادة الشّيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة قد أكّد أن أزمة حصار قطر ضربت المنظومة الخليجيّة في عمقها، وهدّدت أمن الدول الخليجية وقدرتها على التأثير في محيطها. وشدّد سعادة الشّيخ حمد بن ثامر، في كلمة خلال أعمال منتدى الجزيرة الـ13 الذي أُقيم في العاصمة القطرية الدوحة، نهاية أبريل الماضي، على أن المُواطن الخليجيّ كان يطمح إلى توحيد العملة وجواز السفر الموحد، ليجد نفسه أمام أكبر أزمة ثقة يمر بها مجلس التعاون منذ تأسيسه. وأضاف إنه رغم الأزمات المتعددة التي مرت بها المنطقة فإن هذه الأزمة تعدّ الأعمق في تاريخ دول الخليج، مُعتبراً أن نزول الأزمة إلى مُستوى الشعوب جعل من الصعوبة القضاء على تبعاتها في المُستقبل، بحسب ما ذكرت “الجزيرة نت”. وأوضح أنّ هناك حالة من الخوف لدى دول المنطقة من تكرار أزمة الحصار معها مُستقبلاً، وهو ما يُشير إلى أزمة ثقة كبيرة، مُشدّداً على أن دول الحصار لم تحقّق أهدافها، بل خسر الجميع من هذه الأزمة التي شلّت فعالية مجلس التعاون، بعد أن كان من أكثر منظمات العمل العربي المُشترك تماسُكاً وانسجاماً. بدوره، أكّد رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، أنّ مجلس التعاون الخليجي كان ينظر إليه جميع العرب على أنه نواة لمشاريع إقليمية كُبرى، خاصة في ظلّ توافق خليجي قد لا يوجد بالنسبة نفسها مع تكتلات عربية أخرى. وقال المشري خلال كلمته في منتدى الجزيرة: إن “الواقع الاقتصادي والقرب الاجتماعي والالتصاق الجغرافي عوامل كانت تبشّر بأن المجلس سيحقّق نجاحات كبيرة في المستقبل”. وأوضح المسؤول الليبي أن الحالة التي وصل إليها مجلس التعاون حالياً ترجع إلى محاولة بعض الدول ابتلاع دول أخرى لا تتوافق معها في سياستها، فبات التكتل تكتلين، مُحدثاً تداعيات كبيرة ليس على منطقة الخليج فحسب بل في العالم أجمع. وتأتي ذكرى تأسيس المجلس في وقت تعيش فيه العلاقات الخليجية أزمة حادة، بدأت منذ يونيو 2017؛ حين فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر، إذ يتّهم الرباعي الدوحة بدعم الإرهاب، وهو ما ظلت تنفيه قطر وتؤكّد أن الحصار محاولة سعودية إماراتية للسيطرة على قرارها السيادي.

مشاركة :