تكاليف إنتاج البترول الصخري (1-2)

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في تقريرهم الأخير المثير للجدل - كعادتهم في كل تقرير ينشرونه منذ العام 2016 - نشر مركز رايستاد (Rystad) تقريراً جديداً بتاريخ 9 مايو (قبل حوالي الأسبوعين) يقول فيه إن تكاليف إنتاج برميل البترول الصخري الأميركي لا تزيد غير 4 دولارات فقط عن تكاليف إنتاج برميل البترول في الغوار وتوابعه من حقول البترول الرخيص في الخليج. في مقالنا لهذا اليوم لن نناقش تقريرهم الجديد. وسنكتفي بالتعريف بمركز رايستاد. وسنترك مناقشة محتويات تقريرهم الجديد للمقال المقبل إن شاء الله. مركز رايستاد - كما يُعرّف هو بنفسه - مركز مستقل مختص بالبترول والغاز. ومركزه الرئيس في النرويج وله عدة فروع في أنحاء العالم. ورغم أن المركز حديث بدأ عام 2004 لكنه استطاع أن يحتل بسرعة مركزاً مرموقاً في الوسط الإعلامي. بسبب تقاريره الجريئة والمثيرة للجدل لتطرقها موضوعات مهمة وحسّاسة يتشوّق العالم لمعرفتها عن خبايا البترول التي لم يتطرق إليها مراكز البحوث الأخرى بنفس الجرأة والغزارة. لقد لفت مركز رايستاد الأنظار - للمرة الأولى - بتقريره الصادر في 4 يوليو 2016 الذي فاجأ العالم بإعادة توزيع احتياطيات البترول في العالم. فقال إن أميركا أصبحت تملك أكبر احتياطيات البترول في العالم. وخفض إجمالي احتياطيات أوبك بمقدار الثلث من 1.212 تريليون برميل إلى 0.823 تريليون برميل. وزاد احتياطي خارج أوبك بمقدار تجاوز الضعف من 0.486 تريليون برميل إلى 1.269 تريليون برميل. وقد سبق أن كتبنا حينذك مقالاً عن هذا التقرير في هذه الزاوية بتاريخ 17 يوليو 2016 تحت عنوان أميركا الآن وليس دول أوبك لديها أكبر احتياطي البترول في العالم. ثم صدر تقريره في 20 يونيو 2017 يؤكد فيه أن المملكة استعادت مركزها كأكبر دولة تملك احتياطي  البترول في العالم. وكذلك كتبنا في هذه الزاوية حينذاك مقالاً في 9 يوليو 2017 بعنوان المملكة تملك أكبر احتياطي البترول في العالم. ثم صدر تقريره الصادر في 29 ديسمبر 2017 بعنوان أميركا تُزيح (dethrone) المملكة عن عرشها كأكبر الدول المالكة للبترول في العالم. وكذلك كتبنا عنه مقالاً في هذه الزاوية في وقته بتاريخ 14 يناير 2018 وبعنوان تتويج أميركا ملكة العالم للبترول لعام 2018. واضح من تقارير المركز التي بدأ ينشرها سنوياً (الأعوام: 2016، و2017، و2018) عن تقديره لاحتياطيات البترول. بأنه يُخفض.. ثم يزيد.. ثم يخفض احتياطيات الدول من غير أن تُعلن أي جهة عن اكتشافات جديدة تبرر هذه التغييرات. مما قد يُثير التساؤل في مصداقية تقديراته وهل هي لمجرد الإثارة؟ لا سيما - إذا قرر أن ينشر كعادته - تقديرات جديدة لهذا العام 2019 يُفاجئنا فيه بترتيب جديد لاحتياطيات البترول في دول العالم.

مشاركة :