كاتب كويتي : مصير نظام الملالي سيكون كمصير صدام حسين ونظامه

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أحمد عبدالعزيز الجار الله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، أن ما شهدته المنطقة من أحداث في الأسابيع القليلة الماضية أثبت أمراً واحداً، هو عدم قدرة إيران على المواجهة، وأن اعتمادها على عصاباتها في الإقليم لن يفيدها شيئاً، لاسيما بعدما أعلنت أكثر من جهة دولية موثوقة أن عمليات التخريب التي تعرضت لها السفن التجارية قبالة الفجيرة مسؤولة عنها إيران، وكذلك قصف بعض المناطق والمرافق الحيوية في السعودية، وقصف محيط السفارة الأميركية في بغداد. وأضاف الجار الله في مقال له بصحيفة السياسية الكويتية بعنوان (خامنئي… “لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً”) أن مصير نظام الملالي سيكون مثل مصير صدام حسين، وقادة نظامه.. وإلى نص المقال: انفصال عن الواقع: لا يشك المتابع للماكينة الإعلامية الإيرانية لحظة أن هناك انفصالاً عن الواقع عند قادة نظام الملالي الذين يصورون قوتهم كأنها القوة العظمى في العالم، وأن الولايات المتحدة الأميركية والدول الكبرى الفاعلة مجرد كومبارس في معركة الملالي مع شعبهم أولاً، ومع المجتمع الدولي ثانياً. هذه الحقيقة تزداد وضوحاً مع كل شروق شمس، حين يخرج قادة الحرس الثوري أو النواب أو رئيس الجمهورية والوزراء، إضافة إلى مرشد الجمهورية علي خامنئي ليعلنوا الانتصار في معركة لم تبدأ بعد، فمن قول نائب قائد الحرس إن “جميع السفن بما فيها الأميركية، في الخليج والمنطقة الشمالية في مضيق هرمز تحت سيطرتنا بالكامل”، إلى إعلان وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن “إيران ستشهد نهاية ترامب وهو لن يشهد نهايتها”… كلها شعارات وأضغاث أحلام. قديما قيل: “حدِّث العاقل بما لا يُعقَل فإن صدَّق فلا عقل له”، وهو ما ينطبق على نظام الملالي الذي يعمل وفق القاعدة الفاسدة المأخوذة عن وزير الدعاية النازي غوبلز “اكذب… اكذب… اكذب حتى يصدقك الناس”، هذا كان ممكنا في النصف الأول من القرن العشرين، حين كانت آلة الدعاية خاضعة بالكامل لسيطرة المنظومة السياسية الحاكمة، لكنها لم تعد تصلح في القرن الحالي بعد الانفجار المعرفي الكبير وثورة الاتصالات التي جعلت العالم بيتاً واحداً وليس قرية صغيرة فقط. تصريحات المسؤولين الإيرانيين موجهة أساساً إلى الشعب في الداخل، وهذا الشعب -الذي تبلغ نسبة الشباب فيه نحو 64 في المئة- لا يعير كبير اهتمام للآلة الإعلامية الرسمية، بل هي مصدر سخرية وتندر لديه، كونه منخرطاً بالثورة الرقمية إلى أبعد الحدود. شعب إيران يعاني كما أن هذا الشعب يعاني من بطالة مزمنة وانحدار مستمر إلى ما دون خط الفقر، لذلك حين خرج إلى الشارع في الأشهر الماضية، إنما كان هدفه الاحتجاج على الأوضاع المزرية في البلاد، والوقوف بوجه الطموحات الشخصية للملالي القائمة على احتكار ثروات الشعب وتكديسها في خزائنهم على حساب لقمة عيشه، والدفع بثورة عارمة -أشبه بثورة العام 1979 – وهو ما يدركه الملالي جيداً لذلك يلجؤون إلى تصدير أزماتهم للخارج. ما شهدته المنطقة من أحداث في الأسابيع القليلة الماضية أثبت أمراً واحداً، هو عدم قدرة إيران على المواجهة، وأن اعتمادها على عصاباتها في الإقليم لن يفيدها شيئاً، لاسيما بعدما أعلنت أكثر من جهة دولية موثوقة أن عمليات التخريب التي تعرضت لها السفن التجارية قبالة الفجيرة مسؤولة عنها إيران، وكذلك قصف بعض المناطق والمرافق الحيوية في السعودية، وقصف محيط السفارة الأميركية في بغداد. سلوك إرهابي لهذا، فإن التلطي خلف أقنعة تلك العصابات زاد الأمر تعقيداً، لأن أساس الأزمة الحالية السلوك الإرهابي المتمادي لنظام الملالي وعصاباته في الإقليم، إضافة إلى العوار الكبير الذي انطوى عليه الاتفاق النووي سيئ الذكر. استنادا إلى هذه الحقائق، فإن إعلان الولايات المتحدة الأميركية الواضح والصريح أن أي تهديد لمصالحها أو مصالح الحلفاء في الإقليم سيجر عواقب وخيمة على إيران، لم يكن لمجرد ذر الرماد في العيون، وهو ما حمله الوسطاء إلى طهران، عن جدية المسعى الأميركي لتقليم أظفار النظام، أو إسقاطه إذا لم يرتدع. هذا ما كشفت عنه البيانات التي صدرت عن وزارة الخارجية العمانية، ومن اليابان، وكذلك من ألمانيا، وليس ما أشاعته مزاعم الماكينة الإعلامية الإيرانية عن أن الوساطات هي لمنع إيران من تدمير المنظومة العسكرية الأميركية والحليفة في الإقليم والمنطقة. اللعبة شارفت على الانتهاء اللعبة الإيرانية يبدو أنها شارفت على الانتهاء، ولا مفر للنظام ومرشده من التسليم بالأمر الواقع عملاً بالآية الكريمة: “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا”. فالعنجهية الإعلامية والعنتريتارية الصوتية لن تربح حرباً كتبت بأقلام الملالي وليس غيرهم، وإلا فإن مصيرهم سيكون كمصير صدام حسين، وقادة نظامه صورهم مطبوعة على ورق الكوتشينة، وعليهم ألا يصدقوا أكذوبة النصر الإلهي التي طلع بها ربيبهم حسن نصرالله، لأن الله سبحانه وتعالى لا ينصر الأفاكين القتلة الظالمين.

مشاركة :