يعيش المسلمين في الفلبين كأقلية على الرغم من تجاورهم لبلاد إسلامية كإندونيسيا وماليزيا؛ حيث دخل الإسلام إليها عن طريق التجار الذين ساعدوا على نشر الدين في القرن الثامن الهجري، وهم يعانون من الاضطهاد والتعنت والظروف الصعبة حتى الآن. ويطلق على المسلمين في الفلبين كلمة ” مورو ” ، وهي التسمية التي أطلقها الأسبان على مسلمي الفلبين، إذ أن أول من قاوم الأسبان هم مسلمو المغرب ” MOROCO ـ موروكو ” ، لتبقى في ذهن الأسبان حيثما ذهبوا، ولما دخل الأسبان جنوب الفلبين وواجهوا نفس المقاومة من السكان هناك، أطلقوا عليهم تسمية مورو. – تزيين المساجد وإنارتها والتجمع العائلي ينتظر المسلمون هناك دخول شهر رمضان من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية في مواجهة الحرب ضدهم؛ حيث من أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل جعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح دارًا للعبادة وللتعارف بين المسلمين. ويتمسك المسلمون بأداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها بغرض غرس التعاليم الدينية في نفوسهم من الصغر، كما يحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء على موائدهم من دون أي حساسيات، فالكل إخوةٌ في الإسلام. – أطعمة تزين مائدة رمضان في الفلبين يعد طبق الأرز والذي يُسمَّى هناك ” بغاس ” أو ” كورنيغ ” من الأطباق الرئيسية، بينما من وجبات السمك عندهم نوع يسمى ” فينساووان ” وهو سمك مطبوخ بالشربة، والسمك المقلي يسمى ” فنيزتو ” ، وأما السمك المحبوب عندهم فهو ” تلافيا ” ، وطبق ” الكاري كاري ” وهو اللحم بالبهارات. يأتي ذلك بالإضافة إلى طبق ” السي – يوان سوان ” وهو من السمك أو اللحم وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، بينما هناك بعض الحلوى التي تشبه ” القطائف ” وعصير ” قمر الدين ” و ” دُودُل ” حلوى مفضلة للمسلمين هناك، ومن الحلوى أيضًا ” تياتاغ ” و ” تامركوتسي “. وليس هذا فقط، فلدى مائدة شهر رمضان أهمية خاصة سواء في الإفطار أو السحور؛ حيث أن هناك أنواعًا من الأطعمة تُؤكَل في السحور، أهمها: الجاه، والباولو، والكوستارد – وهو مكون من الدقيق والكريم والسكر والبيض. – رمضان.. بهجة خاصة لدى الأطفال يبدأ الأطفال لعبهم بعد الإفطار، حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون في التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور. ولا تنسي البهجة في شهر رمضان الفضيل المسلمون في الفلبين المحنة التي يتعرضون لها، حيث يحرصون من خلال احتفائهم بهذا الشهر الفضيل على تأكيد هويتهم الإسلامية في مواجهة عمليات الاضطهاد التي يتعرضون لها؛ حتى أنهم يكثرون من التضرع إلى الله في صلوات التراويح بأن ينهي محنتهم وأن يحصلوا على استقلالهم لينعموا بالأمن والأمان. ويعاني المسلمون في الفلبين من اضطهاد ومحاربة الحكومة الفلبينية بشتى الوسائل العسكرية والاقتصادية والتنموية ، فالفقر ونقص الخدمات التعليمية والصحية يزداد في المناطق الإسلامية يوما بعد يوم، ولكنهم يقاومون ذلك ويقبضون على دينهم كالقابض على الجمر.
مشاركة :