حسام علم الدين – رأت وكالة بلومبيرغ للأنباء الاقتصادية أنه إذا كانت الأسواق الناشئة هي أكثر الأسواق مخاطرة في مجال الاستثمار والتي قد تقدم أرباحاً أعلى مقابل مخاطر أكبر، فإن الاسواق الأدنى منها (ما دون الناشئة) قد تكون ملاذاً آمناً للمستثمرين – الى حد ما – في حال مرت الاسواق العالمية والناشئة بأزمات. مشيرة الى انه قد تتم ترقية بورصة الكويت، التي تمثل ربع مؤشر «مورغان ستانلي للاسواق ما دون الناشئة» في يونيو الى سوق ما دون ناشئة. ووضعت «بلومبيرغ» 8 أسئلة عن الاسواق ما دون الناشئة: 1 – ما الأسواق ما دون الناشئة؟ تقول «بلومبيرغ» إنه في التسلسل الهرمي للاسواق المؤلفة من 3 أجزاء فإنها تأتي في المركز الأخير، إذ يأتي في الجزء الأول الاسواق المتقدمة (مثل اميركا وبريطانيا)، في الوسط تأتي الاسواق الناشئة (مثل روسيا والصين). أمّا الأسواق ما دون الناشئة فتحتوي على 30 سوقاً معظمها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا وأوروبا الشرقية، علماً أن تصنيف الاسواق ليس حكراً على ثروة البلد أو مراحل تطوره بقدر ما يتعلق بأسواقه ويعتمد على من يصنف الاسواق. 2 – كيف تُحدد؟ وفقاً لشركة مورغان ستانلي، وهي أكبر من يصنف مؤشرات الأسواق في العالم، فإن الاسواق ما دون الناشئة تحتاج إلى تلبية معايير ذاتية، بما في ذلك الانفتاح على الملكيات الأجنبية وعلى تدفقات رأس المال بشكل جزئي، فضلاً عن متطلبات موضوعية، منها وجود شركتين على الاقل قيمة كل منهما 800 مليون دولار بحد ادنى. 3 – كيف تختلف عن الأسواق الناشئة؟ تشير «بلومبيرغ» إلى أن الأسواق الناشئة تختلف عما دون الناشئة بنطاق اصغر، وتقدر قيمة الاسواق ما دون الناشئة بـ715 مليار دولار، فيما تقدر قيمة «الناشئة» بـ20 تريليون دولار. كما تختلف في التداول الضئيل نسبياً قياساً بالأسواق الناشئة، وكذلك عدد الشركات المدرجة فيها، وتميل المشاركة الأجنبية فيها الى أن تكون أقل بكثير من الاسواق الناشئة والتي تضع قيودا اكثر صرامة على امتلاك الاسهم فيها. 4 – من يستثمر فيها؟ المستثمرون المحليون والدولة أكثر جهتين تضخ اموالهما في تلك الاسواق. ومن بين المستثمرين الدوليين، فإن الأموال النشطة هي التي تساهم في تلك الاسواق. وتشكل الاستثمارات السلبية مثل الصناديق المتداولة في البورصة حوالي 10 في المئة فقط من التدفقات الاجنبية الاجمالية. وتشكل نقطة الجذب الرئيسية فيها دخول المستثمر اليها قبل وصول التدفقات الاجنبية، مما قد يؤدي الى نمو كبير في تلك السوق مع تطور الاقتصاد والبنية التحتية المالية. 5 – كيف كان أداؤها؟ تقول «بلومبيرغ» إن بعض الاسواق ما دون الناشئة كافأت المستثمرين بسخاء على المدى الطويل، ومثال على ذلك، فقد ارتفع مؤشر سوق فيتنام بمتوسط سنوي قدره 9.8 في المئة حتى 2018، كما قفزت قيمة عملتها المحلية بنسبة 48 في المئة في 2017 وانخفضت 27 في المئة في 2011. وهذا يؤكد طبيعة الأسواق ما دون الناشئة المميزة وحساسيتها المتزايدة تجاه الأحداث المحلية. لكن لم تكن صورة تلك الاسواق مشرقة دائماً، فقد قللت الاسواق ما دون الناشئة من اداء نظيراتها الناشئة في السنوات الأربع الأخيرة، لكنها تقدمت على مدار العام ماضي. 6 – هل يمكن أن تكون ملاذات آمنة؟ لا شك أن الاسواق ما دون الناشئة اقل عرضة للصدمات الخارجية، لذا يمكن ان تكون ملاذا آمنا لمواجهة اي موجة اضطراب في السوق. كما انها اقل ارتباطا بباقي اسواق العالم بسبب محدودية روابطها المالية. فضلا عن أنها اقل ارتباطا بعضها مع بعض بسبب تنوعها الجغرافي. لذا فهي كالاسواق الناشئة قد تتحمل وطأة أي عملية بيع منسقة. ومن نقاطها السلبية أنها فئة اصول محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن حجز الاستثمارات إما بسبب عجز عن سداد ديون او انهيار عملة او ضوابط راس المال، كما ان هناك خطر التضخم المفرط في بعض اسواقها. 7 – هل وضع «الناشئة» هو حلم كل سوق في ما دون الناشئة؟ تجيب «بلومبيرغ» انه ليس بالضرورة ان تكون كذلك. ان ترقية السوق الى سوق ناشئة قد يجذب مزيدا من الاستثمارات الأجنبية ويزيد من الجهود التي تبذلها الدولة لفتح قطاعها المالي. من ناحية أخرى قد تضيع الاسواق ما دون الناشئة في محيط الاسواق الناشئة. 8 – هل تختفي الأسواق ما دون الناشئة؟ قد يتقلص عددها مع خروج مزيد من الدول مع ترقيتها الى ناشئة لكنها لن تختفي ابدا. وعلى الرغم من ان الأسواق ما دون الناشئة قد فقدت جزءا كبيراً من حجمها فإن دولاً صغيرة جداً تستفيد منها حيث تجبر الأموال على تنويع مخصصاتها. وفي السنوات الخمس الماضية تمت ترقية أسواق عملاقة من حيث فئة الأصول الى ما دون ناشئة بما في ذلك قطر والامارات وباكستان والارجنتين. كما تنتظر البورصة الكويتية، التي تمثل ربع مؤشر «مورغان ستانلي للاسواق ما دون الناشئة» ترقيتها في يونيو المقبل ضمن تلك الأسواق.
مشاركة :