أثر الهبوط الحاد الذي شهدته أسعار النفط وغيرها من السلع على الأسواق الناشئة ووضعها تحت أعباء ضغوطات شديدة. ومع ذلك، يستشعر ساكسو بنك العديد من الفرص الكامنة في الأسواق الناشئة. وفي ظل ازدياد مخاطر النمو العالمي، يبقى توقيت حركة أسعار الفائدة الأمريكية مرخياً بظلاله على مثل هذه الاقتصادات، فيما ينطوي كل تقلب على فرص تجارية خاصة. تضررت الأسواق الناشئة عبر عاصفة من الديون المستحدثة، والتقلب في أسعار الدولار الأمريكي وانهيار أسعار السلع الأساسية. ومع ذلك، ووفقاً لتقرير ساكسو بنك حول أفكار التداول الأساسية في الربع الأخير من العام، توجد بارقة أمل - وفرص استثمارية - بالرغم من استمرار حالة الإنكار وسياسة التمديد للوضع الراهن. وبهذه المناسبة، قال ستيفن جاكوبسون، كبير المحللين الاقتصاديين لدى ساكسو بنك: أطلقت حالة الإنكار وسياسة التمديد للوضع الراهن دورة مفرغة سلبية، حيث تم تحويل ديون الأسواق الناشئة والمرتبطة بالدولار الأمريكي إلى عملات محلية. ومن ثم، أثقلت قوة الدولار من أعباء الدين وخفضت من أسعار السلع التي تعتبر مصدر الصادرات الأساسي في العديد من الأسواق الناشئة. وفي المقابل، قاد ذلك إلى انخفاض الطلب وتخفيض معدل النمو في الأسواق الناشئة. وحصل ذلك في اقتصاد عالمي قائم على النقود الورقية، واحتياطيات الدولار والسلع والديون المرتبطة بالدولار مع ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي. ولا عجب في أن النمو العالمي آخذ في الانخفاض بشكل كبير، وكانت المفاجأة الوحيدة هي المفاجأة التي ظهرت على صناع القرار. وخارج إطار التقلبات الحالية والاضطرابات التي تشهدها الأسواق الناشئة، يرى ستيفن جاكوبسون، كبير المحللين الاقتصاديين لدى ساكسو بنك، بريقاً من الأمل. وقال: تنطوي العاصفة المستعرة في الأسواق الناشئة أيضاً على أكبر الفرص المتاحة منذ عقود. ويرى ستيفن جاكوبسون أن الأسلوب الأمثل يتم عبر تداولات بالعملات الأجنبية نتيجة لجملة من المسائل المتعلقة بالسيولة والتوفر. ولا تتمتع العديد من الأسواق الناشئة بالعمق اللازم لتلبية الاحتياجات القوية في أسواق الأسهم. وإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات الأكاديمية إلى أن أكثر من 80% من كافة عائدات الأسواق الناشئة تأتي من العملات الأجنبية وليس من امتلاك السندات والأسهم. كما يرى جاكوبسون التوجه العام في الأسواق الناشئة نحو الشراء، ويعتقد بأننا في خضم عاصفة مثالية لا ينبغي أن تخدعنا وتدفعنا للاعتقاد بأن الشمس لن تشرق مرة أخرى. السلع شهدت أسعار السلع استقراراً في أغلبية أوقات شهر سبتمبر/أيلول، بعد أن بلغت العديد من المواد الخام، مثل المعادن الصناعية، مستويات غير مسبوقة منذ بداية الألفية. وواصل ازدياد إمدادات السلع الأساسية من المعادن إلى الطاقة والمحاصيل لعب دوره السلبي على تلك الدول ذات الأسواق الناشئة ممن يعتمد ازدهارها على صادرات المواد الخام. وفيما ندخل الربع الأخير من عام 2015، يتوقع أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع في ساكسو بنك، بأننا سنشهد بارقة أمل فيما يخص السلع مفترضاً تخفيض العرض. ولكن إذا فشلت عملية مواكبة الطلب، ستبدو هذه الفرصة بعيدة المنال لفترة أطول من دون استحالة الوصول إليها. الاقتصاد الكلي أشار مادس كوفود، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي في ساكسو بنك، إلى أن ارتفاع أسعار فائدة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي طال انتظارها ستكون الحدث الأبرز في الربع الأخير من العام. ومع ذلك، تبقى الأسواق الناشئة عاملاً فيما نشهد ضعفاً شديداً بعد تراجع الرغبة المبالغ بها في المخاطرة أواخر الصيف. العملات الأجنبية يعتقد جون هاردي، رئيس استراتيجيي الفوركس في ساكسو بنك، بأن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر/أيلول يشير إلى السياسة العالمية التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وخاصة بالنسبة للأسواق الناشئة. وعلى الرغم مما قد يشهده الربع الأخير من ارتدادات مرتبطة بالرغبة في المخاطرة بالعملات مثل الروبل الروسي، والريال البرازيلي، والليرة التركية، وراند جنوب إفريقيا، يبدو اعتماد نهج أكثر تحفظاً في مكان آخر - نحو المكسيك وبولندا على سبيل المثال. الدخل الثابت أشار سايمون فاسدال، رئيس قسم تداول الدخل الثابت لدى ساكسو بنك، إلى الخوف من الأسواق المصابة في الربع الثالث وبقائها قوة لا يستهان بها فيما نقف على أعتاب الربع الأخير من العام. وقال فاسدال إن الأسواق الناشئة هي المكان الذي تنطلق منه طرق الحصول على الفرص. أولاً: أدت الاستدارة العامة بعيداً عن أصول الأسواق الناشئة إلى زيادة كبيرة في الفرق بين عائدات الأسواق المتقدمة والناشئة. وثانياً: تعتبر الحاجة للنمو عاملاً شديد الأهمية. آسيا يرى كاي فان بيترسن، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي في آسيا لدى ساكسو بنك، كثيراً من المبالغة في التوجه المكثف للبيع ضمن العديد من الأسواق الناشئة، فضلاً عما شهدناه من تراجعات، ويأمل في أن يختلف الوضع خلال الربع الأخير من العام. ولعبت الائتمانات الميسرة، والتي جاءت نتيجة التيسير الكمي الذي انتهجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فضلاً عن المحفزات الصينية الهائلة خلال الأزمة المالية، دوراً مهماً في تضخم الأصول بشكل كبير. وتباطؤ النمو العالمي، فيما تواصل السلع بحثها عن أرضية صلبة، وما زالت أصول الأسواق الناشئة تسعى للحاق بالركب مع استمرار تدهور أساسيات الاقتصاد الكلي. أسواق الأسهم يقول بيتر جارنري، رئيس استراتيجيات الأسهم في ساكسو بنك، أن الربع الثالث من عام 2015 سيكون دعوة للاستيقاظ فيما تدخل أسواق الأسهم العالمية فترتها الأكثر عنفاً قياساً بمرحلتي العنف الأولى والثانية منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. وشهدت أسعار الأسهم في الأسواق المتقدمة انخفاضاً بنسبة 6.2% في الربع الثالث، بينما رزحت أسهم الأسواق الناشئة تحت عبء انخفاض شديد وصل حتى 16.2%. ويرى جارنري أن القوى الكامنة في العديد من الأسواق الناشئة تتحول من كونها منتجة للسلع معتمدة كلياً على الصادرات إلى اقتصادات أكثر توازناً مع تحقيق مزيد من النمو عبر الاستهلاك المحلي وانتعاش الطبقة المتوسطة. وتجري عملية الانتقال على قدم وساق، وستتدفق رؤوس الأموال مجدداً إلى الأسواق الناشئة بمجرد أن تتضح الرؤية حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية. الصين تفقد 180 مليار دولار سجل الاحتياطي النقدي في الصين تراجعاً قياسياً في الربع الثالث من العام الحالي، مع سعي البنك المركزي لدعم العملة المحلية بعد قراره المفاجئ بخفض قيمتها. وأظهرت بيانات صادرة عن بنك الشعب في الصين (البنك المركزي) أمس أن احتياطي البلاد من العملات الأجنبية قد تراجع بنحو 180 مليار دولار في الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر/ايلول الماضي، ليسجل 3.51 تريليون دولار. وتدخل البنك المركزي الصيني لدعم قيمة اليوان، من خلال بيع بعض حيازته من العملات الأجنبية، بعد هبوط قيمة العملة بشكل حاد عقب قراره المفاجئ بخفض قيمتها في أغسطس/آب الماضي. وكانت بيانات معهد التمويل الدولي قد أظهرت أمس تفوق اليوان الصيني على الين الياباني في قائمة أكثر العملات استخداماً في المدفوعات الدولية خلال شهر أغسطس/آب، ليحتل المرتبة الرابعة عالياً.
مشاركة :