أقسم بالله أننا سئمنا الهوان العربي، ونحن نرى إيران تسرح وتمرح في أوطاننا دون أن تجد من يقف في وجه تمددها البغيض على حساب الهوية والثقافة العربية، سئمنا تلك الدمى من بعض شيعة العرب الذين توهموا أن طهران تقود حروبا مذهبية في غير مكان لعزتهم ونصرتهم، وبحجة رفع المظلومية عنهم، سئمنا السماع لتلك الأبواق الأعجمية التي ما فتئتْ تردد على أسماعنا صباح مساء، أنها باتت تحتل أربع عواصم عربية، وأنها في طريقها لإقامة امبراطوريتها الفارسية التي اختارت أن تكون بغداد عاصمة لها، سئمنا جولات "صدر الدولة" قاسم سليماني ببزة الحرس الثوري، وهو يدوس ويدنس ببسطاره ثرى الأرض العربية قرية قرية، وكأنه المتصرف كلي القدرة، ليطلق الوعيد تلو الوعيد بأن هذا الزمان زمانه، وأن زمان أمة العرب قد ولى إلى غير رجعة. لقد بدد عنا سلمان بن عبد العزيز بعاصفة الحزم مشاعر السأم، وأعاد لنا وللأمة جمعاء مجدنا وعزتنا وكرامتنا، والنصر بإذن الله لهذه الأمة التي أيقظها سلمان، لتدرك مواطن قوتها بعد أن وجدتْ الزعامة التي تستطيع بشجاعة أن تلم شتاتها، وتوحد صفها سئمنا اسطوانة أزلام طهران من المالكي إلى حسن نصر الله إلى عبدالملك الحوثي، وهم يُشيرون بأصابعهم السبابة إلى أن الدور القادم سيكون على مكة والمدينة، سئمنا أبواق تلك الجوقة الإعلامية من طراز الأخوين قنديل : ناصر وغالب ووئام وهاب، وغسان بن جدو في لبنان وغيرهم، ممن تفرغوا لتلقيننا الدروس من أننا لا نعرف كيف نحمل البندقية بعد أن تنكب لنا الحليف الأمريكي، وأدار لنا ظهره، وراح يسترضي ملالي طهران في ملفها النووي، غير عابئ بتساقط العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى كأحجار الدومينو في اليد الإيرانية! سئمنا انتفاخ الحوثيين على حدودنا بالسلاح المهرب، واستعراضاتهم المستفزة، حينما توهموا أن حلم هذا الوطن ضعف، وأن بحثه عن الحل السلمي بين الأشقاء اليمنيين استسلام، سئمنا غياب الأمر الجامع لهذه الأمة، وتوالي انكساراتها، " سئمنا قزقزة اللبّ " في (بلكون) الفرجة، وربما بلل أحمد الصافي النجفي بعض شفاهنا : أصبح اليوم للثعالب صوتٌ إذ خلا الغاب من زئير السباع فيما ردد البعض الآخر مع نزار: وما زلنا نطقطق عظم أرجلنا ونقعد في بيوت الله ننتظرُ بأن يأتي الإمام عليّ.. أو يأتي لنا عمرُ ولن يأتوا.. ولن يأتوا فلا أحدٌ بسيف سواه ينتصرُ! سلمان بن عبدالعزيز، الرجل الحاسم، قارئ التاريخ، والرجل الذي عاصر كل قضايا الأمة ودافع عنها، وعرف موطن علل ضعفها، قال: نعم (لا أحدٌ بسيف سواه ينتصرُ)، خاصة وهو يُدرك أن إيران لا تقاتل من أجل الشيعة كما قد يبدو، فالتشيع ليس حكرا على الفرس، هنالك شيعة عرب، وإنما هي تخوض باسمهم حروبها بنَفَسٍ عنصري فارسي باستغلال أدواتها ممن ربطوا مصيرهم بها، لغرض الاقتصاص من كل ما هو عربي، في محاولة لطمس الهوية العربية، وليس أدل على ذلك من نشرها لعديد المراكز الثقافية في كل مكان وجدتْ لنفسها فيه موطئ قدم، فاحتلت دمشق انتقاما من التاريخ الأموي، وأكلتْ بغداد اقتصاصا من التاريخ العباسي، واحتلتْ بيروت انتهاكا لذاكرة العرب الثقافية، وضربتْ صنعاء تدميرا لذاكرة عرش بلقيس، ولسان مملكة أروى الصليحي، والاستيلاء على مسقط رأس الحرف العربي لقطع حبل سرته عن أمته، وعينها إلى ما هو أبعد، إلى مكة والمدينة. لكن ولأنه سلمان الزعيم الذي تكابر فوق صغائر الخلافات، فقد حزم أمره بعد أن استطاع في غضون أيام قليلة أن يلملم شمل ما تبقى من الأمة للدفاع عن أمنها القومي، وعن كرامتها المنتهكة، ليبدأ (عاصفة الحزم) تلبية لنداء الشقيق اليمني لاستعادة شرعيته من أيدي الانقلابيين، وليبعث بجملة من الرسائل، إلى أن كرامة هذه الأمة ليست معروضة في مزاد، مهما كانت حالة الضعف العربي، وأن أمنها القومي سيقيض الله له رجالا يحمونه ويحافظون عليه من كل الأطماع، وأن السعوديين مهما جنحوا للسلم فإنهم ليسوا بحاجة إلى من يعلمهم الحرب، فهم قادرون بحول الله على حماية أنفسهم وبلادهم، واسترداد كرامة الأمة، بهمة أبطال جيشنا البواسل. لقد بدد عنا سلمان بن عبد العزيز بعاصفة الحزم مشاعر السأم، وأعاد لنا وللأمة جمعاء مجدنا وعزتنا وكرامتنا، والنصر بإذن الله لهذه الأمة التي أيقظها سلمان، لتدرك مواطن قوتها بعد أن وجدتْ الزعامة التي تستطيع بشجاعة أن تلم شتاتها، وتوحد صفها.
مشاركة :