لا تؤشر مواقف وتحركات المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إلا للتأثير على المجتمع الدولي لغض الطرف على تجاوزات الميليشيات في طرابلس ومحاولة تهميش دور الجيش الليبي في حربه على الإرهاب. وتطال سهام انتقادات واسعة غسان سلامة التي عدها متابعون أنها لا تخدم الجهود لحل الأزمة الليبية خاصة وأن المبعوث الأممي يواجه تهما بالانحياز للميليشيات التي تتصدى للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس وتحريرها من براثنها. واتهم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي في مقابلة مع صحيفة لوجورنال دو ديمانش الفرنسية مبعوث الأمم المتحدة الخاص غسان سلامة بأنه تحوَّل الى "وسيط منحاز" في النزاع الليبي. وكان مبعوث الأمم المتحدة قد حذر في 21 مايو من أن معركة الوصول الى طرابلس تشكل "مجرد بداية حرب طويلة ودامية"، داعيا الى اتخاذ اجراءات فورية لوقف تدفق الاسلحة الذي يؤجج القتال بالبلاد. وشدد سلامة وقتذاك أمام مجلس الأمن الدولي على أن "ليبيا على وشك الانزلاق الى حرب أهلية يمكن أن تؤدي الى الفوضى أو الانقسام الدائم للبلاد". وقال حفتر في المقابلة "تقسيم ليبيا، ربما هذا ما يريده خصومنا. ربما هذا ما يبتغيه غسان سلامة أيضا". أضاف "لكن طالما أنا على قيد الحياة، فلن يحدث هذا أبدا". وأشار حفتر الى ان سلامة يُواصل الإدلاء "بتصريحات غير مسؤولة"، قائلا "لم يكُن هكذا من قبل، لقد تغيّر"، ومعتبرا أن الاخير تحوَّل "من وسيط نزيه وغير متحيز" إلى "وسيط منحاز".وأردف "لكن مرةً اخرى هذا التقسيم مستحيل لأن الليبيين سيظلون موحدين وستظل ليبيا شعبا واحدا. الباقي مجرد وهم". وشنت قوات حفتر في الرابع من أبريل هجوماً واسع النطاق للسيطرة على طرابلس. وفشل مجلس الأمن الشهر الماضي في الاتفاق على مشروع قرار يدعو إلى وقف لاطلاق النار في ليبيا والعودة إلى المحادثات السياسية لإنهاء النزاع. واندلع قتال ضار في العاصمة الليبية طرابلس السبت مع بدء الجيش الوطني الليبي محاولة جديدة للتقدم إلى داخل المدينة التي تسيطر عليها ميليشيات حكومة فائز السراج. وقال سكان إن الجيش الوطني الليبي قام بمحاولة جديدة صباح السبت للتقدم على طريق يمتد من المطار السابق، الذي يقع بضاحية جنوبية، إلى وسط المدينة لكن لا يوجد مؤشر على إحراز تقدم. وفترت حدة القتال في الأسابيع الماضية نظرا لحلول شهر رمضان. وما زالت الأمم المتحدة عاجزة عن التفاوض على وقف لإطلاق النار. ودعت فرنسا، مثل دول أوروبية أخرى، لوقف إطلاق النار لكنها أيضا تدعم حفتر في سعيه لقتال المتشددين الإسلاميين في البلاد. و الأربعاء قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن حفتر استبعد، بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقف إطلاق النار وقال إنه يريد تخليص العاصمة من ميليشيات تهيمن على حكومة فائز السراج.
مشاركة :