التحالفات والدروس من القيمة المشتركة «2 من 2»

  • 5/27/2019
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

في بداية التحالف، فهم كارلوس غصن بوضوح كيفية ترجمة الاختلافات والفجوات بين "رينو" و"نيسان" إلى ممارسات ناجحة على صعيد الإدارة. كان أسلوبه مثالا على كتاب مدرسي في كيفية نجاح القيادة الملهمة في إيجاد أهداف مشتركة ترتقي بكلا الطرفين إلى ما هو أبعد من مجرد حصص. أسفرت التحديات الاستراتيجية والتشغيلية والإدارية على جميع المستويات في كلتا المؤسستين عن التزام وثبات. على الرغم من ذلك، وبمجرد تحقيق التحالف الأهداف الظاهرية ــ وفي ظل غياب التعديلات الاستراتيجية ــ من الأرجح التشكيك في شرعية القيادة. في النهاية، يثبت نجاح التحالف أنه خدم الغرض منه. تكون التوقعات الضمنية لكلا الطرفين في الأغلب، بالعودة إلى نموذج الإدارة الكلاسيكي، بما في ذلك، دور متواضع لقيادة التحالف. إضافة إلى ذلك، فإن التحول من القيادة المثالية إلى التعاونية يعد مطلبا مسبقا لتعديل الاستراتيجية، بشكل يمكن كبار التنفيذيين من كلا الطرفين من إعادة تعريف توازن القوى. لذا، من الأرجح أن "رينو ــ نيسان" تجاوزتا منذ فترة طويلة أسلوب القيادة الاستبدادية الشهير لكارلوس غصن. تعد الملاءمة الثقافية أمرا مهما لنجاح التحالفات الاستراتيجية، وربما تكون البعد الأكثر تعقيدا في العلاقة كونها تظهر في أماكن ولحظات غير متوقعة. تتشابك ثقافة الشركة مع الثقافة المحلية ويدعم كل منها الأخرى في الأوقات الحرجة. تتسم الثقافة اليابانية بكونها حساسة تجاه الأمور المتعلقة بالشرف والعار. وينطبق ذلك بشكل خاص على الأمور التي تتمتع بشعبية كبيرة، مثل ثروات الشركات اليابانية الكبرى، ولا سيما شركة شهيرة مثل "نيسان". عرضت "رينو" في 1999 نموذجا للتعاون بشكل لا يتم المساس بهوية واستراتيجية كلتا الشركتين، وأن تتعاونا مع بعضهما بعضا كشركاء عالميين. بعد سبع سنوات متتالية من الخسائر ومحاولتين فاشلتين للتحول الداخلي، نجح تحالف "نيسان ورينو"، ما أعطى الشركات المحلية شعورا بالفخر. ومع ذلك، زاد الإحباط بين إدارة "نيسان" في السنوات الأخيرة، بسبب رفض "رينو" تحقيق توازن قوى في علاقاتها داخل التحالف. كان ينظر إلى أي محاولة فردية لتغيير فلسفة التحالف على أنها رمز لعدم الاحترام وانهيار الثقة بين الطرفين. ومن المفارقات أن تفادي الشعور بالإهانة الذي عمد في البداية إلى تعزيز الاتفاق مع "رينو"، أصبح بمنزلة تهديد لعلاقة الشركتين بعضهما بعضا. تعد التحالفات الاستراتيجية أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، ولا سيما في ظل التغير السريع في السوق وسرعة الابتكار. فوجود اثنين أو أكثر من الأسماء أفضل من اسم واحد، ما يعطي ميزة استراتيجية. لكن التغيير يتطلب إعادة تقييم الشراكات لضمان استمراريتها بتقديم قيمة لجميع الأطراف. بمجرد عدم تقاسم الفوائد بشكل عادل، أو في حال شهد شريك أو أكثر تحولا خطيرا، تصبح التغييرات الكبيرة أمرا ضروريا. وذلك يعكس الحالة التي توصل إليها تحالف "رينو ــ نيسان".

مشاركة :