عكس توجه رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، في أول زيارة له منذ عزل الرئيس السوداني السابق عمر البشير في نيسان (إبريل) الماضي، حرص القيادة الانتقالية في السودان على استمرار العلاقة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين، في وقت أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعم مصر الكامل أمن واستقرار السودان. ولم تنقطع الاتصالات بين القاهرة والخرطوم منذ انطلاق الحراك الشعبي في السودان، وكانت وكالة الأنباء الرسمية المصرية بثت أن وفداً مصرياً رفيع المستوى (لم يعلن عن شخصياته) زار الخرطوم للوقوف على تطورات الأوضاع الجارية والمتسارعة وللتأكيد على دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السودانى وإرادته الحرة، وذلك عقب أسبوع من عزل البشير. وأكد مساعد وزير الخارجية السابق السفير نبيل بدر أهمية زيارة البرهان إلى القاهرة، إذ حملت دلالات عدة سواء فيما يتعلق بالشراكة الاستراتيجية واستمرار تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها بين القاهرة والخرطوم خلال الفترة الماضية، ودعم مصر للشعب السوداني وتقديم احتياجاته لمنع استغلال ظروفه الآنية من قبل قوى إقليمية. وأشار بدر في تصريح لـ"الحياة"، إلى أن الزيارة حملت التوجه السوداني المنحاز إلى المعسكر المصري ضد جماعات الإسلام السياسي مستقبلاً، وأوضح: السودان شهدت في مراحل مختلفة محاولات خارجية للتدخل في شؤونه أو لتحقيق انحراف في مساره لصالح دول إقليمية في مقدمتهما تركيا وقطر، بما يقدمانه من دعم لجماعات الإسلام السياسي. وأضاف: الزيارة أكدت أن العلاقات المصرية – السودانية فوق تلك الاعتبارات، وأنه ليس في صالح السودان الانحراف عن مسارها مع القاهرة. كما لفت بدر إلى إشارة البرهان إلى الإشارة على حرص السودان تعاونها مع القاهرة على المستوى الشعبي والرسمي وهي إشارة ذات دلالة. إلى ذلك، عد الرئيس المصري زيارة البرهان تعكس الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، والترابط التاريخي بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة التي تربط بين الشعبين الشقيقين. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية في بيان مساء أمس إن الرئيس أشار إلى متابعته الحثيثة عن كثب لجميع التطورات والتفاعلات الراهنة على الساحة السودانية، مؤكداً دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها للإرادة الحرة وخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ومعرباً عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء في السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني بعيداً عن التدخلات الخارجية. من جانبه، أكد البرهان التقارب الشعبي والحكومي المتأصل بين مصر والسودان، مشيداً بالجهود القائمة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومثمناً الدعم المصري غير المحدود لصالح الشعب السوداني وخياراته وللحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي المهم الذي يمر به. كما استعرض رئيس المجلس العسكري الانتقالي تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، معرباً في هذا الخصوص عن التقدير للحرص الذي تبديه مصر من أجل دعم الشعب السوداني. وأضاف الناطق الرسمي، أن الرئيس أعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوداني ومؤسسات الدولة على استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مقدرات دولة السودان، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان الشقيق على تحقيق استحقاقات هذه المرحلة ومواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني. كما أكد الرئيس حرص مصر على مواصلة التعاون مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، بما يحقق الرخاء والتقدم لشعبي البلدين. تم التوافق بين الجانبين بشأن استمرار التشاور المكثف بهدف المساهمة في تحقيق استقرار السودان وتفعيل الإرادة الحرة للشعب السوداني الشقيق والانحياز لخياراته. وشارك في اللقاء وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي ووزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، حيث تم عقد جلسة مباحثات ثنائية منفردة تلتها جلسة مباحثات موسعة.
مشاركة :