التصعيد الأميركي - الإيراني يُنذر بمواجهة وشيكة

  • 5/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تُصعّد الولايات المتحدة من ضغوطها على النظام الإيراني بعد إعادة فرض العقوبات على اقتصاد الدولة في أعقاب انسحابها من الاتفاق النووي لعام 2015، في إطار سياسة أميركية عُنوانها «الضغط الأقصى»، شملت: تسمية الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وإنهاء الإعفاء الذي سمح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني، إضافة إلى فرض عقوبات إضافية ضد قطاعات الحديد والصلب والألومنيوم والنحاس في طهران، والتي تُشكّل أكبر مصدر لإيرادات الصادرات غير البترولية وتمثل 10 % من صادرات الجمهورية الإسلامية، وذلك لمزيدٍ من إضعاف الاقتصاد الإيراني، فضلًا عن إرسال حاملة طائرات، وقاذفات بي-52، وصواريخ باتريوت، وإعادة انتشار القوات الأميركية في مياه الخليج العربي. ناهيك عن تهديدات الرئيس الأميركي «دونالد ترمب» بردٍّ قاسٍ إذا هددت طهران القوات الأميركية ومصالح الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة، هذا ما أكده تقرير صدر حديثا لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بدولة الإمارت. وأضاف التقرير أن إدارة «ترمب» تهدف من سياسة «الضغط الأقصى» ضد إيران إلى منعها من الإقدام على أي خطوة محتملة قد تحاول من خلالها رفع كلفة تلك الإجراءات العقابية التي تتعرض لها، وهو ما يمكن أن يفرض -بدوره- تداعيات مباشرة على دول الأزمات، ولا سيما سورية والعراق ولبنان واليمن، وهي الدول التي تسعى طهران إلى استغلال نفوذها لدى بعض الميليشيات الإرهابية الموجودة بها في سياق تصعيدها الحالي مع واشنطن. وأوضح التقرير في المقابل، فإن إيران مارست التصعيد من قبلها، حيث هدد الرئيس «حسن روحاني» بالانسحاب من الاتفاق النووي، وبدأت الميليشيات التابعة لطهران في التعرض لمصالح حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، حيث استهدفت أربع سفن في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة قبالة سواحل إمارة الفجيرة، وضربت محطتين لضخ النفط بالمملكة العربية السعودية بواسطة طائرات مُسيّرة، فضلًا عن تصريحات لمسؤولين إيرانيين بالرد القاسي على أي ضربة عسكرية أميركية، إضافة إلى بدء التحرك على المستوى الدولي من أجل التواصل مع القوى الدولية المعنية، سواء باستمرار العمل بالاتفاق النووي أو بالعلاقات الثنائية معها. وأضاف التقرير أن التصعيد الأميركي - الإيراني المتبادل يُنذر باحتمالات اندلاع مواجهات عسكرية بينهما، لكن هناك بعض التحليلات التي تُشير إلى تضاؤل فرص حدوثها في مقابل سعي الطرفين لتعزيز موقفه التفاوضي في المرحلة القادمة. وتسعى طهران لتحقيق ذلك عبر استخدام نفوذها في الإقليم، ولا سيما في دول الأزمات، قبل أن توافق بالفعل على قبول هذا الخيار. ويتوازى ذلك مع حرصها -في الوقت نفسه- على تعزيز قدرتها على مواجهة تداعيات العقوبات الأميركية إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة المقررة في نوفمبر من العام المقبل عسى أن تُسفر في النهاية عن تغيير الإدارة الأميركية الحالية، بشكل قد يؤدي إلى حدوث تحول كبير في سياسة واشنطن تجاهها. واختتم التقرير «ولهذا، فإن التصعيد المتبادل سوف يكون عنوانا رئيسا للتفاعلات التي سوف تجري بين إيران والولايات المتحدة الأميركية خلال المرحلة المقبلة، حيث يراهن كل طرف على أن متغير الوقت يمكن أن يساعد في تعزيز موقفه، أو تغيير حسابات الطرف الآخر».

مشاركة :