مكافحة التلوث والحفاظ على نظافة البيئة «1من 2»

  • 5/28/2019
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت الحاجة إلى إلى ميثاق ميتز للتنوع البيولوجي، أكثر إلحاحا مع إصدار تقرير عد علامة فارقة تضمن تحذيرات قوية بشأن حالة النظم البيئية والتنوع البيولوجي، وهي اللبنات الأساسية للبيئة الحية التي نحقق جميعا الازدهار بفضل مواردها. وحذر التقرير الصادر عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي من أن مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهدد بالانقراض خلال عقد من الزمان، إضافة إلى هذه الأخبار السيئة تراجعت النظم البيئية الطبيعية بمتوسط 47 في المائة منذ التقديرات السابقة وأحدثت الأنشطة البشرية تغييرا كبيرا في ثلاثة أرباع البيئة التي تعتمد على الأراضي ونحو 66 في المائة من البيئة البحرية. والحقيقة أننا اعتدنا على التقارير التي ترسم صورة قاتمة، إلا أن هذا التقرير يوضح مدى الارتباط الوثيق بين صحة الإنسان والثروة الطبيعية وسبل كسب العيش. وتتعرض القدرة على توفير المياه النظيفة والأمن الغذائي للخطر، ما يهدد وجود الحياة البشرية. ويظهر التغير الذي طرأ على استخدام الأراضي بوصفه أكبر عامل يدفع هذا السباق نحو الهاوية. نحن نقوم بإحلال الزراعة محل الغابات، ونجفف الأراضي الرطبة من أجل إنشاء البنية التحتية، ونزيل الأراضي العشبية من أجل محاصيل أكثر كثافة، ونفرط في الصيد في محيطاتنا. وذكر تقرير المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي أنه منذ عام 1980، جاء أكثر من نصف الزيادة في الزراعة على حساب الغابات التي لم يسبق أن امتدت إليها يد إنسان وكان 3 في المائة فحسب من المحيطات خالية من ضغوط الأنشطة البشرية. إن الأمر لم يعد يتعلق بالبلدان الغنية والبلدان الفقيرة. فالجميع على هذا الكوكب سيعانون، ولكن معاناة الفقراء ستكون أكبر، ما يعكس اتجاه المكاسب التي حققناها في مجال الحد من الفقر في العقود القليلة الماضية. ويدعو التقرير إلى "تغيير تحولي". فماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟ تجاوز إجمالي الناتج المحلي والنظر إلى المساهمة الكاملة للطبيعة في الاقتصاد لا يعكسان إجمالي الناتج المحلي مما حققته التنمية من أثر في الأصول الطبيعية التي تعد أساسية لرفاهية الإنسان. وتؤدي إزالة إحدى الغابات إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي، غير أن الخسائر الدائمة في خدمات النظم البيئية لا تحتسب. حتى يومنا هذا، لا توجد سوى مجموعة قليلة من البلدان التي لديها قدرة كاملة على التعامل مع رأسمالها الطبيعي بوصفه من الأصول على قدم المساواة مع أصولها من المنشآت، مثل البنية التحتية ورأسمالها، إلا أن هناك كثيرا من البلدان تتبع هذا النهج. ويقدم البنك الدولي الدعم للبلدان لتحقيق المساهمة الكاملة لرأس المال الطبيعي من خلال البرنامج العالمي للاستدامة، الذي سيحل محل برنامج خدمات احتساب الثروة وتقييم النظام البيئي. يواجه صناع القرار قرارات صعبة - سواء لتحويل قطعة من إحدى الغابات إلى أرض من أجل الزراعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة، أو من أجل إنتاج الطاقة والبنية التحتية - وعليهم التفكير في حماية السواحل، وجودة الهواء، والاحتفاظ بالمياه، والتنوع البيولوجي. نحن بحاجة إلى نهج للتفكير في النظم حيث ننظر إلى الأراضي الطبيعية كنظام ونعتمد استراتيجيات إدارة متكاملة. على سبيل المثال، قد يكون لبناء طريق جديد تكاليف مدمرة على الغابات والتنوع البيولوجي. ومن الممكن استخدام تقنيات التقييم المحسنة التي تجسد أوجه التآزر الاقتصادي والبيولوجي المادي والمفاضلات لتوجيه هذه الاستثمارات واتخاذ قرارات بشأن تصميم البنية التحتية وما يرتبط بها من تغييرات في استخدام الأراضي... يتبع.

مشاركة :