الترشيد الاستهلاكي يجنب المواطنين «أزمة راتب شوال»

  • 5/29/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه بعض المواطنين عادةً أزمة سيولة خانقة خلال شهر شوال القادم، لاستنزافهم راتب رمضان في الشراء لحاجيات عيد الفطر المبارك، الذي  باتت تتسع دائرة متطلباته عاماً بعد آخر، الأمر الذي يستلزم التنبه لهذه المعضله السنوية والتعامل بذكاء وحكمة مع ميزانية هذا الشهر المرتبط بالكثير من المناسبات تزامناً مع موسم الإجازة الصيفية. ويؤكد الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن أحمد الجبيري بأن القوة الشرائية تتزايد خلال موسم عيد الفطر المبارك لتلبية احتياجات المستهلكين من السلع والتي تتمثل في المأكولات والمواد الغذائية والملابس والهدايا والعطور، مشيراً إلى أهمية ترشيد الاستهلاك وتوازنه بما يضمن عدم تحميل الأسر أعباءً مالية، وأكد على أن الترشيد في مصروفات العيد يتطلب معه الترشيد في مفهوم الاستهلاك العام كالفواتير والذي يمكن توظيف الفائض منه لمستلزمات العيد، وتابع أن المقصود بترشيد الاستهلاك بشكل عام هو الاستعمال الأمثل للموارد والأموال بالتّوازن في الإنفاق الرشيد المعتدل مما يحقق معه منفعة للمستهلك وذلك عبر إجراءاتٍ وخططٍ واعية. وأشار الجبيري إلى أن القناعة والرضا وعدم التقليد والمفاخرة لها دور مهم في كبح جماح الاستهلاك غير المتزن وهو ما يفضي إلى الاستقرار المالي للأسرة وليس من الأهمية بمكان اتخاذ الميسورين كقدوة في الإنفاق ذلك لأن لكل شريحة ظروفها المالية التي تختلف من أسرة إلى أخرى وقال لقد لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دوراً في تعزيز المفاخرة فنجد الصور والتغريدات والرسائل التي تكتظ بالمفاخرة في شراء سلعة ما وتصويرها أو حضور مناسبة ذات تكاليف عالية، مشيراً إلى أن الحسابات الإعلانية للمشهورين ممن لديهم الكثير من المتابعين زادت من الطين بلة في جذب المستهلكين لشراء سلعاً غير ضرورية وذلك لمجرد الإعلان عنها فقط. وطالب الجبيري بتوخي المصداقية من قبل المعلنين ودراسة قرارات الشراء بجدية وأهمية كبيرة من قبل المستهلكين محدداً خطوات ترشيد الاستهلاك في موسم العيد كالتالي: أولاً: تضافر جهود الأسرة بتحديد أولويات الشراء ضمن خطة تشمل الأسعار والاحتياجات وأماكن توافرها بأسعار أقل ومقارنتها بدخل الأسرة.  ثانياً: دراسة مواصفات السلع وجودتها وأماكن بيعها ووقتها حيث إن الوقت مهم فالكثير يعمد إلى شراء السلع في ليلة العيد وهو ما يجعل التاجر يرفع الأسعار لارتفاع الطلب عليها في حين أن المستهلك الرشيد يعمد إلى شراء هذه السلع خلال شهر شعبان مثلاً لأن الأسعار أقل كثيراً.   ثالثاً: هناك تحارب ناجحة من خلال الشراء عبر مواقع موثوقة في الإنترنت وهذه تتميز بجودتها وسعرها المنخفض وسرعة وصولها وتقليل المصروفات المترتبة على الشراء المباشر من السوق. رابعاً: تقليص مظاهر المناسبات غير الضرورية والتي عادة ما يكون فيها هدر للغذاء حيث تشير دراسة أجريت عام 2016 أن معدل الاستهلاك الغذائي للفرد في السعودية يصل إلى 427 كغم للشخص الواحد سنويًا، أي ثلاثة أضعاف المتوسط ​​في أوروبا وأميركا الشمالية في حين أظهرت دراسة أجرتها إحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال تقديم الخدمات الشاملة عن أبحاث السوق مطلع هذا العام، أن قيمة الفاقد والهدر الغذائي في المملكة يقدر بنحو 13.3 مليار دولار (49.9) مليار ريال سنوياً. خامساً: الاستفادة من عروض التخفيضات الحقيقية ومحلات البيع بالجملة.  وأكد الجبيري على أهمية التخطيط الجيد للمصروفات من خلال الدخل الثابت للأفراد وعدم الاقتراض من أجل الاستهلاك أو السفر وتقليص الشراء بالبطاقات الائتمانية للمنتجات التي تتم عن طريق الشراء عبر المتاجر الإلكترونية فقط كونها أحد وسائل الشراء المعتمدة والمضمونة. ‏‫

مشاركة :