انتشر استخدام حليب الإبل على نطاق واسع كونه من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية والجزيئات التي تعزز الصحة. وعلى الرغم من أنه لا يمكن اعتبار هذا الحليب من “الأطعمة الخارقة”، بغض النظر عن حقيقة أن هناك الكثير من الأدلة حول فوائده الصحية، لكن دراسة جديدة أثبتت أن منتجات حليب الإبل يمكن أن تكون لها فوائد كبيرة للمرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني. ويتكون الحليب من الدهون والبروتينات، بما في ذلك الغلوبولين المناعي (الأجسام المضادة التي تنتجها خلايا البلازما) والحويصلات (سائل ينتج عن الخلايا المحاطة بغشاء دهني)، وكذلك الفيتامينات والمعادن. وبالنظر إلى هذا التعقيد في المكونات، اختار الباحثون التحقيق فقط في الدهون الموجودة في حليب الإبل، وتأثيرها على جانب من مرض السكري المعروف باسم “الالتهاب”. ويمكن القول إن مرض السكري من أكبر المشكلات الصحية العالمية الحالية، ومن المعروف أن الالتهاب في دهون البطن حول الخصر هو “ميزة” خطيرة لمرض السكري من النوع الثاني. دراسة جديدة تقترح الصوم كعلاج جديد لمكافحة السمنة وعادة ما يكون “الالتهاب” طريقة للتعامل مع العدوى مثل الفيروسات، لكن الذين يعانون من السمنة المفرطة وداء السكري لديهم التهاب مزمن مستمر، يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات لدى مرض السكري، بما في ذلك أمراض القلب والسكتات الدماغية. وتوجد خلية تسمى “البلاعم” في دهون البطن، وهي المحرك الرئيسي في تطور هذا الالتهاب، لذلك درس الباحثون ما إذا كانت الدهون في حليب الإبل قادرة على منع البلاعم الموجودة في الدهون من أن تصبح ملتهبة. وأظهرت التجارب، أن الأحماض الدهنية في حليب الإبل تقلل من الالتهابات التي تنتجها هذه البلاعم، وكان من النتائج المثيرة للاهتمام بشكل خاص، أن مركبات البروتينات المعروفة باسم “الالتهاب” قد انخفضت بواسطة هذه الدهون. في المقابل، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين ما إذا كان حليب الإبل “يشفي” من مرض السكري، أو إذا كان من شأنه أن يقلل الالتهاب إذا كان الشخص المصاب بمرض السكري من النوع 2 يتناوله بانتظام. وتشير البيانات الجديدة إلى أن هذا الحليب قد يلعب دورا في الحد من الالتهاب الذي يعد جزءا رئيسيا من مرض السكري من النوع الثاني. وهذا ما يستدعي القيام بالمزيد من التجارب البشرية لإثبات مدى صحة هذه النتائج. المصدر: ساينس ألرت
مشاركة :