القاهرة«الخليج»حققت مصر، خلال الساعات الماضية، واحدة من أهم الضربات ضد الإرهاب، بالحصول على الإرهابي هشام عشماوي، عقب زيارة قام بها اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، إلى ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، حيث كانت ليبيا قد ألقت القبض عليه في مدينة درنة في شهر أكتوبر الماضي.ووصل عشماوي إلى القاهرة، مساء أمس الأول، وأصبح في قبضة رجال المخابرات المصرية، مع بهاء أبو المعاطي، حرسه الشخصي وصندوق أسراره.وكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، فور وصول عشماوي إلى مصر، كلمة على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وجه فيها «تحية إجلال وتقدير وتعظيم لرجال مصر البواسل، الذين كانوا دائماً صقوراً تنقض على كل من تُسوِّل له نفسه إرهاب المصريين، فهؤلاء الأبطال لا يخافون في الحق لومة لائم، وقد أقسموا على حفظ الوطن وسلامة أراضيه. تحيةً وسلاماً على مَن كان الدرع وقت الدفاع وكان السيف وقت الهجوم». وأكد الرئيس السيسي، «أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته، ولن تنتهي، قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداءً لأجل الوطن.. عاشت مصر برجالها».ويعد هشام عشماوي أخطر إرهابي تآمر ضد مصر، ليس فقط لأنه تعلم فنون القتال في صفوف قوات الصاعقة المصرية، ويعلم الكثير من تكتيكات الجيش المصري، قبل فصله من الخدمة بالقوات المسلحة، وإنما لأنه أحد أخطر أذرع الإرهاب في سيناء والمنطقة العربية، حيث تنقل بين مصر وسوريا وتركيا وليبيا، وكان له دور قيادي بارز في تنظيم «أنصار بيت المقدس» بسيناء، وتنظيم «المرابطون» في ليبيا. ويعد المسؤول عن أشد الهجمات الإرهابية ضراوة ضد مصر بداية من سيناء، والصحراء الغربية، ومحافظات الصعيد، حيث ركز هجماته الإرهابية ضد الجيش المصري والشرطة والأقباط، كما أن لديه كنز معلومات عن التنظيمات الإرهابية في عموم المنطقة العربية، إذ كان يتمتع باتصالات واسعة مع العديد منها، وكذلك الدول التي تمول وترعى الإرهاب.ويحمل السجل الإرهابي لعشماوي قائمة طويلة من الجرائم، فهو متهم رئيسي في محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق عام 2013، ومتهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ الهجوم على كمين الفرافرة في يوليو 2014، الذي استشهد فيه 22 عسكريا، ومتهم بالتخطيط لاغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، والإعداد والتخطيط لاستهداف الكتيبة 101، الذي استشهد فيه 29 عسكريا، وتنفيذ الهجوم على كمين كرم القواديس بسيناء، وعن العديد من الهجمات على الأقباط في صعيد مصر، وتنفيذ هجوم الواحات، الذي استشهد فيه 16 من رجال الشرطة. وقد أشاد الأزهر الشريف بالجهود المبذولة في محاربة الإرهاب ومواجهته، مثمنا، في بيان له أمس، تضافر الجهود بين الدول في القبض على الإرهابيين وتسليمهم، فذلك يعد خطوة مهمة في الحرب على الإرهاب. وأكد الأزهر أن الجيش المصري والشرطة يقدمان أروع الأمثلة في المحافظة على أمن الوطن واستقراره، كما أنهما يرسلان رسالة أنه لن يستطيع أحد أن يفلت من العقاب، خاصة إذا كان يتعلق بمن أراق دماء الأبرياء، سائلًا الله تعالى أن يتغمد أرواح الشهداء بواسع رحمته، وأن يحفظ عالمنا من شرور الإرهاب وينعم علينا بالأمن والاستقرار.
مشاركة :