قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي "يحيي التليدي"، المعروف أن المستشار لرئيس دولة ما يقدم نصائحه وآراءه لحاكمه وليس لحاكم دولة أخرى كما فعل مستشار أردوغان ياسين أقطاي الذي وجّه رسالة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- تحدث بكذب وافتراء أن السعودية لا تقوم بواجبها تجاه قضايا المسلمين في العالم كما تفعل تركيا. وفي التفاصيل، تساءل "التليدي" في حديثه لـ "سبق": هل يريد أقطاي من السعودية المتاجرة بعذابات اللاجئين السوريين، عندما جعلهم أردوغان ورقة يبتز الأوروبيين بها مقابل بلايين الدولارات، أم يريد أقطاي أن تدعم السعودية القضية الفلسطينية فقط بالشعارات الجوفاء كما يفعل رئيسك أردوغان الذي فعل كل شيء لإرضاء الكيان الغاصب، فبخلاف التطبيع، تضاعف حجم العلاقات التجارية بين البلدين الحميمين إلى ما يربو على 10 بلايين دولار. وأضاف: هل تناسى أقطاي بغباء أن السعودية لديها تاريخ طويل ومشرّف في مساندة الدول الإسلامية الفقيرة، والوقوف بجانبها في الكثير من المواقف والمحن، حتى تتجاوز أزماتها بسلام. وأشار إلى أن المبلغ الإجمالي للمساعدات السعودية الإجمالية وصل لأكثر من ١٢٢ بليون ريال كان للدول الإسلامية النصيب الأكبر من هذه المساعدات، فيما بلغ عدد المشروعات الإنسانية المقدمة للدول الإسلامية نحو ٩٩٩ مشروعًا في ٤٣ دولة نفذت عبر ١٥٠ شريكًا من المنظمات الدولية والأممية والوطنية وحكومات الدول المستفيدة من المساعدات، بالإضافة إلى أن السعودية قامت بإنشاء المساجد ودور العلم في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وتزويدها بملايين النسخ من المصحف الشريف، والمراجع ذات العلاقة بتبصير المسلم بأمور دينه ودنياه، بما يضمن عيشه بسلام وفعالية لمجتمعه. وأردف "التليدي": أود سؤال المدعو أقطاي مَن الدولة التي وقفت مع تركيا عندما تعرض اقتصادكم لأزمة حادة في 1978م .!؟ أليست السعودية وحدها هي من وقفت إلى جانب تركيا في محنتها، وأقرضتها قرضًا طويل الأجل، تصل فترة سداده إلى 30 عامًا وبشروط سهلة وميسرة، هذا غير المساعدات غير المستردة والتي بلغت 8.217 بليون ريال، فالسعودية يا سيد أقطاي قائدة للعالم الإسلامي، منحت دولتك تركيا مساعدات وصلت إلى نحو 11 بليون ريال. وأضاف، يا سيد أقطاي عندما تتحدث وكأن تركيا دولة إسلامية، وتناسيت أن نظامكم علماني وليس نظامًا إسلاميًا، تناسيت أيضًا أنه يوجد في تركيا أكثر من 15 ألف بيت دعارة مرخص، وأن اسطنبول وأزمير وأنقرة هي من أكثر مدن العالم في تجارة الجنس، هذا غير مسيرات فخر ومجلة للمثليين، لذلك أعتقد يا أقطاي أنكم آخر من يتكلم عن الإسلام وقضايا المسلمين. وأكد "التليدي" أن حديث مستشار أردوغان عن سلمان العودة وعوض القرني، بأن السعودية تنوي إعدامهما، فذلك ادعاء كاذب روّج له إعلام تركيا بإيعاز منكم أولاً، وهؤلاء كما يدعى أنهم علماء لم يكونوا يومًا من الأيام علماء وحتى هم لم يقدموا أنفسهم كعلماء، بل ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين والذين يستخدمهم رئيسك أردوغان مخلبًا لتحقيق أهدافه ومخططاته في المنطقة، وثانيًا هم تحت المحاكمة وقد سمح لهم بتوكيل محامٍ والذي هو شخصيًا من نفى مزاعمكم الكاذبة. وتابع: بغض النظر عن الهدف من حديثه المفضوح ونواياه الخبيثة، ألا تشعر بالخجل وهو يدافع عن 3 معتقلين يتمتعون بكامل حقوقهم، ورئيسه أردوغان معتقل آلاف الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الرأي في سجون تركيا وتمت تصفية المئات منهم.! وأوضح "التليدي" أن أقطاي ذكر أن تركيا أردوغان لا تضمر العداء للسعودية، وهو الخطاب نفسه الذي نسمعه من المسؤولين في إيران، فمن يتابع سياسات رئيسه أردوغان يعرف مدى جنونه وسعاره المستمر للنيل من السعودية.. ألم يستغل قضية خاشقجي، التي طال صياحكم ونباحكم حولها، لاستعداء العالم على السعودية وقيادتها، وسعيه لإقناع الرئيس الأمريكي ترامب بأن تتخلى الولايات المتحدة عن تحالفها الإستراتيجي مع السعودية، لتحل تركيا بديلاً عنها لأنه يريد أن يكون كبير الشرق الأوسط، لكن واشنطن تجاهلته وتمسكت بالسعودية وسياستها المتوازنة والواضحة، لتواصل دورها الحيوي في قيادة العالمين العربي والإسلامي. وواصل "التليدي"، رده قائلاً: يا سيد أقطاي ألم يعلن رئيسك أردوغان عداءه الصريح للسعودية قيادةً وشعبًا، وردد ذلك أكثر من مرة في شوارع إسطنبول وعلى صفحات وشاشات إعلامكم، بل سعى لاستعداء العالم على السعودية وقيادتها، لذلك أعلم أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليس وحده من لا يكن الود لكم بل السعودية حكومةً وشعبًا يعادون من يعاديهم. وأكمل: تتحدث يا سيد أقطاي عن الهاوية لأن رئيسك أردوغان وضعكم على حافة هاوية سحيقة، وتريد أن تخاطبنا ونحن لا نشاهد إلا عنان السماء! ومن محاسن القدر أن رسالتك بالأمس تزامنت مع تحقيق السعودية أكبر تقدم بين الدول الأكثر تنافسية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019IMD، وحصلت على المرتبة (26) متقدمة بـ (13) مرتبة عن العام الماضي، كما احتلت المملكة المرتبة (7) من بين مجموعة دول العشرين G20. السعودية دائمًا ما تلجم الأقزام أمثالك بأفعالها التي تسبق أقوالها وستستمر في مشروعاتها التطويرية والإصلاحات نحو تنمية البلاد وبناء الإنسان. واختتم "التليدي" حديثه قائلاً: "اعلم يا سيد أقطاي أنك مستشار فاشل وغير مؤهل بدليل أنك وضعت رئيسك أردوغان في وضع لا يُحسد عليه؛ لذلك سأوجه لكم النصيحة فأنتم في أمس الحاجة إليها أكثر من غيركم.. يا سيد أقطاي لا يمكن للأكاذيب التي يروجها رئيسك أردوغان لشعبه أن توفر لهم فرص عمل للحد من نسبة البطالة، أو أن توقف انخفاض قيمة الليرة وما يتبعها من تدهور اقتصادي شامل.. دولتكم مقبلة على المزيد من الصراعات والأزمات ولابد من تصحيح وضع اقتصادكم بعد عبث أردوغان ومستشاريه وأنت أحدهم، وذلك يحتاج إلى سنوات، وهذه المهمة تتطلب قيادة جديدة وعقلية مختلفة جدًا، ليست عقلية رئيسك أردوغان الشعبوية الفارغة.
مشاركة :