كنت استمع إلى حوار مع باحث يمني في إذاعة (مونت كارلو)، وكان من بين الأسئلة احتمالية اندلاع الحرب بين أمريكا وإيران في المنطقة؟ وكان جوابه: (ما حاجتهما إلى الدخول في حرب مباشرة، ما ظلت هناك حرب مندلعة بين الطرفين في اليمن منذ أربع سنوات). حين نتأمل هذا الرأي نجده صحيحا، فالحوثيون كمليشيا موالية لإيران أثبتت خلال الأيام الأخيرة أنها ستقف الى جانب (إيران) ضد أمريكا، لكن باستهدافها للسعودية والإمارات العربية المتحدة، من خلال قصفها محطتي ضخ نفطي للسعودية وقصف نجران وجدة ومكة المكرمة بالصواريخ الباليستية. هذا الموقف من قبل الانقلابيين الحوثيين نعرفه منذ سنوات طويلة، لكن ما يثير الاستغراب حقا هو موقف (بريطانيا) و(فرنسا) و(ألمانيا) ودول أوروبية أخرى من التماهي والوقوف مع الحوثيين الانقلابيين الذين لا يخفون ولاءهم السياسي والعسكري والعقائدي لإيران والمرشد الأعلى الإيراني! ولديهم خبراء عسكريون من (الحرس الثوري الإيراني) و(حزب الله اللبناني) لتطوير أسلحتهم وصواريخهم الإيرانية في اليمن ضد الجيش الوطني للحكومة الشرعية! بل إن وزير الخارجية البريطاني ذهب إلى ما هو أكثر من ذلك، حين طالب منذ يومين السعودية والإمارات بإيقاف الحرب في اليمن التي وصفها بـ(القذرة)! ولا نعرف إذا كان قد وصفها بالقذرة لأن إيران تمولها عسكريا وماليا وتمد الحوثيين بالأسلحة والمتفجرات والصواريخ! أم لأن البريطاني (مارتن غريفيث) مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن أظهر تعاطفه ومساندته للحوثيين في مسرحية ادعاء إخلاء موانئ الحديدة؟! ويمتدح الإرهابي (عبدالملك الحوثي) في جلسات الأمم المتحدة! السؤال الأهم: لماذا هم لا يريدون للتحالف العربي بقيادة السعودية أن يحرر اليمن بأكمله من الحديدة حتى تعز وصنعاء؟.. لأنهم باختصار لا يريدون للعرب أي انتصار في أي حرب في المنطقة أو الشرق الأوسط، لكي نظل نحن بحاجة إليهم، وإلى جيوشهم وأسلحتهم.. يفعلون هذا الأمر في اليمن وكذلك في ليبيا، وقريبا سوف يدخلون على خط الأزمة السياسية في السودان لتمديدها نكاية بالجيش السوداني. هذه هي أجنداتهم في البلاد العربية كلها.. من الخليج إلى المحيط.
مشاركة :