الصين تلوّح باستعمال سلاح المعادن النادرة للرد على ترامب

  • 5/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ردّت الصين على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر شركة "هواوي"، إذ أعلنت الأخيرة، اليوم الأربعاء، أنها بصدد تقديم شكوى أمام القضاء الأميركي ضد إدارة ترامب، في حين تهدد بكين بخفض صادراتها من المعادن النادرة التي تدخل في الكثير من صناعات التكنولوجيا الأميركية. وفي مواجهة ترامب، هددت وسائل إعلام صينية ومسؤولون سياسيون بخفض صادرات عناصر ومعادن الأرض النادرة إلى الولايات المتحدة، ما قد يحرم واشنطن من موارد أساسية للتكنولوجيا الفائقة. وتؤمن الصين أكثر من 90% من الانتاج العالمي لمجموعة من 17 معدناً أساسياً للتكنولوجيا العالية، وتدخل في صناعة الهواتف الذكية وشاشات البلازما والسيارات الكهربائية فضلاً عن الأسلحة. ولدى سؤاله عما إذا كانت العناصر النادرة ستشكل سلاحاً انتقامياً في وجه الولايات المتحدة، نشر مسؤول في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، وهي وكالة نافذة للتخطيط الاقتصادي، مساء الثلاثاء، بياناً اتّسم بلهجة تهديد. وقال: "إذا أراد أحد استخدام مواد مصنّعة انطلاقاً من عناصر الأرض النادرة التي نصدّرها، لوقف تطوّر الصين، فأعتقد أن (...) الشعب الصيني لن يكون مسروراً للأمر". العناصر النادرة "كسلاح" وجاءت هذه التعليقات في أعقاب زيارة الرئيس شي جين بينج الأسبوع الماضي لشركة صينية ضخمة لاستخراج عناصر ومعادن الأرض النادرة، واعتبرت هذه الزيارة بمثابة تهديد ضمني بعد حظر واشنطن تعامل الشركات الأميركية مع "هواوي". وخلال زيارته للشركة، أشار شي إلى أنّ هذه المنتجات "ليست فقط مورداً استراتيجياً مهمّاً فحسب، بل مورداً غير متجدّد". وقالت "وكالة الصين الجديدة للأنباء"، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعرض نفسها لخطر فقدان الامدادات بالمواد الرئيسية لتكنولوجيتها القوية، عبر شنّ حرب تجارية على الصين". وحذّرت صحيفة "غلوبل تايمز" الرسمية الصينية، من أنه "في حال حاولت الولايات المتحدة عرقلة عجلة التنمية في الصين، فعاجلاً أم آجلاً ستستخدم (بكين) العناصر النادرة كسلاح". وقال محلّلون إنّ الصين تبدو قلقة من إمكانية استهداف واشنطن لقطاع المعادن في المستقبل، وربما تخشى أن تسارع دول العالم إلى البحث عن إمدادات بديلة لهذه المواد. وكتبت "غلوبل تايمز": "في حال قررت الصين وقف صادرات العناصر النادرة إلى الولايات المتحدة، فهذا قد يتسبب بتداعيات معقدة، بما في ذلك خسارة للصين نفسها". وأضافت أن "الصين تدرك جيداً أن الولايات المتحدة هي أكثر من سيعاني من ذلك". حظر "غاشم" من جهتها، شنّت شركة "هواوي" الرائدة عالمياً في تقنية شبكة اتصالات الجيل الخامس، هجوماً على إدارة ترامب على الصعيد القضائي، إذ طلبت من القضاء الأميركي إبطال تشريع "غاشم" صدر العام الماضي يمنع الوكالات الفدرالية الأميركية من شراء منتجاتها. والشركة التي باتت مدرجة على اللائحة الأميركية للشركات التي تمثّل خطراً والمتهمة بالتجسس لصالح بكين، قدّمت شكوى في مارس ضد هذا القانون، بدعوى أنّ الكونغرس فشل في تقديم أي دليل يبرر القيود "غير الدستورية" التي تستهدف الشركة. وقال المسؤول القانوني في الشركة سونج ليوبينج في مؤتمر صحافي عقده في مقر الشركة في شينزين في جنوب الصين، إن "الإدارة الأميركية لم تقدم أي دليل يظهر أن هواوي تمثل تهديداً للأمن. ليس هناك لا سلاح ولا دخان. مجرد افتراضات". وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، نقل التلفزيون الحكومي "سي سي تي في" عن ليوبينج تنديده بالإرادة الواضحة لإدارة ترامب "بطرد هواوي من السوق الأميركية"، والحظر "الغاشم" الذي يستهدف عمليات شراء معداتها من جانب الوكالات الفدرالية. وفي مؤشر نادر إلى تهدئة التوتر المتزايد بين البلدين، أقرّت وزارة الخزانة الأميركية الثلاثاء، أنّ الصين، لم تتلاعب بقيمة العملة الوطنية، وهو الاتهام الذي كان الأكثر استخداماً من جانب ترامب في الماضي، لإثبات أن بكين تمارس منافسة غير عادلة تجاه المستثمرين الأميركيين.

مشاركة :