واشنطن تربط «التطبيع» مع دمشق بتنفيذ 2254

  • 5/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، اقترح على نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن في نيويورك، أن «تساعد في تطبيع» وَضْع الحكومة السورية مع المجتمع الدولي، مقابل «التطبيق التدريجي» للقرار 2254 الذي رسم خريطة طريق للتسوية السياسية للحرب السورية.وأكد الدبلوماسي، الذي حضر الجلسة المغلقة أيضاً، أن الولايات المتحدة وروسيا شرعتا في محادثات ثنائية مكثفة في نيويورك، على هامش الاجتماع بشأن الجهود الدبلوماسية لوضع حدّ للحرب المتواصلة منذ أكثر من 8 سنوات، سعياً إلى إحداث اختراق يمكن أن يساهم في تيسير مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، ولكن من دون أن يتضح على الفور ما إذا كانت هناك أي بارقة أمل للجم التصعيد العسكري الواسع في شمال غربي البلاد. وأضاف أن «هناك أيضاً محادثات ثلاثية بين القوتين العظميين والأمم المتحدة في شأن المضي إلى الأمام».وانعكست هذه الأجواء في مجيء وفدين رفيعي المستوى من كلّ من واشنطن وموسكو إلى نيويورك، إذ حضر كلّ من فيرشينين وجيفري شخصياً هذه الجلسة المغلقة لمجلس الأمن؛ حيث قدّم المبعوث الدولي إحاطة جديدة، وصفها دبلوماسيون بأنها «حذرة حيال الجهود التي يبذلها على أكثر من محور من أجل العودة إلى المحادثات السورية - السورية، برعاية الأمم المتحدة». وأجرى فيرشينين وجيفري محادثات ثنائية، شارك في جانب منها بيدرسن. وقال دبلوماسي متابع لما يحصل، إن «هذا الحضور الرفيع المستوى لم يأتِ صدفة، بل استناداً إلى معطيات ظهرت بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في منتصف مايو (أيار) الماضي إلى منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود؛ حيث اجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل أن يستقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».ولفت دبلوماسي إلى أن «هناك نقطتين جديدتين، الأولى تتعلق بإفصاحه أمام الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن أن مشكلة الأسماء الستة المتصلة بتشكيل اللجنة الدستورية لا تزال عالقة، لأن الحكومة السورية تريد أن تختار كل هذه الأسماء الستة، بينما اقترحت روسيا أن تختار الأمم المتحدة اثنين، وأن تسمي مجموعة آستانة 4 أسماء»، ملاحظاً أن «نائب وزير الخارجية الروسي عبّر عن ثقته بأن سيجري تجاوز هذه العقبة قريباً». وأضاف أن «المشاورات لا تزال جارية أيضاً في شأن قواعد العمل في اللجنة الدستورية عند إنشائها». وأفاد أن «النقطة الثانية المهمة التي قالها بيدرسن هي أنه من الصحيح أن تكون العملية السياسية سورية القيادة والملكية، بيد أنها تحتاج إلى دعم من المجتمع الدولي عبر مجموعة جديدة تجمع بين مجموعة آستانة، التي تضم كلاً من روسيا وتركيا وإيران من جهة، والمجموعة المصغرة التي تضم كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومصر والسعودية والأردن من الجهة الأخرى. واقترح بيدرسن القيام بخطوات أحادية من كل الأطراف، من أجل إطلاق الأطفال والنساء والعجزة المحتجزين لدى كل الأطراف «للمساهمة في عملية بناء الثقة المطلوبة».على إثر الاجتماع، صرّح بيدرسن أن «المناقشات كانت جيدة للغاية»، موضحاً أنه حدد «5 أولويات»، أبرزها إيجاد حلّ للوضع المتفجر في إدلب وما سماه «الوضع الرهيب الذي يواجهه المدنيون هناك». وإذ أكد أن «هناك جماعة إرهابية تهيمن على معظم إدلب (...) وهناك شرعية لمحاربة الإرهاب»، شدد في الوقت ذاته على أن «هناك حاجة إلى احترام القانون الإنساني الدولي». وأكد أنه يتلقى الدعم لما نقوم به بخصوص اللجنة الدستورية، وما نقوم به في شأن المختطفين والمحتجزين والمفقودين، فضلاً عن دعم عملية جنيف والحل السياسي.وأشار إلى «مناقشات مع روسيا وتركيا حول احترام اتفاق وقف النار»، لكننا «نحتاج إلى تنفيذ على أرض الواقع». وعبّر عن اعتقاده بأن «التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا ضروري، لنكون قادرين على المضي في العملية السياسية، وما أسمعه من كليهما إيجابي»، مضيفاً أن «الأمور تتحرك إلى الأمام».وسئل عن التصعيد العسكري في إدلب، فأجاب: «أثبت أكثر من 8 سنوات أنه لا يوجد حل عسكري (...) نحن نجازف بسيناريو (لا حرب ولا سلام) حيث تستمر الأمور في التعقيد». ودعا إلى «فهم التحديات الخطيرة في إدلب»، مضيفاً أنه «سيكون خطأ خطيراً إذا لم أضغط من أجل حلّ سياسي».وقال جيفري إن الولايات المتحدة تطالب «بتنفيذ وقف النار في إدلب، والتعامل معه في أسرع وقت ممكن»، موضحاً أن «المدنيين تتعرض حياتهم وأماكن لجوئهم للخطر، ونحن نتحدث هنا». وأضاف: «تحدثنا عن الجهود الطويلة الأجل لحل الأزمة في سوريا منذ عام 2011 (...) نريد حلّ هذا الصراع ليس فقط للأبعاد الداخلية، ولكن أيضاً لأنه جلب 5 قوى خارجية إليه، وهناك مخاطر خاصة». وأكد أن إيران «تستهدف الأصدقاء والحلفاء في المنطقة». وإذ أشار إلى اجتماع بومبيو في سوتشي مع لافروف وبوتين، أظهرت «طريقة محتملة للمضي قدماً لرؤية التنفيذ خطوة بخطوة للقرار 2254، في مقابل خطوات تسمح بالحكومة السورية التي تلتزم 2254. والعودة إلى المجتمع الدولي مجرد وسيلة محتملة للمضي قدماً، حتى الآن لم تر خطوات مثل وقف النار وعقد لجنة دستورية من شأنها أن تمنحنا الثقة بأن نظام الأسد يفهم ما يحتاج إلى القيام به للمساعدة في إنهاء النزاع».وقال فيرشينين: «ناقشنا الوضع في إدلب، والتزام تنفيذ كل الاتفاقات التي وقّعناها. أعني اتفاق سوتشي، (العام الماضي)، بشأن وقف النار في إدلب، وفي الوقت نفسه التزامنا مكافحة الإرهاب»، موضحاً أن «جبهة النصرة» التي تسيطر على إدلب «مدرجة في قائمة الجماعات الإرهابية التي أعدّها مجلس الأمن».وسئل عن مهاجمة المستشفيات، فأجاب: «يرجى توخي الحذر الشديد والتحقق من كل مصادر المعلومات (...) ما نفعله ذكي وموجه ضد الإرهابيين». وقال كذلك: «المحادثات في سوتشي كانت إيجابية وبناءة، ونحن على استعداد لتنسيق جهودنا، والتنسيق مع أي شخص، ولدينا شركاء أميركيون أيضاً على أساس التزامنا المشترك بسيادة سوريا وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، والآن لا يتعلق الأمر فقط بالخطوة الأولى، من يتعين عليه القيام بهذه الخطوة الأولى، ولكن أيضاً حول الرؤية المشتركة، كيف نريد أن نحصل على تسوية سياسية مستدامة في سوريا، مقبولة من جميع السوريين ومن المنطقة، ومصادق عليها من مجلس الأمن».

مشاركة :