عطلة بلا عطلة

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 76
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن ديوان الخدمة المدنية عطلة عيد الفطر السعيد خمسة أيام اعتبارا من الثلاثاء، سواء كان هذا الثلاثاء عيداً أم متمماً لشهر رمضان، المفارقة أنه منذ إقرار مجلس الوزراء قبل سنوات الثلاثين من رمضان عطلة رسمية ورمضان 29 يوماً، أو أن يأتي «الثلاثون» يومي الجمعة والسبت فحتى علم الفلك والفلكيون يعاندون الكويتيين وعطلتهم!عدد أيام العطلة ليس قضية، لكن القضية تكمن في مفهومها وارتباطها بمطار الكويت الدولي - قبلة المعطلين والمنتقدين لتقادمه وسوء خدماته - ورغم أن المطار صار ثلاثة مطارات لكن الشعب لا يكفيه ثلاثين مطاراً حتى!نعود للمفهوم «غير المفهوم» في ارتباط الإجازات والعطل الرسمية بالهرولة نحو المطارات والسفر الى أي وجهة كانت، فالبقاء في البلد وقت الإجازة صار خيار من لا خيار له!يعتقد الكويتي أن السفر في كل عطلة حق مكتسب، بل وربما يسعى إلى تحميل الحكومة تكاليف تسفير الشعب أو إسقاطها عنه، وفي تكلفة السفر إسقاط غريب على الحالة المادية للمسافر، اذ لوحظ أن ثمة علاقة عكسية بين الوضع المادي والسفر، فالذين يعيشون في بحبوحة اقتصادية لا يستهويهم السفر إلا بهدف: تجارة عمل أو شراء عقار أو علاج لا سمح الله، السفر لأجل السفر استثناء في حياتهم المترفة، أما الفئة المطحونة، المثقلة بالقروض والإيجارات، التي لا تمتلك سكناً، تبدو كمن يمتلك طائرة خاصة في جوب القارات ولا عزاء للبطاقات الائتمانية!غريب تعامل الشعب الكويتي مع السفر على طريقة: أهرب منك إليك ولا مفر، لذا تجده يفصل زيادة العطل على زيادة الرواتب، ولو استطاع الجمع بين الاثنين فهو الأحب الى قلبه!نعود الى اختلاط مفهوم العطلة بالسفر وارتباطها به، دع عنك مفهوم العطلة، وركز معي في مفهوم السفر، فـ«سفر الكويتي يختلف عن سفر أي مسافر آخر»، فهو يقوم بتكويت العاصمة التي يزورها، يجهز قوائم التسوق والأكل، ومطعمة ببعض المناطق السياحية، ويلزم كل كويتي قادما إلى المدينة نفسها زيارة الأماكن نفسها وشراء المقتنيات نفسها بل تعدى الأكل في المطاعم نفسها، إلى تسمية الأكل الذي «لازم» يأكله في هذا المطعم أم ذاك وهذه القوائم الكويتية لاقت رواجا في المنطقة، وصارت محل تندر فهي جهد يستحق التقدير في توحيد الذوق العام، وليس كل جهد مفيدا فهذا الجهد قام بتدمير كل مواطن الجمال الكامن في الاختلاف!الكويتي المختلف عملة نادرة، لكنها نزلت الأسواق في إصدار حديث، لجيل جديد يغير المفاهيم بعمله لا بتنظيره، لم ينقل الكويت إلى الأماكن التي يزورها، بل نقل الأماكن التي زارها إلى الكويت في مشاريع غزت قلب العاصمة، تخاطب معدة الكويتي التي هي أقصر طريق إلى قلبه، فهل تنجح في الحد من سفر الكويتيين؟ الكويتي ظل لسنوات يطلق على أي عاملة منزلية لقب هندية، ولو كانت فيلبينية أو من أي جنسية أخرى، هل سيستمر في إطلاق لقب عطلة على البقاء من دون سفر أم سيعتبر الأمر بمثابة لا عطلة في العطلة؟

مشاركة :