حمى الشراء تجتاح الأسواق قبل العيد

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد الأيام والليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حالة استنفار لدى الأفراد والأسر في مناطق ومحافظات المملكة، استعدادا للتوجه إلى المجمعات والأسواق التجارية التي تحوي الملابس والكماليات ومراكز بيع الحلوى، سعيا لاستقبال عيد الفطر المبارك، ما يُسبب إرباكا وازدحاما ملحوظا في التسابق إلى صناديق المحاسبة، ينتج عنه اندفاع شرائي غير مسبوق الأمر الذي يخلق ضغوطًا على منافذ البيع، وظهور أزمة خانقة في حركة السير حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق تناول وجبة السحور.وعزا مختصون واقتصاديون تكرار حدوث الظاهرة السنوية أو الموسمية التي يعيشها كثيرون خلال هذه الفترة إلى عدة عوامل، من أهمها: انخفاض الوعي التخطيطي للدخل المالي للأسرة، وكذلك نشوء بعض العادات والتقاليد الدخيلة المتعلقة بالسلوك الترفي، وأيضا أن الكثيرين ليس لديهم مهارات في التسوق واختيار الأوقات الصحيحة والمناسبة للشراء.وأوضحوا أن تتردد المتسوقين على الأسواق في الشهر الفضيل يتواصل حتى ليلة العيد، فيما فضّل آخرون اللجوء إلى التسوق الإلكتروني تفاديا للزحام والفوضى التي تشهدها الأسواق التقليدية، وهو الأمر الذي سجل ارتفاعا في نسبة التسوق عبر الإنترنت إلى نحو 50% العام الماضي وفقاً لنتائج دراسة أجرتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2018، حيث تباينت نسب التسوق في الدراسة التي شملت عشرة آلاف مستخدم لخدمات الاتصالات، بحسب الفئات العمرية.الأسواق مفتوحة لأوقات متأخرةقالت ماريا الحماد «التسوق للعيد عادة تشعر معها المرأة بالمتعة؛ لأن الأسواق تكون مفتوحة لأوقات متأخرة من الليل، فتستطيع المرأة قضاء حوائجها في ذلك الوقت الطويل، كما يمكنها أن تنتقل بين سوق وآخر في اليوم الواحد، بخلاف الأيام الأخرى التي قد تكون ساعات التسوق قليلة التي تحدد فيها قفل الأسواق في العاشرة والنصف، فيصعب التسوق بشكل متواصل».أما عبير العلي فأوضحت أنها تنهي جميع متطلباتها استعداداً للعيد قبل دخول شهر رمضان، وذلك لقلة الازدحام ولتوافر البضاعة بكافة أنواعها ومقاساتها وأشكالها.وقالت «قد يضطر البعض منا لزيارة السوق، خصوصا عندما تظهر هناك موضة جديدة لابد أن نتعرف عليها وقد نشتريها ونجعل ما اشتريناه قبل العيد لمناسبات أخرى».ارتفاع أسعار الأقمشة والخياطة 45 %اشتكى مواطنون من ارتفاع أسعار الخياطة والأقمشة، حيث ارتفعت أسعار تفصيل ثياب العيد في محال الخياطة الرجالية إلى 45%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ووصل سعر تفصيل الثوب العادي إلى 260 ريالا، بينما كان سعر تفصيله العام الماضي وفي نفس المحال لا يتجاوز 200 ريال. كما شهدت أسواق الدمام ازدحاما ملحوظا بالرغم من ارتفاع أسعار الملابس الداخلية والأشمغة التي زادت بنسبة 50% خلال الأيام الأخيرة.فيما ألقى أصحاب محال بمسؤولية هذا الارتفاع على الشركات الموردة.نقص العمالة الفنيةوبرر خليل جابر (عامل في أحد محال الخياطة الرجالية) ارتفاع أسعار التفصيل هذا العام بزيادة أسعار الأقمشة وأدوات الخياطة ونقص العمالة الفنية المتخصصة في التفصيل والخياطة.فيما علل معاذ عبدالعزيز (عامل في أحد محال الخياطة الرجالية) زيادة الأسعار بتضاعف أجور العاملين بشهر رمضان المبارك، إضافة إلى زيادة ساعات العمل؛ إذ إن بعض المحال أوقفت استقبال الطلبات منذ الأسبوع الأول للشهر الفضيل. وطالب إبراهيم القطان بتدخل الجهات المعنية، وتوحيد قيمة التفصيل، وتكثيف الجولات الرقابية على محال الأقمشة؛ للحد أو القضاء على الزيادات غير المبررة.أوضح مهدي الراشد الذي كان برفقة عائلته، أن ظاهرة التسوق قبل حلول العيد بيوم أو يومين أدى إلى حدوث ظاهرة التدافع والازدحام أمام هذه المراكز وتكدس السيارات بالقرب من مواقع التسوق، ما يربك الحركة المرورية.موضحا أنه قد حصل على راتبه التقاعدي في منتصف الشهر وهذا ما يسر عليه كثيرا في قضاء احتياجات أسرته من ملابس وحلويات خاصة بالعيد، مشيرا إلى أن صرف رواتب موظفي القطاعين الحكومي والخاص في العشر الأواخر من شهر رمضان سبب لتهافت المتسوقين إلى الأسواق والمراكز التجارية.فيما قال محمد زين الدين «تواجدي في السوق محاولة لتوافر بعض متطلبات الأطفال من الملابس، ومع ذلك فما زلنا أيضا نجد متعة في قضاء بعض الأغراض من حلويات وغيرها في وقت الذروة، رغم علمنا أن هذه الفترة غير مناسبة للتسوق بسبب الزحمة وارتفاع الأسعار وعدم التمكن من التركيز في قضاء كل ما تحتاجه الأسرة».الرواتب سببالتدافع والتكدس«التجارة»: لن نتوانى عن التدخل لضبط ارتفاع الأسعارأوضحت لـ«اليوم» وزارة التجارة والاستثمار، أنها لن تتوانى عن التدخل لضبط أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية الأساسية التي تمس حاجة المستهلكين في حال شهدت ارتفاعات غير مبررة. وقالت «تسعى الوزارة لاستقرار أسعار السلع التموينية وتعدد مورديها لخلق منافسة حرة تصب في مصلحة المستهلك»، مشيرة إلى أن الفرق الرقابية للوزارة تقوم بجولات ميدانية مستمرة تستهدف رصد حالات الغش التجاري والتلاعب في الأسعار، ومتابعة التزام المراكز والمحال التجارية بوضع بطاقات الأسعار على المعروضات، والتأكد من مطابقة السعر الموضوع على السلعة مع أسعار صناديق المحاسبة، والتحقق من صحة العروض الترويجية، والتأكد من التزام المنشآت التجارية بتطبيق الأنظمة بما في ذلك نظام العلامات التجارية.30 ألف بلاغوتلقت وزارة التجارة والاستثمار (30.738) بلاغاً على مستوى المملكة خلال الفترة من 15 شعبان وحتى منتصف شهر رمضان 1439هـ، وشملت هذه البلاغات، مخالفات المتاجر الإلكترونية، وعدم توافر قطع الغيار أو الصيانة، وعدم الالتزام بتطبيق شروط الضمان، وعدم الاسترجاع أو الاستبدال، واختلاف سعر الرف عن الكاشير، وعدم صحة الإعلان، وعدم وجود بطاقة سعر على المنتج. ودعت الوزارة عموم المستهلكين إلى التعاون معها، والإبلاغ عن المخالفات التجارية عبر مركز البلاغات بالوزارة على الرقم (1900)، أو عبر تطبيق (بلاغ تجاري)، أو التقدم ببلاغاتهم عبر الموقع الرسمي للوزارة على الإنترنت.أوضحت ريما الصالح أنه جرت العادة أن الناس يتسوقون لعيد الفطر السعيد في الشهر الكريم لإحساسهم بالعيد وقربه، والتجهيز له من كافة الجوانب، كما أن بعضهم الآخر يتسوق في آخر أيام الشهر، اعتقادا منهم أن كل منتج جديد في الأسواق سيتم عرضه في هذه الفترة.وتختلف معها سارة العتيبي قائلة «أقضي حوائجي قبل دخول الشهر الفضيل لتفرغي في أمور أخرى أهم من السوق، ومنذ سنوات أقوم بإنهاء جميع ملابسي أنا وبناتي قبل دخول الشهر، ولا يمكن أن أدخل السوق لاختلاف أسعاره ولازدحام الناس، كما أن البضاعة قبل دخول الشهر وأثنائه لا تختلف تماماً».ملاحقة نزولالموضة الجديدةبرر خالد المرشود ظهور أزمة التسوق خلال هذه الفترة القصيرة وما يصحبها من اختناقات مرورية وارتفاع للأسعار إلى ظهور ما يُعرف بالتخفيضات قبل حلول مناسبة العيد بأقل من ثلاثة أيام، ما يجعل العديد من الأسر ترجئ التسوق إلى هذا الوقت، وهذا ما يتسبب في نشوب هذه الأزمة، مطالبا المتسوقين باغتنام الوقت قبل قرب هذه المناسبة لقضاء وتجهيز أغراض ولوازم العيد.وأكد مازن المنيان أن إصرار الكثير من المتسوقين على التسوق خلال هذه الفترة، قد أفرز العديد من السلبيات منها التدافع لقضاء كل ما تحتاجه الأسرة في وقت ضيق جدا الأمر الذي يتسبب في عدم الاختيار المناسب، خصوصا فيما يتعلق بملابس الأطفال والنساء، ما يستدعي العودة مجددا للزحمة لإعادة هذه الملابس.وبيَّن أنه قد حرص على توزيع شراء متطلبات أسرته على أيام الشهر تفاديا لفوضى الازدحام ولضمان عدم الدخول في ظاهرة التلاعب ورفع الأسعار، التي تظهر بوضوح في الأيام الأخيرة التي تسبق العيد.الزبائن يتحملون ضريبة «تسوق اللحظة الأخيرة»وجه (صاحب مركز للخياطة الرجالية) -طلب عدم ذكر اسمه- باللائمة إلى عدد كبير من الزبائن لعدم اختيارهم الوقت المناسب في تفصيل أثواب العيد؛ «إذ لا يختارون الشهور التي لا تشهد زحامًا كبيرًا، مثل شعبان وما قبله؛ لذلك يجب أن يتقبلوا الزيادة في الأسعار في شهر رمضان، وبالأخص في منتصف الشهر والعشر الأواخر».وقال «الأسعار تختلف بحسب موديل الثوب ونوعية القماش؛ إذ إن الأقمشة السويسرية هي الأعلى سعرًا، ويليها الأقمشة اليابانية والهندية والإندونيسية؛ إذ يصل سعر متر القماش السويسري إلى 250 ريالاً، والياباني إلى 150 ريالاً، وأسعار تفصيل الثياب دون القماش بموسم رمضان تصل إلى 200 ريال، وتختلف من محل إلى آخر».1. سهولة وسرعة التسوق وزيارة أكثر من متجر في نفس الوقت وتصفح آلاف المنتجات عبر جهاز الكمبيوتر الشخصي أو الأجهزة الذكية.2. التسوق في أي وقت.3. الأسعار تكون أفضل في المتاجر الإلكترونية، وذلك لعدة أسباب أهمها: عدم وجود وسيط بينها وبين الموردين.4. وجود آلاف أو ملايين المنتجات على المتجر الواحد.5. بعض المتسوقين لا يفضلون التزاحم ودخول المحال الممتلئة بالزبائن.قالت حنان الشوكان «أرغب في التسوق في شهر رمضان ليس لشراء ملابس العيد فقط، بل كل ما قد أجده مناسبا لي، خصوصاً أن هذه الفترة تكون فيها البضائع جديدة ومحصورة وبقطع محدودة، فالكل يتسابق على الأفضل منها والمناسب».وأضافت «نحن في السوق نرى بعض الناس لا حاجة لهم في السوق، وإنما يقومون بالاطلاع على الجديد والقديم من باب حب الاستطلاع فقط، خصوصاً في هذا الشهر لأن الأسواق تظل مفتوحة لأوقات متأخرة، وهذا ما يشجع الناس على الذهاب والبقاء فتره طويلة بحاجة وبدونها».فيما قالت أميرة المطر «إننا في هذه الأيام قد نذهب إلى السوق من دون هدف معين، بالرغم من أننا أنهينا أهم مستلزماتنا الشخصية المهمة، ولكن نظل نتردد على الأسواق لنرى التحديثات التي طرأت على بعض المحال، حينما يعدونا بأن بضاعة جديدة ستكون متواجدة في الأيام القادمة، فنظل نكرر الزيارة للسوق ليتسنى لنا اقتناء الجديد فيه، واطلاعنا على المستجدات».- إذا كنت تفضل المقارنة بين آلاف المنتجات والأسعار في دقائق، أو تفضل التسوق من المنزل أو أي مكان آخر، وفي أي وقت من خلال هاتفك، فالمتاجر الإلكترونية هي الأنسب لك.- إذا كنت تفضل الخروج والتنزه مع العائلة أو الأصدقاء، وفحص المنتج ومعاينته أو تجربته بنفسك، والتحاور مع البائع وجهاً لوجه، فالمتاجر التقليدية هي الأنسب لك.اغتنام فرصة العروض والتخفيضاتالبضائع محصورة بقطع محدودةانعدام ثقافة الشراء المبكر لغياب التخطيط الماليأكد المختص النفسي والاجتماعي وباحث الدكتوراة في علم الاجتماع خالد العثيمين، أن الأسرة السعودية متوسطة ومنخفضة الدخل تواجه مشكلة في إدارة مواردها المالية، وهذا يعود لعوامل عدة منها: انخفاض الوعي التخطيطي للدخل المالي للأسرة، وكذلك نشوء بعض العادات والتقاليد الدخيلة المتعلقة بالسلوك الترفي، وأيضا عامل محاكاة الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض لأنماط الاستهلاك السائد لدى الأسر من ذوي الدخل العالي، ما أثر سلبا على الترشيد الاستهلاكي لدى الأسر، ومنها مثلا تأجيل شراء احتياجات العيد في أوقات متأخرة ترتفع فيها السلع وتقل الخيارات والبدائل ذات الأسعار المتنوعة.وقال العثيمين «من المهم أن ينطلق رب الأسرة في مواجهة هذه الظاهرة من خلال تبني ثقافة الاستهلاك لأفراد أسرته في تنظيم وإدارة اقتصاديات الأسرة وترتيب ميزانتها، من خلال البدء بتوزيع مصادر الدخل على أوجه الإنفاق باتزان».وأضاف «مؤسسات المجتمع الإعلامية والتربوية والاجتماعية يقع عليها أدوار مهمة في حل هذه الظاهرة من خلال تعزيز ثقافة الادخار والإنفاق لدى الأسر، وتربية الأفراد على أهمية الاعتدال في الصرف، ونشر مبدأ التخطيط الاقتصادي الأسري، وتنمية الوعي بالمسؤولية الاجتماعية والفردية نحو السلوك الاستهلاكي، وإطلاق البرامج التوعوية والتثقيفية نحو أهمية الترشيد الاستهلاكي».تنمية الوعي بالمسؤولية نحو السلوك الاستهلاكيمزايا المتاجر الإلكترونية:1. اختصار الوقت حيث لا يجب على المتسوق الانتظار لعدة أيام للحصول على منتجاته.2. العناية المباشرة من البائع وإمكانية التحدث إليه فوراً لكل ما يحتاج المتسوق لمعرفته.3. القدرة على رؤية المنتج ومعاينته وإجراء عملية القياس في حالة الملابس والأحذية.4. إمكانية إرجاع المنتج أو استبداله بسهولة.5. النشوة التي تسيطر على المتسوق، خصوصاً عندما يكون بصحبة الأصدقاء أو الأقارب.مزايا المتاجر التقليدية:المتاجر الإلكترونيةأم التقليدية؟

مشاركة :