«لابد أن تكون خاليا من الضمير، كي لا تهتم بأي أمر خطير» الحرب ليست نزهة، وليست تسلية، ولا أظن عاقلا يسعى مختارا إلى إشعال الحرب، فالحرب لا تخلف سوى القتل والدمار والتشرد وحرق الأموال وزرع الكراهية، لذا فإن العقلاء لا يخوضون الحرب إلا اضطرارا. كان هذا إيماني وأنا أستمع إلى أخبار (عاصفة الحزم) التي تخوضها المملكة ضد الحوثيين المدعومين من إيران، فأن تخوض المملكة حربا، وهي التي عرفت في العالم أجمع ببعدها عن دخول المناوشات القتالية، وحملها مسؤولية دعم السلام ومناداتها بالحوار والتفاوض السلمي لحل ما ينشب من النزاعات بين الدول، هذا يعني أنها فقدت كل أمل في جدوى الحلول السلمية، وأن الأمر بلغ أقصاه من الخطورة والتهديد لأمن الوطن وسلامته، بما يجعل خوض الحرب أمرا لا مفر منه، لدفع الخطر عن الوطن وحمايته وتأمين حدوده. في وقت الحرب، لا تجد كريما ولا عاقلا، يتخلى عن دعم وطنه، بصرف النظر عن المذهب الذي يعتنقه، أو الآيديولوجيا التي ينتمي إليها، أو الموقف السياسي الذي يميل إليه، في وقت الحرب، يختفي كل شيء ويبقى حب الوطن. (عاصفة الحزم) ليست موجهة ضد الشعب اليمني، وهو يعرف ذلك جيدا، وليست ضد سيادة اليمن واستقلاله، وليست حربا ذات أهداف استعمارية، هي عملية تهدف إلى انتشال اليمن من براثن المفترس الأجنبي الذي تسلل إلى أرضه على ظهر خونة من داخله، وإلى انتشاله أيضا من وضع مضطرب يهدده باندلاع حرب أهلية تمزق أحشاءه وقد تنتهي به إلى حال مماثلة لما يحدث في بلاد الشام. حتمت الظروف السياسية شن الحرب، فكانت حربا ذكية ومحكمة، مقادة بفطنة ومصحوبة بترتيبات فائقة واستعدادات متكاملة، أتاحت للمواطن السعودي أن يفخر بحنكة قيادته، وكفاءة جيش وطنه، فالحمد لله على توفيقه ونصره. حفظ الله بلادنا آمنة مطمئنة، وأدام عليها عزها ومجدها، ووفق قادتها وأمدهم بنصره وتأييده.
مشاركة :