دراسة تحدد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الثدي

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قطعت علاجات سرطان الثدي شوطًا كبيرًا في العقود الأخيرة، لكن فهم كيفية منع الأورام من التكوُّن في المقام الأول كان تحديًا كبيرًا. وفي دراسة جديدة ستعرض في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو الشهر المقبل، أبلغ الباحثون عن أدلة مثيرة على أن اتباع نظام غذائي قليل الدسم، على غرار النوع الذي يوصي به الأطباء لصحة القلب، يرتبط أيضًا بانخفاض خطر الوفاة من سرطان الثدي. وحللت الدراسة بيانات تجربة كبيرة أجريت برعاية المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، ودرست الآثار الصحية للعلاج الهرموني والنظام الغذائي وبعض المكملات على صحة أكثر من 160 ألف امرأة بعد انقطاع الطمث، فيما ركز الباحثون لمدة 8.5 سنة على مجموعة تضم نحو 49 ألف امرأة تم تعيينهن عشوائيًّا لمتابعة نظام غذائي قليل الدسم، يستهدف تقليل استهلاك الدهون إلى 20% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وزيادة استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب. وفي بداية الدراسة، لم يصب أي من النساء بسرطان الثدي، وبعد انتهائها كانت معدلات سرطانات الثدي طبيعية، لكن النساء اللائي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي كان لديهن خطر أقل بنسبة 35% من الموجودة في نظام التحكم الغذائي العادي، وحتى بعد مرور 20 عامًا على انتهاء الدراسة استمر انخفاض خطر الإصابة بين النساء اللائي تناولن نظامًا غذائيًّا قليل الدسم بنسبة 15%، وفي بيانات المتابعة الأطول كان خطر الوفاة على وجه التحديد من سرطان الثدي أقل بنسبة 21% من النساء اللائي لم يغيرن نظامهن الغذائي. وحسب الباحثين، فإن هذه النتيجة مثيرة للغاية؛ حيث أصبح لدينا الآن دليل من واقع التجارب السريرية العشوائية على أن الاعتدال في الغذاء -الذي يمكن تحقيقه من قبل الكثيرين- يمكن أن يكون له فوائد صحية، بما في ذلك تقليل خطر الوفاة بسرطان الثدي، كما أنها اختلفت عن دراسات سابقة في تزويد المتطوعين بإرشادات غذائية لمتابعة ما يجب تناوله؛ لإظهار أن النهج الغذائي يقلل بالفعل خطر الوفاة بسرطان الثدي. وفي دراسة فرعية منفصلة، أظهر فريق البحث أيضًا أنه كلما طالت فترة تناول النساء للنظام الغذائي المعدل، انخفض خطر الوفاة خلال فترة الدراسة. ويجب أن تعطي النتائج الأطباء المزيد من الثقة بالتفكير في النظام الغذائي عند مناقشة خيارات العلاج مع النساء المصابات بسرطان الثدي. وفي حين أن الدراسة لم تجد صلة كبيرة بين التغيرات الغذائية وحدوث سرطان الثدي الجديد، فإن النتائج تشير إلى أن تعديل النظام الغذائي يمكن أن يقلل خطر وفاة المرأة من أي سبب، أو من سرطان الثدي، إذا تم تشخيص حالتها. وربما يتعلق السبب في ذلك بـ«جرعة» النظام الغذائي؛ فمن الممكن، على سبيل المثال، أن يكون تأثير التغير الغذائي أكبر على الأورام الصغيرة في أنسجة الثدي التي تم إنشاؤها بالفعل، على الرغم من أنها لا تظهر قوية بما فيه الكفاية حتى تؤدي إلى تشخيص سرطان الثدي. قد يكون تأثير هذا النظام الغذائي أقوى في منع نمو الأورام الموجودة بالفعل بدلًا من منع تطور الأورام. وتخطط Chlebowski للتعمق في البيانات لاكتشاف المزيد حول كيفية عمل النظام الغذائي لتقليل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي؛ فخلال التجربة، قدمت النساء عينات من الدم في بداية الدراسة وبعدها بسنة، لذلك قد يجد فريقه العمل عوامل تغيرت بين النساء في النظام الغذائي مقارنةً بتلك الموجودة في خطة التحكم. في غضون ذلك، يأمل الفريق أن يتحدث أطباء السرطان عن النظام الغذائي مع مرضاهم الذين قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي. وعلى الرغم من عدم تمكن جميع النساء في الدراسة من خفض استهلاكهن من الدهون إلى 20% من السعرات الحرارية اليومية، فإن "هذه التغييرات الغذائية قابلة للتحقيق من قبل العديد"، كما يقول. وعلى الرغم من أن جميع النساء اللائي تناولن نظامًا غذائيًّا قليل الدسم حققن الهدف، أظهرت الدراسة أن التعديلات لا تزال تقلل خطر الوفاة من أي سبب ومن سرطان الثدي. يقول: "يتعلق الأمر بأخذ قطع صغيرة من اللحم، وإضافة الخضراوات إلى الطبق لموازنة الأشياء".

مشاركة :