أفادت دراسة جديدة بأن الذكور الذين تعرضت أمهاتهم للإجهاد أثناء الحمل، يمكن أن يصبحوا أقل خصوبة عند البلوغ. ويعتقد الخبراء أن الإجهاد الأمومي، الذي يمكن أن يزعزع توازن هرمون المرأة، يمكن أن يزيد من المشكلات الصحية الأخرى، التي قد تؤدي إلى إصابة الأبناء بضعف الخصوبة. وكلما زادت حدة الأحداث المزعجة التي تمر بها المرأة الحامل، انخفض مستوى الحيوانات المنوية لدى الأبناء. ودرس باحثو جامعة أستراليا الغربية نوعية الحيوانات المنوية لدى 643 رجلا، في العشرين من عمرهم. وقبل عقدين من الزمن، خضعت أمهات الرجال للدراسة أثناء فترة الحمل، وطُلب منهن الإبلاغ عن وفيات الأسرة ومشكلات العلاقة العاطفية والحالة المادية. وتبيّن أن زهاء ثلثي الأمهات (63%) مررن بفترات مزعجة ومجهدة، مرة واحدة على الأقل خلال الأسابيع الثمانية عشر الأولى من الحمل. وكشفت النتائج أن أبناء الأمهات المجهدات عانوا من انخفاض عدد الحيوانات المنوية، التي كانت أقل قدرة على السباحة أيضا. وقال البروفيسور روجر هارت، معد الدراسة: "هذا يشير إلى أن تعرض الأمهات لأحداث حياتية مرهقة خلال فترة الحمل المبكرة، وهي فترة تطور الأعضاء التناسلية لدى الذكور، يمكن أن تكون له آثار سلبية مدى الحياة على خصوبة الرجال". وأوضح الباحثون أن التوتر أثناء فترة الحمل، لن يسبب إصابة الرجال بالعقم، ولكنه يمكن أن يزيد من المشكلات الصحية الضارة الأخرى، التي تظهر لاحقا في الحياة. وخلص فريق البحث إلى أن دراستهم المنشورة في مجلة "Human Reproduction"، لا تثبت أن إجهاد الأم يتسبب في الواقع في انخفاض جودة الحيوانات المنوية، بل يوجد صلة واضحة بينهما مع الأخذ بعين الاعتبار استجابة الأم الحامل للإجهاد. تجدر الإشارة إلى أن دراسة تاريخية نُشرت في عام 2017، كشفت أن الأبحاث بين عامي 1973 و2011 أظهرت وجود انخفاض بنسبة 59.3% في إجمالي عدد الحيوانات المنوية، بين الرجال في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا. ووجد الباحثون في ذلك الوقت أن معدل الانخفاض لا يتباطأ، حيث تساهم عوامل التدخين والإجهاد والسمنة والتعرض للمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، في تقليل الخصوبة. المصدر: ديلي ميل
مشاركة :