جاء في سورة "النور" في القرآن الكريم وفي الآية 27 مايلي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ إن هذه الآية الكريمة تنهاك ألا تفعل أي شيء في أي مكان ليس مكانك إنما مكان غيرك إلا بعد الاستئذان وهذا ما شاهدته بنفسي وأنا جالس في مكتب صديق في مركز عمله بالقطاع العام حيث لم يكن متواجدا في المكتب وكنت على موعد معه انتظرته ثم دخل شخص إلى المكتب وأخذ يقلب في الأشياء التي على المكتب ومن بينها إحدى الصحف المحلية فما كان منه إلا أن أخذها وخرج من المكتب واستوقفته وقلت له لا يجوز أن تأخذ هذه المجلة بدون الاستئذان من صاحبها فرد علي قائلاً وأنت ما علاقتك بالموضوع سآخذ المجلة ولن أرجعها لأنني أعرف صاحب المكتب وهو يعرفني قلت له لا يجوز هذا التصرف إلا بحضور صاحب المكتب . وطال الحوار بيننا وهو يمسك بالمجلة بيده لأقول له ألم تقرأ الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) إلى آخر الآية وسكت ولم يرد واستمر ماسك المجلة بيده ليخرج بها من المكتب وهو يتمتم بصوت عال وأنت اشعاليك وأدخل نفسك فيما لا يعنيك ولم أرد عليه إلى أن غادر المكتب مع أخذه للمجلة . ورجع صاحب المكتب وأخبرته بما حدث من شخص أخذ المجلة ورد علي قائلاً لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . إن الغرض من طرح هذا الموضوع أنه لا يجوز أن تأخذ أشياء غيرك بدون أن تستأذن منهم وهذا ما يقوله قرآننا الكريم بأن الاستئناس واجب قبل الاقدام على أي شيء تأخذه لأن مثل هذا الفعل يسبب لك مشاكل كثيرة أنت في غنى عنها في تصرفك في مثل هذا العمل غير الأخلاقي بأخذ أشياء الغير في غيابهم . إن الأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى في مثل هذا التصرف . إن ديننا الحنيف يأمرنا بالاستئناس قبل الاقبال على شيء نأخذه وأحياناً لا نرجعه لأن هذا شرعاً لا يجوز . إن مثل هذه العادة نراها في مجتمعنا وفي كل المستويات فهي عادة غير حميدة في مجتمع الصدق والأمانة لأن هذا الذي يجب أن يكون عليه ليجيء من يخالف شريعتنا الاسلامية بدون أي مبالاة .قبل الختام : إن ما طرحته مثلاً واحداً من الأمثلة الكثيرة التي يزخر فيها مجتمعنا من أناس لا يهمهم إلا أنفسهم ولذلك يتصرفون تصرفاً غير حضاري وغير أخلاقي وفي نفس الوقت مخالف لديننا الحنيف . إنه قد يقول البعض أخذ مجلة من المكتب سويتها سالفة . وأقول لكم ليت سالفة عابرة وإنما تأنيب الضمير في مثل هذا التصرف . إن الذي يتعود على أخذ الأشياء الصغيرة تتطور معه هذه العادة غير الحضارية وغير الأخلاقية ويمارسها في جميع تصرفاته لأنه يجدها الأسرع في مثل هذه التصرفات. ولذلك يجب أن نعلم أبناءنا ونرسخ في عقولهم التصرف السليم الذي هو يجب أن يكون أن يمارسه في مختلف الأشياء بالاستئذان قبل الاقدام عليه مهما صغر هذا الشيء أو كبر . وهذا العمل من أعمال السرقة المكروهة التي يعملها من لا له ضمير حي بأن ما يفعله بهذا التصرف يتعود عليه في مسيرة حياته وقد تقوده إلى مشاكل أكبر هو في غنى عنها وتسبب الضرر له . وسلامتكم بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :