أكدت الحكومة الأسترالية نيتها الانضمام إلى «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية»، أمس الأحد، في اليوم الثاني من فعاليات منتدى «بواو» السنوي لآسيا، رغم بعض التحفظات التنظيمية والهيكلية. وصرح توني آبوت، رئيس الوزراء الأسترالي، وجو هوكي وزير المالية، وجولي بيشوب وزيرة الخارجية، في بيان رسمي مشترك بأن «تقدما كبيرا أحرز في ما يتعلق ببنية المصرف وحوكمته وشفافيته في الأشهر الأخيرة، لكن لا تزال هناك مسائل عالقة سنقوم ببحثها خلال مفاوضات الانضمام». كما أكد البيان على ضرورة حل مشكلات رئيسية تتعلق بصلاحية مجلس إدارة المصرف بشأن قرارات الاستثمار الأساسية، بالإضافة إلى مشاركة جميع الدول الممثلة في مجلس إدارة البنك في القرارات المحورية وعدم سيطرة جانب واحد على نشاطاته. وأضاف البيان أن «الحكومة ستوقع على بروتوكول اتفاق يسمح لكانبيرا بالمشاركة في المفاوضات بصفتها عضوا مؤسسا محتملا لـ(البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية) الذي يكمن هدفه في تمويل أشغال البنى التحتية في آسيا». كما أشار البيان إلى أن البنك الآسيوي للاستثمار «يملك القدرة على لعب دور مهم في مواجهة الاحتياجات في البنى التحتية، وتسريع النمو الاقتصادي الإقليمي، مع منافع محتملة لأستراليا». واختلف أعضاء مجلس الوزراء الأسترالي حول الالتحاق بمشروع البنك الآسيوي المدعوم من بكين خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث عبر عن دعمه لفكرة المصرف في الأسابيع الأولى من الإعلان عنه، قبل أن يعبر عن تخوفاته في وقت لاحق، ثم عاد لدعمه مؤكدا انضمامه بصفته عضوا مؤسسا إن أوفيت بعض الشروط التنظيمية. وكشف توني آبوت الأسبوع الماضي أن كانبيرا أجرت محادثات مع واشنطن وطوكيو حول انضمامها للمشروع الصيني. التحاق أستراليا بقافلة الدول المؤيدة للمشروع الصيني يأتي بعد يوم واحد من انضمام روسيا والبرازيل، ليصل عدد الدول الداعمة إلى أكثر من 20. وكان خبر انضمام بريطانيا ودول أوروبية أخرى إلى «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية» في منتصف الشهر الحالي، قد أثار ضجة في الأوساط الدبلوماسية الغربية واستياء أميركيا. بيد أن لندن أكدت رغبتها في الانضمام إلى البنك الآسيوي الجديد رغم انتقادات واشنطن، إلا أنها أصرت على ضرورة الالتزام بالشفافية في العمل واحترام البيئة وقواعد الحوكمة الأخلاقية. من جهة أخرى، كشف سيريل مولر، نائب رئيس البنك الدولي، أمس الأحد في منتدى «بواو»، أن البنك يتعرض لضغوط متزايدة لتطبيق إصلاحات في ظل انضمام عدد أكبر من الدول إلى مشروع البنك الآسيوي. وقال مولر بهذا الخصوص: «نحن نتلقى دفعة قوية من أجل التغيير سريعا»، لكنه نفى تماما الشائعات التي تلمح إلى وجود توتر داخلي في البنك الدولي بين الولايات المتحدة واليابان وأوروبا من جانب، والدول الناشئة مثل الصين من جانب آخر. كما أعرب مولر عن دعمه الضمني لفكرة تأسيس بنك استثمار جديد، مشيرا إلى أن «المؤسسات المالية الكبرى في العالم يتعلم بعضها من بعض». ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ، أول من أمس، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى «بواو»، دول العالم إلى دعم المبادرة الصينية لتأسيس بنك الاستثمار في البنى التحتية، الذي سيكون مقره في بكين برأسمال أولي يعادل 50 مليار دولار. وعارض البيت الأبيض المشروع الصيني وشكك في مغزاه، محذرا من تأثيره على معايير الإقراض العالمية ومن منافسة البنك الجديد للمؤسسات المنظمة للنظام المصرفي العالمي، التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
مشاركة :