تلعب جماعة الإخوان الإرهابية في تونس دورًا خطيرًا عن طريق ذراعها المتمثلة في حركة «النهضة» ورئيسها راشد الغنوشي، إذ تمثل الحركة بؤرة سرطانية داخل الأوساط السياسية، وما يدعم ذلك هو الدور التخريبي الذي يلعبه «راشد الغنوشي»، زعيم حركة النهضة التونسية جناح الجماعة في البلاد، وعضو مكتب الإرشاد العام العالمي لها.«الغنوشي»، هو أداة تنفيذ السياسات الإرهابية للتنظيم الدولي؛ وله علاقة بالجهاز السري للجماعة، الذي اخترق أجهزة الدولة التونسية، وأرهب جميع الأصوات المعارضة لحزب النهضة، والذي كان من صلب مهامه تنفيذ سياسة اغتيالات المعارضين، إذ كان العقل المدبر للجهاز الذي اغتال السياسيين «شكري بالعيد» في فبراير٢٠١٣ و«محمد البراهيمي» في يوليو من العام نفسه.في السياق ذاته أثبتت تقارير مدى ارتباط «الغنوشي» وحزبه بنظام الدوحة وإخوان مصر؛ إذ كشفت تقارير وجود اتصالات بين صهر الغنوشي، عبدالعزيز الدغسني بإخوان مصر؛ من أجل جلب مواد سامة لتصفية خصوم النهضة.وأجرى «الغنوشي» صاحب الصلات القوية بالدوحة؛ زيارات عدة لها، في سياق سياسي ازداد فيه الخناق على الإخوان؛ بسبب انكشاف المخططات الكبرى لارتباطها بالإرهاب والاغتيالات السياسية والفساد المالي والسياسي.كما لحق بأمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني» إلى مطار تونس قرطاج في محاولة لإقناعه بعدم مغادرة البلاد إلى حين انتهاء القمة العربية بتونس بعد أن غادرها تميم فجأة، عقب كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وكلمة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، التي حملت رسائل غير مباشرة إلى قطر، وهو ما أكدته قناة "TRT عربي" التركية.ويستمد «الغنوشي» وجماعته وجوده وتأثيره من الخارج؛ لأن شعبيته داخل البلاد لا تتجاوز ٣٪ حسب التصويت الذي أجرته شركة «أمرود كونسيلتينغ» في أواخر عام ٢٠١٨.ويكشف الفيديو المسرب للغنوشي مطلع ٢٠١٣، والذي حرض فيه أنصاره على ضرورة التمكن من الاستيلاء على أجهزة الدولة الحساسة، عن مخططه الحقيقي الذي لم يتخلَ عنه، ألا وهو تدمير المشروع الإصلاحي التونسي.ولد راشد الغنوشي عام ١٩٤١ بقرية الحامة بالجنوب التونسي، وعمل مدرسًا لفترة؛ ثم سلك طريق حسن البنا مؤسس الإخوان، وسافر إلى مصر للدراسة، ثم إلى سوريا وحصل على إجازة في الفلسفة، وعاد الى تونس في ستينيات القرن الماضي عقب ذلك.وفي السبعينيات بدأ تأثيره يظهر بقوة في أوساط الجامعات والطبقات الفقيرة؛ إذ كانت خطبه الحماسية ضد إسرائيل ومطالبه بتطبيق الشريعة الإسلامية، تجعل له صيتًا وسط تلك الطبقة، وشكل مع بعض رفاقه ومنهم نائب حركة النهضة، «عبدالفتاح مورو» مجموعة تحت اسم «الجماعة الإسلامية»، عقدت أول اجتماعاتها الرسمية في أبريل ١٩٧٢، ثم تغير اسمها إلى «حركة الاتجاه الإسلامي»، واستشعر معها النظام التونسي الخطر عليه؛ ليتم إلقاء القبض عليه، والحكم بالسجن لمدة ١١ عامًا، ثم بالأشغال الشاقة المؤبدة في ١٩٨٧، وخلال وجوده في السجن خاضت حركة النهضة الانتخابات التشريعية في ١٩٨٨، وحصلت على ١٣٪ من أصوات الناخبين.وفي عام ١٩٨٩ نُفي الغنوشي من قبل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وقضى في لندن قرابة ـ٢٢ عامًا بعد نفيه، قبل أن يعود إلى تونس بعد ثورة ٢٠١١.
مشاركة :