لاقت الدعوة السعودية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تصاعد الخطر الإيراني في المنطقة، دعما من قبل دول خليجية وعربية مشاركة في قمتي مكة. ودعت الرياض المجتمع الدولي إلى استخدام "كافّة الوسائل" لردع طهران التي اقترفت انتهاكات كبيرة تمس من أمن واستقرار الشرق الأوسط لم يعد من الممكن السكوت عنها. كما دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى اتخاذ إجراء حاسم لوقف "الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني" في المنطقة في أعقاب هجمات استهدفت ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات ومحطتين لضخ النفط في المملكة. وندّد البيانان الختاميّان للقمّتَين بـ"سلوك" إيران في المنطقة، وحظِيا بدعم جميع الدول باستثناء العراق، في وقت قال الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي "وجّهنا رسالةً حازمة تجاه التدخلات الإيرانيّة". وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في خطاب ببداية القمّة الخليجيّة التي شارك بها رئيس الحكومة القطرية إنّ "ما يقوم به النظام الإيراني من تهديد لحرّية الملاحة العالميّة يُعدّ تحدّياً سافراً". وأضاف "الأعمال الإجراميّة التي حدثت مؤخّراً تستدعي منّا جميعاً العملَ بشكل جاد للحفاظ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون". واعتبر العاهل السعودي أنّ "عدم اتّخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبيّة للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشّكل الذي نراه اليوم". وفي القمة العربيّة، طالب الملك السعودي المجتمع الدولي باستخدام "كافّة الوسائل" لردع إيران. وأوضح "نطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليّاته إزاء ما تشكّله الممارسات الإيرانيّة من تهديدٍ للأمن والسلم الدوليّين، واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحدّ من نزعته التوسّعية". وتشكّل القمم الثلاث مناسبةً لإظهار أنّ الخليج والعالمين العربي والإسلامي كتلة واحدة في مواجهة إيران، بعدما وجدت المملكة في التوتّرات الأخيرة مع طهران فرصة لتشديد الضغوط على خصمها الأكبر في المنطقة. على صعيد القمة الخليجية أكد البيان الختامي "قوّة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصفّ بين أعضائه، لمواجهة هذه التهديدات"، مؤكّداً "المبادئ التي تضمّنتها اتّفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون من أنّ أمن دول المجلس وحدة لا تتجزّأً". كما تمّ الاتّفاق على تعزيز "الشراكة" مع الولايات المتحدة في ما يتعلّق بالتعامل مع إيران. وفي سياق متصل، قال براين هوك، المبعوث الأميركي الخاصّ بإيران، إنّ نتيجة تحقيقات دول عدّة في عمليّات التخريب سيتمّ إعلانها قريبًا. وأضاف هوك "نحن بالتأكيد نتطلّع إلى تغيير في موقف النظام الإيراني". وكانت الولايات المتحدة عزّزت حضورها العسكري في المنطقة، عبر إرسال حاملة طائرات وإعلانها زيادة عدد قوّاتها بـ1500 جندي، وسط تهديد إيراني بإغلاق مضيق هرمز الذي تعبر منه يوميّاً 35 بالمئة من إمدادات النفط العالميّة التي تنقل بحراً، في حال وقعت حرب.
مشاركة :