هدوء ما قبل العاصفة في فنزويلا

  • 6/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

"العقوبات الأمريكية لم تقوض سلطة مادورو: هدوء ما قبل العاصفة في فنزويلا"، عنوان مقال يفغيني بوجيدايف، في "أوراسيا ديلي"، حول عدم نجاعة سلاح النفط ضد كاراكاس. وجاء في المقال: استقر الوضع، نسبيا، في فنزويلا، فيما تحاول المعارضة والشافيزيون التفاوض. وعلى الرغم من التصريحات الأمريكية بأن "مادورو يجب أن يرحل"، إلا أن حدة الخطاب تراجعت من كلا الجانبين. وقد اعتمدت الوصفة الأمريكية للإطاحة بنيكولاس مادورو على انهيار صادرات النفط الفنزويلية، مع عواقب ذلك على اقتصاد يعتمد بالكامل على النفط. ولكن الإحصائيات تفيد بأن الوصفة تعمل بشكل سيئ في الواقع. فبفضل إجراءات الولايات المتحدة الأمريكية ضد كراكاس وطهران، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 28 ٪ منذ بداية العام، علما بأن أسعار النفط الثقيل (التي يوردها كلا البلدين) نمت بدرجة أكبر. فقد تراجعت الفجوة بين الخفيف والثقيل إلى الحد الأدنى منذ العام 2013... وهناك ظاهرة غريبة، فـ فنزويلا "العائمة النفط" تعتمد على واردات البنزين، والولايات المتحدة المصدّرة والمستوردة للنفط على حد سواء، لديها التفسير التالي: الأنواع المختلفة من النفط تشكل مواد خام مثالية لأنواع مختلفة من المنتجات النفطية. يتم تحويل النفط الخفيف إلى بنزين خفيف، ولكنه يحتوي على كمية قليلة نسبيا من المواد الثقيلة، فيما النفط الثقيل ينتج الكيروسين ووقود الديزل والفيول. بمعنى آخر، لا يعني وجود النفط بحد ذاته توافر الكمية اللازمة من منتج نفطي معين. بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، عدم توافر النفط الثقيل مشكلة لا تقتصر على مصانع معينة، إنما مشكلة لتوازن الوقود بذاته. ومع ذلك، فالأمريكيون يخفضون اعتمادهم على الإمدادات من فنزويلا، ولكن بطريقة غريبة. يتم تعويض الشحنات من فنزويلا، بنسبة 60 %، عن طريق التوريد من روسيا. ومع الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع الأسعار، تدفع الولايات المتحدة لـ"روس نفط" 86.7 % على الأقل مما كانت تدفعه لشركة النفط الوطنية الفنزويلية. بالنظر إلى وجود شخص واحد على الأقل في الإدارة الأمريكية الحالية، خلاف الإدارة السابقة، يجيد استخدام الآلة الحاسبة، فبالكاد تبقى لدى واشنطن أوهام وردية حول نجاعة سياسة العقوبات. كاراكاس عانت، ولكن ليس بالدرجة التي توقعتها واشنطن. يحتاج الأمريكيون إما إلى التفاوض أو تنفيذ سيناريو القوة. بهذا المعنى، قد تكون التهدئة الحالية بمثابة هدوء ما قبل العاصفة، الأمر الذي شهدناه غير مرة في سوريا. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

مشاركة :