قالت نشرة «أخبار الساعة» إن القمم العربية والخليجية والإسلامية التي انعقدت في مكة المكرمة اليومين الماضيين تكتسي أهمية بالغة، ليس فقط بسبب طبيعة التوقيت والسياق الإقليمي، حيث تتصاعد وتيرة التحديات والمخاطر التي تنال من أمن واستقرار الدول الخليجية والعربية، وإنما أيضاً لأن هذه القمم تؤسس لمرحلة جديدة من التضامن الخليجي والعربي والإسلامي، في مواجهة مختلف أشكال التهديدات، وترسم خريطة طريق واضحة بشأن كيفية تعزيز الأمن القومي الخليجي والعربي المشترك. وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها تحت عنوان «رسائل قمم مكة..الوحدة في مواجهة التحديات والتهديدات»، إن قمم مكة الثلاث أكدت، العديد من الرسائل المهمة: أولاً: وحدة الصف العربي والخليجي والإسلامي في مواجهة الأخطار التي تواجه المنطقة، وكان آخرها العمليات التخريبية والإرهابية التي استهدفت ناقلات النفط بالقرب من المياه الإقليمية للإمارات، وهجوم ميليشيات الحوثي الإرهابية بطائرات «درون» على محطتي ضخ قرب الرياض، حيث نددت القمم الثلاث بهذه العمليات التخريبية والإرهابية، وأكدت تضامنها القوي مع الإمارات والسعودية، وتأييدها للإجراءات التي تتخذها الدولتان في الحفاظ على أمن الطاقة وحركة الملاحة في مياه الخليج، ودعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في هذا الشأن. ثانياً: رفض التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الخليجية والعربية، فالبيانان الختاميان الصادران عن القمتين الخليجية والعربية، أكدا بصورة واضحة أن سلوك إيران في المنطقة يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم بشكل مباشر، سواء من خلال دورها التخريبي في سوريا واليمن ودعمها للميليشيات الحوثية، أو من خلال تدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة النعرات الطائفية لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار. ثالثاً: وحدة الأمن القومي الخليجي والعربي، فالتوافق الذي ظهر في كلمات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية في القمتين الخليجية والعربية، حمل رسالة موحدة، مفادها أن الأمن القومي العربي والخليجي منظومة واحدة لا يمكن تجزئتها، وهذا يبعث برسالة واضحة إلى إيران بأن تكف عن تدخلاتها في شؤون الدول الخليجية والعربية، وأن تتوقف عن سياساتها العدائية التي تزعزع الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، لأنها باتت مكشوفة للجميع، سواء لدول المنطقة أو المجتمع الدولي بأسره الذي بات مدركاً أيضاً أنها تمثل العامل الرئيس وراء حالة الفوضى التي تشهدها المنطقة، وأن عليها أن تتوقف عن سياساتها العدائية، وأنشطتها التخريبية إذا أرادت فتح صفحة جديدة مع الدول الخليجية والعربية. رابعاً: دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في التصدي لسياسات إيران العدائية التي تمثل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي على حد سواء، فلا شك في أن دعوة البيان الختامي الصادر عن القمة العربية، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات إيران التي تعرض الأمن والسلم في المنطقة للخطر، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى، سواء قامت بها إيران أو عبر أذرعها في المنطقة، إنما تبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في ما يتعلق بالحفاظ على حركة الملاحة في مياه الخليج وضمان أمن الطاقة العالمي وضمان استقرار أمن المنطقة، لأن تهديدات إيران المستمرة في هذا الشأن، لا تقتصر فقط على دول المنطقة، وإنما تشمل دول العالم بأسره، لأن أمن الطاقة قضية ترتبط بأمن وتنمية واستقرار العالم بأسره. وأكدت «أخبار الساعة» أن القرارات والتوصيات التي صدرت عن قمم مكة الثلاث، إنما تشكل خريطة طريق خليجية وعربية وإسلامية في مواجهة المخاطر والتحديات المشتركة.
مشاركة :