أبوظبي(وام) أكدت نشرة «أخبار الساعة»، الصادرة عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على أمن أشقائها من الدول العربية، وأنها تنبذ كل أشكال العنف والإرهاب التي تتعرض لها بعض هذه الدول.. مشيرة إلى أن الإمارات ترى أن مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة تتطلب تعاوناً وجهوداً إقليمية ودولية مشتركة. وتحت عنوان «موقف ثابت من مواجهة الإرهاب بصوره كافة» قالت: إن دولة الإمارات دانت بشدة الهجوم الإرهابي الذي تعرض له أول من أمس مقر جهاز المخابرات الأردنية في مخيم البقعة، غرب العاصمة الأردنية عمان، وأدى إلى استشهاد خمسة أفراد من الجهاز. وأضافت النشرة أن الإمارات أكدت تضامنها التام مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ووقوفها إلى جانبها في مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله وأياً تكن الجهات التي تقف وراءه. وأكدت أن هذا الموقف ليس بجديد على دولة الإمارات التي تربطها علاقات أخوية حميمة مع المملكة، بل وتعد هذه العلاقات نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء. وأشارت إلى أن دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، حريصة على أمن الأردن والدول العربية الأخرى من دون استثناء، كما تحرص على أمنها، وتتمنى الخير والرفاه لها ولشعوبها، كما تتمناه وتعمل من أجله لشعب الإمارات.. وهذا بالتأكيد موقف ثابت ومبدئي أرسى قواعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على نهجه من بعده القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقالت: إن دولة الإمارات إذ تؤكد مساندتها المملكة الأردنية الهاشمية في كل الإجراءات الأمنية التي تتخذها من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أرضها ومواطنيها، تقف اليوم مع المملكة قيادة وشعبا وحكومة، وهي على أتم الاستعداد لتقديم أشكال الدعم كافة التي تمكن الأردن الشقيق من مواجهة الإرهاب والفكر الضال الذي يقف وراءه ويغذيه. وأوضحت أن الإمارات ترى أن مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة التي لا تميز بين الحق والباطل، ولا تتورع عن سفك الدماء حتى في شهر رمضان المبارك، تتطلب تعاوناً وجهوداً إقليمية ودولية مشتركة، بعد أن أصبحت هذه الظاهرة المدمرة بتشعباتها الفكرية والدينية والاجتماعية أعقد من أن تتعامل معها الدول بشكل منفرد، بل ولا بد من أن تكون هناك استراتيجية موحدة لاستئصال الإرهاب من جذوره. وأشارت إلى أن الإرهاب قد أصبح ظاهرة عابرة للحدود ومتعددة الأبعاد وتأثيراتها كارثية ولا تقتصر على زعزعة الأمن الداخلي للدول أو الاستقرار الإقليمي أو الدولي فقط، وإنما تنذر بشر مستطير قد يعصف بالدولة الوطنية ويفككها.. لافتة إلى أن تقويض كيان الدولة الوطنية ونشر الفوضى يعد هدفاً أساسياً للجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي الذي جلب بقسوته ووحشتيه الدمار والخراب للكثير من المجتمعات وتسبب في معاناة الملايين من البشر، بل وفي استنزاف موارد المجتمعات والمنطقة بأكملها. وذكرت أن الإمارات تعي أن ما يقوم به الإرهابيون من قتل وترويع يجب ألا يثني المجتمع الدولي عن القيام بما يجب من أجل ليس وقف تمدده أو الحد من خطورته فقط، بل القضاء عليه تماماً.. مؤكدة أنه يتطلب مضاعفة الجهود الإقليمية والدولية، وفي الوقت نفسه وضع استراتيجية شاملة تستهدف القضاء على الإرهاب وجذوره. وقالت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي: إنه كما يتطلب تحقيق مثل هذا الهدف معالجات أمنية صارمة وحازمة، فليس من السهل تحقيق استئصال الإرهاب من دون معالجات أخرى موازية، ومنها المعالجات الاقتصادية والاجتماعية، ولا يمكن في هذا السياق أن نتجاوز الحاجة إلى المعالجة الفكرية، حيث إن الأفكار التي تبثها تلك الجماعات لا تمت للدين الإسلامي الحنيف ورسالته السمحة بصلة، ليس في إيجاد التطرف والإرهاب فقط، بل في تغذيته أيضاً وأحياناً في توفير بيئات حاضنة وداعمة له.
مشاركة :