توجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى مدينة بلاج وترأس الليتورجيا الإلهية في "ميدان الحرية"، أعلن خلالها عن تطويب سبعة أساقفة شهداء ينتمون إلى كنيسة الروم الكاثوليك في رومانيا.تخللت الاحتفال الديني عظة للبابا استهلها متحدثًا عن معجزة شفاء الأعمى التي قام بها الرب يسوع، وقال إن الرب رأى هذا الرجل الأعمى منذ ولادته وبعد أن أعلن أن حالته هذه ليست نتيجة للخطية جبل طينًا ومسح به عيني الأعمى ثم طلب منه أن يغتسل في بركة "سلوام"، وبعدها استعاد الرجل بصره. هذا ثم قام الفريسيون باستجواب الرجل الأعمى ووالدَيه ووضعوا هويته موضع شك، ثم نبذوا عمل الله، بحجة أنه لا يشفي يوم السبت! لكن الرب يعطي الأولية لمحبة الآب الذي يريد أن يخلص جميع البشر. وكان يتعين على الرجل الأعمى أن يتعايش مع حالته ومع عمى الأشخاص المحيطين به، وهكذا هي المشاعر العدائية التي تولد في قلب الإنسان، عندما يضع في قلبه المصالح الخاصة، والنظريات والأيديولوجيات التي تصيب الكل بالعمى. لكن منطق الرب مختلف لأنه يبحث عن الشخص مع وجهه وجراحه وتاريخه. يذهب لملاقاته ويضع في المحور الأمور المهمة حقًا.بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن هذه الأرض في رومانيا اختبرت جيدًا معنى ألم الناس، عندما يكون ثقل الأيديولوجيا والأنظمة أقوى من الحياة ويتعارض مع حياة الأشخاص وإيمانهم. وقال فرنسيس إن فكرنا يتجه نحو الأساقفة السبعة المنتمين إلى كنيسة الروم الكاثوليك والذين سُررت بإعلانهم طوباويين. وإزاء القمع الوحشي للنظام، أظهر هؤلاء إيمانًا ومحبة مثاليين حيال شعبهم. لقد قبلوا بشجاعة وصلابة داخلية أن يُزجوا في السجن ويخضعوا لشتى أنواع سوء المعاملة، شرط ألا ينكروا انتماءهم لكنيستهم الحبيبة. إن هؤلاء الرعاة، شهداء الإيمان، تركوا للشعب الروماني إرثًا ثمينًا يمكن أن يُلخّص بعبارتين: حرية ورحمة
مشاركة :