فرق منسية| إسماعيل ياسين.. المضحك الحزين

  • 6/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.أسطورة الضحك وصاحب الإيفيهات الخالدة وسلسلة من الأفلام السينمائية التى تحمل اسم إسماعيل ياسين إلى النهاية؛ حيث نجح فى كسر حاجز الملل حتى أصبح كوميديان كل العصور، نجح فيما فشل فيه غيره بأن يبقى على القمة طوال حياته حتى بعد وفاته بعشرات السنوات، ليس فنانا عظيما، ويعد مثلا يحتذى به الجميع، لم يهزمه اليأس ولا المرارة، حيث هزم الصعاب بالضحكات والدموع بالابتسامات، تغلب على حياة قاسية أسكنت الحزن فى قلبه، أصبح سببا فى سعادة ملايين الأشخاص، حتى تبقى الأسطورة خالدة وهى أسطورة الضحك والكوميديا.كان أبو السعود الإبيارى السبب الحقيقى فى إطلاق اسم إسماعيل يس إلى عالم الفن، وسبب تعرفه على الفنانة بديعة مصابني.. استطاع أن ينجح فى فن المونولوج بعد عدة إخفاقات، ظل لسنوات عدة متألقا فى هذا المجال، وبدأت علاقته بالإذاعة منذ بداية افتتاحها فى ١٩٣٤، حيث عمل قبل ذلك فى الإذاعات الأهلية، وقدم أول مونولوج بعنوان «يا أخواتى مراتى سبور» فى ١٩٣٤، من تأليف محمد عبدالمنعم أبوبثينة، وكان يأخذ أغانى محمد عبدالوهاب، ويعكس كلماتها ويقدمها للجمهور عشقا له، كما قدم مجموعة من المونولوجات الاجتماعية من الدرجة الأولى المطعمة «بنكتة» لكسر تابوه المونولوج وأصبح العديد يتبع هذا الأسلوب فى الإلقاء.عندما ألقى مونولوج «الوسطة»، أمام لجنة «الداخلية» أى «الرقابة» حاليا، التى تضم كلا من على بليغ، عبدالحميد زكي، قبل عرضه للجمهور، حتى وافقت عليه اللجنة، وعند إلقائه أمام مجموعة من كبار المسئولين، فوجئ فى الثانية والنصف صباحا بالقبض عليه وهو يقطن فى شارع جلال بمنطقة عماد الدين بوسط القاهرة، وتم احتجازه فى السجن لمدة ثلاثة أيام بسبب هذا المونولوج الذى يحرض على السلطة، حتى أخرجه سليم زكي.كون فرقته المسرحية فى ١٩٥٤، وأطلق عليها «إسماعيل يس»، ضمت مجموعة من أعضاء الفرقة كان من بينهم تحية كاريوكا، زينات صدقي، عبدالفتاح القصري، رياض القصبجي، وغيرهم، فيما استعان هو وشريكه أبوالسعود الإبيارى بمجموعة من كبار المخرجين فى إخراج مسرحياتهم من بينهم السيد بدير، محمد توفيق، عبدالمنعم مدبولي، نور الدمرداش وغيرهم، قدم مجموعة من الأعمال المسرحية الناجحة من بينها «يا الدفع يا الحبس»، «منافق للإيجار»، «كل الرجال كده»، «سنة تانية جواز»، «كل يوم رواية»، «كنت فين امبارح»، «الحبيب المضروب»، «الست عايزة كده»، «عمتى فتافيت السكر»، «حماتى فى التليفزيون»، «سهرة فى الكراكون»، وغيرها، إلى جانب أعماله السينمائية العديدة، حيث كان للمخرج فطين عبدالوهاب نصيب الأسد من أعماله السينمائية، حتى إنه أصبح نجما لشباك التذاكر الذى تتهافت عليه الجماهير، تناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات كان آخرها مسلسل «أبو ضحكة جنان»، الذى قدم فى رمضان ٢٠٠٩، شارك فى بطولة العمل أشرف عبدالباقي، رانيا فريد شوقي، صلاح عبدالله، سماح السعيد، عماد رشاد، حنان سليمان، عائشة الكيلاني، لطفى لبيب، إيما عاكف، وغيرهم، إخراج محمد عبدالعزيز، تأليف أحمد الإبياري، ياسين إسماعيل ياسين، وقد نجح المسلسل فى التعريف بحياة إسماعيل ياسين، الذى بفضل موهبته المتفردة استطاع أن يرسم البسمة على شفاه الجماهير.

مشاركة :